التعامل مع الشباب
مرحلة الشباب من أدق مراحل العمر فيها قوة الطموح وقوة التعلم وقوة في الاكتشاف وقوة في النشاط وقوة في التحول والتغير من أجل ذلك كان الأسلوب التربوي الرفيع والمعاملة الحسنة الراقية والتدرج في التربية هو المناسب لهذه المرحلة وقد ضرب لنا الرسول عليه الصلاة والسلام المثل الرفيع في التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع وجعل من أخلاقه الكريمة عليه الصلاة والسلام مايحبب إليه دعوته وسيرته حتى قالوا ( كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولامتفحشا ولاصخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح ولايكاد يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه وماضرب شيئا قط بيده ولاامرأة ولاخادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وإذا استلف سلفا قضى خيرا منه وماسئل رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالك يكن إثما )
ومن معاملة الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تدل على حسن خلقه معهم مايلي
الرفق بهم والشفقة عليهم جاء في صحيح البخاري عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال أتينا النبي عليه الصلاة والسلام ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا اشتقنا أهلنا وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما فقال ( ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم )
الابتسام لهم والترحيب بهم عن جرير بن عبد الله قال ماحجبني رسول الله عليه الصلاة والسلام منذ أسلمت ولارآني إلا تبسم في جهي أخرجه مسلم
تقديرهم واحترام حقوقهم جاء في الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام ( أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ) فقال الغلام والله يارسول الله لاأؤثر بنصيبي منك أحدا قال فتله أي وضعه رسول الله عليه الصلاة والسلام في يده
دعاؤهم بأحب الأسماء إليهم وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو عليا بأبي تراب جاء في صحيح مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كان لعلي اسم أحب ليه من أبي تراب وإن كان ليفرح إذا دعي به
عيادة مرضاهم جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم رسول الله عليه الصلاة والسلام فمرض فأتاه النبي عليه الصلاة والسلام يعوده فقعد عن رأسه فقال له (أسلم) فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال يابني أطع أبا القاسم عليه الصلاة والسلام فأسلم فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقول (الحمد لله الذي أنقذه من النار )