قبيلة بني رشيد - معاملة السلف الصالح لأهل الأهواء و البدع

الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله :-

قد يعتقد البعض من خلال العنوان أن فيه شي من الشدة و التغليض ولكن من يتأمل سير السلف الصالح و إمامهم محمد عليه الصلاة و السلام يرى ان الشدة لابد منها في بعض المواضع خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بحدود الله و سيتم بيانه في موضوع مستقل إن شاء الله .

ومن هنا أحببت أن أنقل لكم بعض أقوال علماء السنة في بيان و التحذير من اهل البدع .

و من أقوال هؤلاء الأئمة :-

1-قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم}.(مقدمة صحيح مسلم، باب:4)

2-عـن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ( تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هُوَالَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٍ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْه ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولونَ آمَنا بهِ كُل ِمنْْ عِندِ رَبِّنا وَمَا يَذََّكَّرُ إِلا أُولُواْ الألْبَاب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحــذروهـم} (رواه البخاري (4547) ومسلم (2665)

3-وقـد بين الله عز وجل هذا الأصل العظيم في كتابه حيث قال: {وَإِذَا رَأيْتَ الذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنهُمْ حَتى يُخُوضُواْ فِي حَديثٍ غَيْرهِ وَإمّا يُنسِينكَ الشيْطَانُ فَلا تَقعدْ بَعدَ الذِّكرى مَعَ القَومِ الظالِمينَ}.

عن ابن عون قال: ( كان محمد بن سيرين يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهواء؛يرى أن هذه الآية أنزلت فيهم) (الإبانة لابن بطة(2/431)

4- قال تعالى: { وَقَدْ نزَّلَ عَلَيْكُم فِي الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُستهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْره إِنَّكُمْ إِذاً مثلُهُم إنَّ الله جَامِعُ المنافِقِينَ وَالكَافِرِين فِي جَهَنَّمَ جَمِيعَا}.

قال الإمام محمد بن جرير الطبري-رحمه الله- في تفسيره:

( وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع؛ من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم ) . (تفسير الطبري (4/328) ط. دار الكتب العلمية).

5-قال البربهاري: (وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتـقه؛ فإنه صاحب هوى) (شرح السنة للبربهاري ص:121).

6-قال ابن تيمية: (ومن كان محسناً للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويُظهر لهم الإنكار وإلا: ألـحِـق بهم وجُعِل منهم). (مجموع الفتاوى (2/133).

7-وقال مُفضَّل بن مهلهل: ( لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بُدوِّ مجلسه، ثم يدخل عليك بدعته، فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك!!! ) (الإبانة (2/444).

8-ولما قال رجل لمالك: يا أبا عبد الله { الرَّحْمنُ عَلى العَرشِ اسْـتَوَى} كيف استوى؟! قال: (الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظـنك صاحب بدعـة) وأمَـر بإخراجه.
(سير أعلام النبلاء (8/100) ط: مؤسسة الرسالة).

9-وقال أبو توبة: حدثنا أصحابنا أن ثوراً لقي الأوزاعي فمد يده إليه، فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه، وقال:(يا ثور: لو كانت الدنيا لكانت المقاربة، ولكنه الدين)( سير أعلام النبلاء (6/344) ط: مؤسسة الرسالة)

10-وقال ابن عباس رضي الله عنهما:(لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب)( الإبانة (2/438).

سأكتفى بهذا القدر علماً ان الأدلة كثيرة و لكن حتى يسهل للقارئ الكريم قراءة الموضوع و يستفيد منه .

والله تعالى أعلم و أحكم