لقاء الحملة
ما رأيك فيمن تلجأ إلى علاقات الحب والغرام بحجة أنها تعاني من الفراغ العاطفي
وترى أن الحل الوحيد هي اللجوء لعلاقة الحب سواء كانت مع صديقة لها
أو تبحث عن صديق لها بالانترنت أو غيرهـ ؟ بسم الله الرحمن الرحيم،
بعد شكري لكِ على هذه الإستضافة ،
فإني أقول أن سؤالك لامس وتراً حساساً، فالذي يجب أن نعرفه جميعاً ونؤمن به،
أن الفتاة مهما اجتهدت في العبادة ، ومهما قنتت وانشغلت،
ومهما أحبت الله والرسول وانشغلت بأعمالها، فإنّها ستظل أنثى،
وعند كل أنثى توجد مساحة صغيرة تمتلئ بكم هائل من العاطفة تحتاج أن تخرجه وتتفاعل معه،
ولن يملؤه أي شيء إلا طريق الفطرة، وهو حب الرجل،
ذلك الحب النبيل الجميل، الذي يرتقي بها إلى عوالم الملكوت والروح المرفرفة ..
لكن هذا الحب لن يكون جميلاً وكاملاً إلا إذا غلف بالطهر والعفاف ..
وذلك لا يكون إلا بالزواج، ومهما أحبت الفتاة أي فتاة أخرى، أو رجلاً بعيداً أو حتى هرة ،
فإنها لن تشعر بإشباع لعاطفتها إلا بالطريقة الطبيعية (الزواج) ..
حيث ترتبط بالشخص الذي يشبع عاطفتها ويسكن روحها..
وقد تقول الفتاة رداً عليّ: ومن أين لي بالزواج ؟
فأنا ليس بيدي أن أسعى له وعليّ الانتظار حتى يأتي الخاطب، فأقول:
نعم صدقتِ، ولكن ابذلي السبب واجتهدي، فليس لأن الزواج ليس بيدي أمره
أقوم بتبديد عاطفتي يمنة ويسرة ، تحت شعار عصفور باليد !،
وكم رأينا من فتاة تحسرن على ماض لهن في زوايا الشبكة،
استنزف منهن أجمل الأيام واللحظات، وضيع عليهن أوقاتاً ثمينة،
ولو كنّ صبرنَ قليلاً وتحرزن لكان خيراً لهنّ ،
ولو رجعت بهن الأيام لكان لهنّ شأن آخر، ولذلك قبل أن تندمي فإن بيدكِ أموراً عدة ..
- ما رأيت كالدعاء منفساً للمشاعر، ويكفي أن تدعو الفتاة بهذا الدعاء الجميل:
(اللهم أغنني بحلالك عن حرامك..ولا تجعل في قلبي أحداً سواك)
- املئي وقتكِ ببرامج نافعة، تطوعي في جمعية خيرية، تعلمي فناً جميلاً،
ابدئي وشمري لتحفظي جزءاً من القرآن، ادخلي دورة تدريبية،
جربي أن تعيشي الحياة بشكل يجعلك كل يوم أكثر شموخاً وثقة وتطوراً،
ولن يكون ذلك لك إذا كنتِ ذات علاقة تستنزف مشاعرك ووقتك وتفكيرك !
- الأمر الثالث والمهم، هو الصحبة،
إن الصديقة إذا كانت مخلصة صادقة ستعينك على ملء وقتك وإشغال نفسك بالخير،
وتنصحك وتهتم بكِ، أقيمي علاقة مع صديقة لكِ قريبة من سنكِ، تكون منضبطة المشاعر،
تتبادلان فيها الأفكار والقراءات والفوائد والهدايا، وتملآن وقت بعضكما بالزيارات،
واجعلا لكما مستشارة بين حين وآخر تحدثانها عن طموحاتكما – بدون إشغال لها - ،
فذلك فيه خير كثير لكِ.
- الأمر الأخير، حقاً ..
إن الإسلام لم يفرض علينا العبادة عبثاً ..!
إنها غذاء روحي يمنحكِ القوة الهائلة في مواجهة الأحداث والفتن والمغريات ،
إن مئة استغفار يحلق بكِ في سماوات الترفع عن الدنايا،
وعشرة ريالات صدقة تطهر روحك وقلبك،
وصلاة تقفينها وقد خشعت العيون بينما قد خشعت كل ذرة من خلاياك
لهي جدار عازل أمام أسلحة (الفحشاء والمنكر) التي تحيط بك ..
لذلك لا تغفلي هذا الجانب الحيوي المهم الذي جفاه كثير من الناس هذه الأيام..
كثير ممن تتعلق بإنسان إذا حدثت بذلك أو حدثت نفسها بذلك .
تقول مستحيل أترك هذا المحبوب أو تقول بعبارتها (أموت ولا أتركه)
وأحيانا تود التخلص من هذا الحب ، ولكن تجده صعب جدا
السؤال باختصار... ما هي طريقة التخلص من الحب المشؤوم
وعشق شخص ما لاسيما إذا كان يشغل عن عبادة الله وطاعته ؟
كما ذكرت لكِ .. الدعاء سلاح قوي فعال مخيف ..
