![]() |
منازل التوابين
بسم الله الرحمن الرحيم
-------------- منازل التوابين من الناس من نشأ على الخير ، فرعاية حقوق الله عزوجل عليه أسهل , ومنهم تائب بعد صبوته ، وراجع إلى الله عن جهالته ، وإنه ليدخل فى نطاق قوله تعالى : " والذين اهتدوا زادهم هدى وأتاهم تقواهم " . أما النوع الثالث : فإنه المصر على ذنبه المقيم على سيئاته ، إنه محتاج إلى ما يصل به عقود الإصرار من قلبه ، فيتوب إلى ربه من ذنبه ، فيلحق بصاحبيه الذين من قبله ، الناشئ على غير صبوة ، والمنيب بالتوية إلى خالقه تعالى . ما الذى يبعث على التوبة وترك الإصرار : فهو الخوف والرجاء ، يقول الحق عزوجل : " وأما من خاف مقام ربه ، ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هى المأوى " . فأجبر عز وجل ، أنه لما خاف ربه نهى النفس عن الهوى ، ولقد وصف الله أولياءه بأنهم يدعونه رغبا ورهبا : أى راغبين خائفين . وينال الخوف والرجاء ، بأن تصبح المعرفة بعظم قدر الوعد الوعيد واضحة سافرة والله سبحانه وتعالى قد خوفنا بالعقاب لنخوف أنفسنا ، ومما يعين على ذلك ، وقد أمرنا الله به : أن نفكر فى المعاد ، وهجوم الموت ، وعظيم حق الله سبحانه وتعالى ، ووجوب طاعته . وحقا أن الفكر فى ذلك ثقيل على النفس بيد أنه مما يخففه علم الإنسان بعظيم قدر ما ينال بالفكرة من المنافع فى الدنيا والآخرة : ذلك أن فى نعيم الطاعة فى الدنيا والظفر بنعيم الآخرة سعادة لها لذة المعاصى . على أن المصرين فى منازل شتى : فمنهم من كثرت ذنوبه ، ومنهم من قلت ذنوبه ، ومنهم تائب من بعض ذنوبه وهومصر على البعض الآخر . وعلاج كل ذلك هو إدمان الفكر بالتخويف ، كالداء إذا عضل لم يبرأ صاحبه إلا بدوام التداوى ، وإدمان الفكر بالتخويف يستمر إلى أن تسخو نفسه بالتوبة الخالصة النصوح التى يوقن فيها أنها كانت منـَّة من ربه ،سبحانه وتعالى ، لابقوته هو فيستأهل الزيادة من الله عز وجل لآنه يقول : " لئن شكرتم لأزيدنكم " وفى التفسير : لأزيدنكم من طاعتى . على أن إذا سخت نفسه بالتوبة فتاب ، فإنه يجب أن يستمر فى تيقظه وحذره ، فإن الإهتمام والحذر إن ألزمهما قلبه يوقظاه ، فيما يستقبل منعمره ، فإذا استمر على توبته دخل تحت قول الله تعالى : " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " . جـــــــاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال " إن العبد ليذنب الذنب فيدخله ذنبه الجنة؛ فقيل : يــــا رسول الله ؛ كيف يدخله ذنبه الجنة؟ قال : لا يزال نصب عينيه تائبا منه هاربا منه حتى يدخله الجنة" وقيل لسعيد بن جبير : من أعبد الناس ؟ قال : رجل أصاب من الذنوب فإذا ذكرها اجتهد ... وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قال : " خياركم كل مفتتن تواب " ومن هنا تأتي الرعاية لحقوق الله عز وجل ؛ والقيام بها على أكمل وجه ؛ وقد جاء في الحديث : " يعجب ربك للشباب ليست له صبوة" أي : يسر به ويعظم قدره عنده " وروى معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أن الله عز وجل يقول ( أيها الشاب الباذل شبابه لي ؛ التارك شهوته من أجلي ؛ أنت عندي كبعض ملائكتي ) فمن أطهر من هذا قلبا ؟ أو من أولى بالمعونة والتوفيق ممن لم يرتكب الذنوب عند بلوغه ؛ ونشأ على طاعة ربه وعبادته ؛ واعتاد القيام بحقه . ومما لا مماراة فيه : أنه لابد للخلق أجمعين من معرفة حقوق الله ، عز وجل ، بأسبابها وأوقاتها وعللها وارادتها ووجوبها ، وفيم هى ؟ وأيها بدأ الله عز وجل خلقه ؟ فعلى العبد أن يبدأ بما بدأ الله به عز وجل ، به فيبدأ برعاية حقوق الله عزوجل فى قلبه إذ عنه تكون أعمال الجوارح ، وجمل حقوق الله فى القلب ثلاث : إعتقاد الإيمان ومجانبة الكفر ، واعتقاد السنة ومجانبة البدعة ، واعتقاد الطاعة ومجانبة الإصرار على ما يكره الله عز وجل من عمل قلب وبدن . فمن ترك ما يهوي قلبه وتشتهيه نفسه مما كره ربًه ؛ فقد احتجب عن النــار واستوجــب الحلول في جــــوار اللــــــــــه |
الله يعطيك الف عافيه
وجــزاك الله كل خير علــــــــى النــــــــقل |
الله يجزاك خير
|
اللهم أجعلنا مع الذين يخشون ربهم بالغيب وادخلنا الجنة مع الابرار المتقين يارب العالمـين
موضوع جميل جزاك الله كل خير |
جزاك الله خير
|
جزاك الله خير ع الموضوع الرائع
دمت ونت الى ربكـــ أقرب |
جزآك الله خير . . |
الساعة الآن +4: 12:17 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.