التعامل مع المجتمع
المسلم مع كونه اجتماعي بطبعه فهو اجتماعي بحكم دينه يخالط الناس وينفعهم ويبذل لهم المعروف ويصبرعلى أذاهم مما يجعل منه شخصية اجتماعية راقية يحبه الناس لأكثر من سبب ويألفونه لما يجدون فيه من الخير يقول الرسول عليه الصلاة والسلام
( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لايخالط الناس ولايصبر على أذاهم )
ويتعامل المسلم مع مجتمعه وفق كثير من السلوكيات والآداب
فهو صادق مع الناس جميعا في قوله وفعله لأنه يعتقد أن الصدق رأس الفضائل عملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عن الله كذابا ) متفق عليه
وهو لايغش ولايغدر ولايخدع لأن الغش محرم في الإسلام للحديث الذي رواه مسلم ( من غشنا فليس منا ) وكذلك الغدر للحديث المتفق عليه ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان )
ومن صفات المسلم نحو مجتمعه أن ينصح لهم بالخير لما ورد في صحيح البخاري ومسلم (الدين النصيحة قال الصحابة الكرام لمن فقال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)
ومن واجب المسلم تجاه أفراد مجتمعه الوفاء لهم بالعهد وإنجاز الوعد لقول الله تعالى {ياأيها الذين ءامنوا أوفو بالعقود } ولقوله عز وجل { ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون }
فيحذر المسلم كل الحذر من إنكاث العهد أو إخلاف الوعد لأن ذلك من صفات المنافقين الذي أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن علاماتهم وذلك في الحديث المتفق عليه
( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان )
ويعامل المسلم أفراد مجتمعه بأحسن الأخلاق فلا يتكبر ولايفحش عليهم في القول لقول الرسول في الحديث الذي رواه الطبراني ( إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا )
ويعاملهم برفق ولين لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )
ويعاملهم برحمة وشفقة فلا يقصر رحمته على أهله وولده وذوي قرابته بل يشمل بها الناس جميعا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الطبراني ( لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يارسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة أحدكم لصاحبه ولكنها رحمة للناس عامة )
ويجل الكبير وصاحب الفضل ويعاشر كرام الناس ويحرص على نفع الجميع ودفع الضرر عنهم
--------------------------------------------------------------------------------
معاملة المسؤول
المسؤول في الإسلام أكثر الناس حملا وأثقلهم واجبا أنيطت به التكاليف وأسندت إليه المهمات فكان لزاما على أتباعه أن يعاملوه بما هو أهله من الإعانة والتوقير والاحترام والسمع والطاعة وإبداء النصيحة إذ أن المسؤولية في الإسلام وإن كانت فردية من جهة فهي جماعية من جهة أخرى لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته )
ولضبط العلاقة بين المسؤول وأتباعه ولتحقيق المصلحة العليا للأمة دعا الإسلام إلى معاملة المسؤول بجملة قواعد وآداب من ذلك
طاعته في غير معصية الله تعالى لقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا }
ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولاطاعة )
ومن ذلك
بذل النصيحة له بتوجيهه إلى الخير وإعانته عليه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالرفق وبالتي هي أحسن وأن يذكر بالواجبات الملقاة على عاتقه ومسؤوليته تجاه الأمانات المكلف بها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
ومن ذلك أن يكفوا عن ذكر معايبه في المجتمعات والأندية والأسواق والمساجد ونحوها وينتهروا ومن يفعل شيئا من ذلك لما ورد في صحيح مسلم ( خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم أي تدعون لهم ويدعون لكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم )
ومن ذلك معاونته على الخير وتشجيعه على الصالحات عملا بقول الله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان }
ومن ذلك توقير المسؤول واحترامه سواء كان في الخطاب أو في المعاملة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) رواه الطبراني وأحمد وإسناده حسن