والأمر الآخر .. لتثق تماماً أن الأيام كفيلة بنسيان كل شيء،
وبهذه المناسبة أذكر قصة لفتاة تعرفت على شاب عن طريق الشبكة
فاكتشفت أمها ذلك ومنعتها منه فأخذت الفتاة تشهق وتبكي قائلة: كيف أعيش بدونه!
ثم إذ بها بعد هذه الحادثة بأسبوعين تشهق وتبكي قائلة:
كيف فعلت بنفسي هذا ولوثت صفحتي البيضاء لأجل شخص لا يستحق؟!
فانظري تغير الموقف لما استفاقت لنفسها وخرجت عن تأثيره عليها ..
وإذا كانت الفتاة قد تركته لله تعالى، فلتعلم أن الله سيؤيدها، وسيثبتها، وسيعينها،
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه،
وفي الأثر: (من أحب شيئاً غير الله عذب به) ..
أهم شيء إذا اتخذت الخطوة أن تقطع كل طريق يجعله يصل إليها حتى لا يتسبب في إرجاعها عن قرارها..
ولتتخذ صديقة مخلصة صالحة تعينها على الثبات وشغل وقتها بالنافع من البرامج..
ما رأيك بالعبارات مثل ( أحبك موت، عشقي، عذابي، حبي الوحيد )
ورسائل , وأشعار وأبيات العشق والهيام والغزل والغرام
التي تأخذها الفتاة من مواقع الانترنت مثلا وتتبادلها مع صديقتها ... بحسن نية ربما ... ؟
أو تضعها في توقيعها في المنتديات ؟
لا أرى أن تستخدم هذه العبارات بين الفتيات ولا في المنتديات وغيرها،
خاصة أن ألفاظها ليست من ألفاظ الحب العفيف، وتوحي بالريبة، وهذا زمان فتن كقطع الليل،
فلماذا تفتح الفتاة على نفسها باباً كان موصداً؟!
ولكن لا يمنع ذلك أن تعبر الفتاة لصديقته عن مشاعرها بأسلوب مذهب خالٍ من الشبهة،
وللتعرف أكثر على أساليب التعبير عن المشاعر بأسلوب راقٍ
أنصح أخواتي العزيزات بالقراءة في كتابات الطنطاوي والرافعي والمنفلوطي،
وسيجدنَ من المكاتبات الجميلة ما يفتح آفاقاً من الألفاظ الرقيقة والتعابير المدهشة
التي تغني عن استخدام هذه الألفاظ التي لا يصح توجيهها إلا لزوج..
كلمة أخيرة تختمي بها هذا اللقاء أو نصيحة عامة توجهيها لفتيات الأمة ؟
لن أقول سوى كلمة واحدة، أنه مهما خاض الناس غمار الحب فيما بينهم وسطروا فيه المجلدات وزعموا أنه لجّة عذبة،
فإنّه لا راحة لهم إلا بمرافئ الحب الرباني، الذي به يتوهج كل حب ..
حب الأم، الأب، الأخ، الزوج، الابن، الصديقة ..
وبهذه المناسبة لي قصيدة عن حب الله تعالى اسمها لهفي ..
وهي منشورة في صيد الفوائد ..
{ لهفي ..
وجئتُ أسوقُ فيكَ قوافي !
وأسَى يخالجُ أبحري .. وضفافي ..
خشعتْ عُرى الودِّ العظيم وفجّرتْ ..
عينُ الضياء لتستبيح شغافي
وجَرَتْ هُنا الأنوارُ سيلاً مائجاً
غسلَ الجوارحَ بالزلال الصافي
أهفو إلى عفو السماء كسيرة
وعن الغثاء أصدّ في إعفاف
أتمطّر الرحماتِ غيثاً نافعاً
فاعشوشبتْ أرضي وغاض جفافي!
أختكم أم رفيف .. (اكرام الزيد)
أ. لولوه الجارد . الداعية المعروفة حفظها الله ..
والمديرة العامة لمؤسسة آسية
أجابت عن الحب الأنقى بالنسبة للفتاة والمرأة بقولها :
القلب نعمة من الله وما يحمله من عواطف
توجه سلوك الإنسان إلى الخير ومن هذه العواطف
عاطفة الحب والتي توجه سلوك الإنسان وقلبه إلى عبادة جليلة
وهي تشمل نوعين من الحب :
• حب واجب : مثل محبة الله ورسوله وما يحبهما
الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم .
• حب مندوب : مثل محبة الأخت المسلمة بحدود
ما تعنيه هذه الكلمة .
ونصيحتي لكل من سلكت الطريق الخاطئ في هذه العاطفة :
أن تحذر من الوقوع في الحب المكروه أو الحب المحرم
وتصرف هذه العاطفة في غير مصاريفها التي خلقها الله من أجلها .
وأذكرها بقول الله تعالى : ( الإخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدوُ إلا المتقين ) .
وقول ابن القيم – رحمه الله :
" من أحب شيئاً سوى الله ولم تكن محبته لله تعالى
عذب به في الدنيا والآخرة".
سائلين المولى الهداية لبناتنا ..
للتحميل هنا بالزر الأيمن > ثم حفظ الهدف باسم
يتبع