قبيلة بني رشيد - ودي (ابرق) لـ (عبدالله بن عبدالعزيز)

ودي «أبرق» ل «عبدالله بن عبدالعزيز» !!

محمد الرشيدي
المقصود هنا إرسال برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، قالتها امرأة فقيرة وكبيرة في السن وتعيل أخيها المعوق حركيا من منطقة الجوف ، لم يكن كلام واستعراض حالة هذه المرأة الفقيرة عبر سوالف مجالس أو عبر منتديات الانترنت ، بل من خلال نشرة أخبار السابعة مساء من "القناة الأولى " بالتلفزيون السعودي وعبر تقرير احترافي بث عنها وعن عوزها وفقرها ، اختتمته المرأة وبلهجة عفوية وبريئة بقولها ودي " ابرق ل عبدالله بن عبدالعزيز " ، لثقتها بولي الأمر حفظه الله وتواصله الإنساني مع أبناء شعبه والذين ينادونه "بملك الإنسانية".
هنا تعيد هذه المرأة تذكيرنا بوسيلة الاتصال الهامة قبل سنوات وهي البرقية والتي أصبح نجمها حاليا خافتا وقريبا من حالة النسيان ، وهي التي اخترعها كبرقية طابعة المخترع الأمريكي هونغ عام 1854م ، وكانت مهمة بشكل كبير لدينا في السعودية في تواصل المواطن بولي الأمر، ولم يطمسها إلا التطور الهائل الذي يعيشه قطاع الاتصالات السعودي في الفترة الحالية .
المرأة الفقيرة وقصتها المحزنة مع الفقر عندما يتم عرضها وعبر فقرة هامة من خلال التلفزيون السعودي يعطي هذا الأمر دلالة كبيرة وواضحة على مسألة كسر حاجز الرسمية التي كانت تكتنف التلفزيون السعودي ، وتعطي انطباعا آخر لتعامله وبمهنية واحترافية عالية مع واقع حقيقي لمواطنة فقيرة وبسيطة ، وهذا المنهج الإعلامي المنفتح والكثير بتعابيره ومصداقيته من وجهة نظري يعتبر " نقطة تحول" بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، وهذا المنهج الواقعي والصادق أوجده وبكل شفافية ، ملك الإنسانية الملك عبدالله عند زيارته الشهيرة وغير البروتوكولية للأحياء الفقيرة بمدينة الرياض ، كمصداقية انه رغم أننا دولة غنية إلا أننا وكناحية طبيعية يوجد لدينا " فقر" أيضا ، كمحور هام في المصداقية مع الواقع والتي لايجرؤ على كشفها الكثير من رؤساء الدول حتى الدول العظمى .
الانفتاح الإعلامي للتلفزيون السعودي ونقله للواقع المعيشي للمواطن السعودي بمصداقية وباحترافية عالية، سيكسب هذا الجهاز احتراما اكبر لدى مشاهديه ، وسيعطي في الوقت نفسه الصورة الواقعية لنا كمجتمع سعودي بأننا لانختلف عن المجتمعات الأخرى ، فالفقر والغنى موجودان لدينا ، ولن يكون الأمر كما كان يتصوره أصدقائي اليابانيون في لندن ، عندما كانوا يتصورون أننا كسعوديين لدى كل فرد لدينا في منزله " بئر نفط "!!
بالتعامل مع الواقع الاجتماعي إعلاميا بمصداقية يجعلنا نندهش "كيف تحاول تلك المرأة الفقيرة ان ترسل برقية لخادم الحرمين الشريفين " وهي تتحدث عبر أهم وأسرع وسيلة اتصال ومشاهدة ممثله بالتلفزيون وسحر الفضاء ، وبالمصداقية الإعلامية استطاع زميلنا الإعلامي طراد الاسمري ان يتفوق عالميا ويفوز بجائزة " البوبز" العالمية لفيلمه القصير والمعبر جدا " راتبي ألف ريال "، فالمصداقية بالتعامل مع الواقع لاتعني انك تجاوزت الخطوط الحمراء كما يتصور البعض من المنغلقين ، المصداقية هي المنهج الذي تتعامل به قيادتنا مع الواقع الذي نعيشه .
فضيحة سيول جدة وغرق المئات وكشف الكثير من اللقطات المؤلمة والمحزنة لم يجعل قيادتنا تحجب موقع "اليوتيوب"، وانما تحركت وبصورة سريعة لمحاسبة المتسببين بهذه الكارثة، كدليل ان الإعلام والصورة متى ما كانت صادقة ومعبرة فالتفاعل معها معبر أيضا، ولهذا أتمنى ان يكثف تلفزيوننا من هذه التقارير الرائعة، هذا ما يجعلنا نعيد القول شكراً أيها الوزير الرائع د.عبدالعزيز خوجة على خطواتك التطويرية لتلفزيوننا العزيز .

استاذنك بنقلها هنا

اطال الله عمر ملكنا واصلح الله حاشيته