عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 31-05-2007, 07:12 AM
عبدالله منور
كاتب
الصورة الشخصية لـ عبدالله منور
رقم العضوية : 494
تاريخ التسجيل : 15 / 11 / 2006
عدد المشاركات : 661
قوة السمعة : 19

عبدالله منور بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي الجامعات السعوديه في عيــون أبنائها.. ((نـــظره من الداخل ))...


حال الجامعات السعوديه لا يخفى على أحد ....فهي تعيش

الآن أسوأ مراحل مسيرتها...بشكل غير مسبوق حتى أيام نشأتها الأولى ....وطور

التأسيس... ولعل التقرير (الفضيحه ) كما أحببت أن أطلق عليه قبل فتره قريبه كان

مؤشر خطير على الوضع المزري الذي باتت تتسم فيه هذه المؤسسات المتقاعسه عن

التطوير... نعم نحن الطلاب من داخل أروقة الجامعات ندرك هذه الحقيقه جيداً...رغم

أحجامنا الغير مبرر عن مناقشة هذا الجانب المهم ...ألا أننا لا نخفي أمتعاضنا من

السوء الواضح في المواد المقدمه ...وطاقم التدريس (العجوز) ...ربما لخوفنا من

أنعكاس ذالك على مستقبلنا الوظيفي أذا تكشفت الحقائق !!... حيث أن تسليط الضوء

على هذه الوقائع المريره يعني لنا بطبيعة الحال تسيلط الضوء بالطبع على المخرجات

الغير مؤهله للكفاح في سوق العمل ...لعدم موائمة مايتم تدريسه مع العروض

الوظيفيه المطلوبه ..ناهيك عن جوانب الكفاءة التي أخجل حتى من التطرق

لها ...لكنني سأعترف بأنحطاطها الى حد الأنعدام ...!! دائماً ما أحاول أستطلاع آراء

زملائي عن طريق جرهم للحديث عن مدى رضاهم عن هذه البيئة التعليميه التي لم

تعد مناسبه أطلاقاً....وبالرغم من أنهم يبدون حذرين من أبداء رأي واضح في هذا

الملف الشائك ...الا أن تجاذب أطراف الحديث معهم بصوره وديه ....يشعرهم براحه

تجعلهم يعبرون عن آرائهم دون قيود ...ولا يخفون خوفهم الشديد من المنافسه

المنتظره والتي يعتقدون بشراستها بعد عودة المبتعثين الذين يحملون مؤهلات

أكاديميه لن تجعل حامليها يمضون الكثير من الوقت والجهد حتى يزيحوا طلاب

أشباه الجامعات بعيداً عن المنافسه في ظل تميزهم العلمي والتطبيقي المتوقع عطفاً

على عراقة الجامعات التي يحملون مؤهلاتها المشرفه.. فلماذا ياترى أصبحت

جامعاتنا بهذه الصوره المخجله ؟!!.. جميع الوسط الجامعي يتفقون على أن

البروقراطيه المتفشيه في الأجراءات الجامعيه عائق أساسي أمام تمرير الأجراءات

والتطويرات وسرعة تطبيقها ....وبالتالي فرض قيود لا يوجد مبرر لها ...أمام

مواكبة الجامعه للمستجدات الطارئه بشكل سريع ومتجدد في مجالات العلوم و

الفتوحات الطبيه المتتابعه في المجالات الطبيه والهندسيه....ما جعل الجامعه أشبه

بالسلحفاه التي تجاهد دون جدوى في مسايرة معطيات العصر و مقتضياته.. أما في

مجال الحاسوب والتكنولوجيا فأن الحقيقه مضحكه ومبكيه بشكل صارخ ... أذا ما

أدركنا أن هذا المجال لا يتطور كل شهر أو كل يوم بل يتطور بالساعه والدقيقه...

وفي حين تتمتع الجامعات العالميه بمرونه وحيويه كافيه لأدراج ومراجعة برامجها

بشكل روتيني ....تبدو جامعاتنا معوقه في سرد معاناتها لأدراج بعض تلك

التحسينات بعد عدة سنوات من أكتشافها....لنكتشف أن هذه البرامج

الجديده ...تجاوزها الزمن بمراحل واسعه ....لأن مايقدم في الجامعات الآخرى

أصبح أجدر وأكفأ وأحدث ....لتعاود الجامعات مشوارها الذي أصبح ملحمه بحد

ذاته.. ذلك المشوار الطويل لأعتماد ماطرأ من تغييرات ....ربما سيدرسها أبنائنا بعد

سنوات تحكي قصة كفاحنا من أجل أقرارها .... أن المركزيه الشديده ....وأنقياد

الجامعات بشكل تام لوزارةالتعليم العالي كانت سبباً رئيساً في حدوث ذلك ... و دافعاً

مؤثراً في جعل جامعاتنا تتأخر سنوات وسنوات الى الوراء .... حتى أستيقضنا في

ذالك اليوم على ترتيبنا المؤلم!!.. الذي جعلنا نتضائل خجلاً....ليضعنا في المرتبه

998 من ضمن جامعات العالم ...حيث تتأخر عنا دول ...متخلفه هي على التوالي

(الصومال ) التي تعصف بها الحرب الأهليه....و(جيبوتي) التي أؤمن بشده بعدم

وجود أي جامعات أو حتى مدارس في هذا الجزء النائي والمعوز من العالم

الثالث....وتبادلنا التبريكات بتندر شديد لا يخلوا من المراره .....ورغم محاولات

المسؤلين لتبرير هذا الشيء المخجل الا أن هذا التصرف بالذات كان أكثر ما أثار

حفيظتنا ....حيث جعلنا نغض النظر عن أمكانيات تدارك الوضع الراهن في ظل عدم

الأعتراف في وجود المشكله رغم أنه أولى خطوات الحل لأنه سيجعل جامعاتنا على

المحك ويصحح أوضاعها السيئه ... هل تصدقون أن خريج كلية الحاسب في جامعة

الملك سعود يعجز تماماً بعد سنوات قضاها في ربوع هذا الصرح التعليمي عن

تصميم برنامج من النوع البسيط..!! وعلى هذا يمكننا القياس على باقي الكليات

الآخرى كحقيقه تبرر فشل أستراتيجيات التنميه في تحقيق أهدافها المنشوده عطفاً

على فشل رافدها المهم في الأضطلاع بدوره المنوط به ....حتى أصبحت عبء خطير

على كواهل المجتمع بينما كان المتوقع أن يكون خريجيها رافداً مهماً في الناتج

القومي ...ومسيرة التنميه .... لا شك أن أسلوب التلقين الذي تتبعه هذه الجامعات

أسهم بشكل كبير في خلق هذه الظروف العصيبه ....فهو السبب الرئيس في قلة

الأبحاث وأنحسارها ...وقلة براءات الأختراع السعوديه بشكل مريع ...رغم الدعم اللا

محدود الذي تلقاه هذه المؤسسات من الدولة حيث تلتهم ربع الناتج القومي الأجمالي

بينما تضيف دون خجل أرقام متزايده من العاطلين عن العمل ....في تخصصات

نظريه لم تعد مجديه وتخصصات علميه وتقنيه ولكنها بكل أسف لا تواكب روح

العصر ومتطلباته ... وللحديث بقيه ...فيما بعد...


تحيـــــــــــــاتي


عبدالله الذيابي






توقيع عبدالله منور
سبحان الله و بحـمده ، عدد خلقـه ، ورضــا
نفسـه ، وزنـة عرشـه ، ومـداد كلماتـه ،
للتـــــــــواصل

 

 



Facebook Twitter