قبيلة بني رشيد - قمة الكويت .. من هنا تنطلق أحلام شعوب الخليج

مسيرة الـ 30 عاما تنتظر تتويجها بقرارات تشكل نقلة كبيرة إلى المستقبل

قمة الكويت .. من هنا تنطلق أحلام شعوب الخليج

http://www.alsabahpress.com/SPress/A...CLCVOGNNCB.jpg

> د.بركات عوض الهديبان >
الكويت أرض المحبة والسلام .. فيها قاد سمو الأمير المصالحة العربية الشاملة ومنها تنبثق أهم المشاريع لتنمية أقطارنا ومجتمعاتنا الخليجية

ما تحقق حتى الآن إنجاز كبير لكن طموحات الشعوب تظل أكبر وثقتهم في زعمائهم تدفعهم لطلب المزيد

رغم كل الانتقادات أنجزت المنظومة الخليجية ما عجزت عنه منظومات إقليمية كثيرة

قادة دول مجلس التعاون يرفضون تماما المساومة على أمن واستقرار دولهم وشعوبهم

العملة الموحدة والسكة الحديدية والربط الكهربائي مشاريع يرتقبها مواطنو دول المجلس في قمة الغد

تحتضن الكويت غدا القمة الثلاثين لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وهي القمة التي تعلق عليها الآمال بأن تكون منطلقا لتحقيق الكثير من الآمال والطموحات للشعوب الخليجية.. ويكاد يجمع المراقبون والمحللون السياسيون على أن الكويت كانت دوما نقطة انطلاق الأحلام الكبيرة، فمنها أساسا انبثقت فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي، على يد المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، ومن أرض الكويت أيضا تحققت المصالحة العربية الشاملة في القمة الاقتصادية العربية الأولى في يناير الماضي، لذلك ليس مستغربا أن تتجه إليها الأنظار في قمة الغد البالغة الأهمية.

يزيد من الاهتمام الكبير بالقمة الخليجية هذه المرة، حجم التحديات التي تمر بها المنطقة في الفترة الحالية، فإضافة إلى الملفين القائمين منذ فترة، ونعني بهما الوضع الأمني المتدهور في العراق، والقلق الشديد تجاه تبعات عدم الاستقرار في هذا البلد الشقيق، وكذلك الملف النووي الإيراني، والتعقيدات التي تصاحب المفاوضات بين إيران والمجتمع الدولي، بشأن تسويته والاتفاق على حلول شاملة له تضمن من ناحية مصلحة إيران في تطوير طاقتها النووية السلمية، وتبدد في الوقت نفسه مخاوف دول المنطقة والعالم كله من مخاطر انتشار السلاح النووي.. إضافة إلى هذين الملفين، أضيفت ملفات أخرى لا تقل أهمية عنهم، أهمها بلا شك ذلك التمرد الذي تقوم به جماعة الحوثيين في اليمن والذي امتدت آثاره إلى المناطق الحدودية السعودية، عبر اعتداءات قام بها الحوثيون، ما استنفر قوات المملكة للرد عليهم واجلائهم وحماية أرضها ومواطنيها من العدوان المسلح، ومعلوم أن قادة دولة المجلس يرفضون تماما المساومة على أمن واستقرار دولهم وشعوبهم، بين هذه الملفات الجديدة أيضا الأزمة المالية التي شهدتها إمارة دبي، والتي تمثل بدورها امتدادا للأزمة المالية «الأم» التي شهدها العالم كله خلال السنتين الأخيرتين.

تأتي القمة الثلاثون أيضا في ظل متغيّر ربما يكون أهم من كل ما سبق، ونعني به تلك الطفرة التي شهدها العالم بأسره، وتأثرت بها الدول الخليجية بشكل كبير، طفرة التطور التقني وثورة المعلومات وما مثله ذلك من تقارب المسافات وسقوط الأسوار، إلى الحد الذي يكاد العالم معها يتكلم بأجمعه لغة واحدة.. ومن ثم ارتفاع وعي الشعوب بشكل لم يسبق له مثيل، وقد باتت شعوب دول المجلس تطالب قادتها بالكثير، ولم تعد قانعة بما تحقق من خطوات حتى الآن، رغم ان انجاز مجلس التعاون خلال السنوات الثلاثين الماضية ليس هينا أو قليلا، وقد أشار إلى ذلك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح حين أكد في حديث أدلى به أول من أمس إلى قناة العربية أن «ما أنجزه المجلس منذ إنشائه في عام 1981 حتى الآن، يفوق بسنوات ضوئية ما أنجزته تنظيمات إقليمية أخرى»، وقوله أيضا «نعم لدينا قصور في السرعة، ولكن دائما كما نقول إن خطواتنا على الأقل خطوات ثابتة متمكنة واثقة من أننا نسير في الاتجاه الصحيح».

ولا شك أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي يدركون مدى تطلع شعوبهم إلى إنجازات أهم وأكبر، ولذلك فإنهم عازمون على أن تكون قمة الكويت هي بالفعل «قمة الإنجازات» حيث ستنطلق منها -كما ذكر الشيخ محمد الصباح أيضا- العملة الخليجية الموحدة، في ضوء الاتفاق على إقرار الاتحاد النقدي، ومحاولة تذليل عقبة عدم انضمام دولتي الإمارات العربية وسلطنة عمان إلى هذا الاتحاد، وتأكيده على أننا «نرى تسابقا بين شعوبنا لصالح المجموع، وهذا الشيء مطمئن، ولذلك نعم هناك بطء مقارنة بما ترغبه الشعوب، لكننا سريعون جدا مقارنة بتجارب دول أخرى وتجمعات إقليمية أخرى».

بالطبع فإن الشعوب تطمح إلى ماهو أكثر «تطمح على سبيل المثال أن ترى مشاريع «الربط» بين دولها واقعا حقيقيا ومشهودا، سواء كان هذا الربط عبر مشروع عملاق لسكة حديدية تصل بين كل دول المجلس، وتربطه مستقبلا أيضا بدول أخرى آسيوية وأوروبية، وكذلك إنجاز مشروع الربط الكهربائي، ورفع معدلات التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول المجلس، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات أخرى قد تكون مظلومة إعلاميا ودعائيا، لكنها شديدة الأهمية، ونشير تحديدا إلى الميدان العلمي والتعليمي والثقافي، فقد آن الأوان لتفعيل التعاون إلى أقصى مدى بين دولنا في هذا المجال المتشعب، لأنه هو الذي سيكفل لنا الانطلاق إلى مستقبل أفضل لجميع شعوبنا.

طموحاتنا - كشعوب خليجية - كبيرة وكثيرة، لكن ثقتنا بلا حدود في قادتنا وقدرتهم على تحقيق هذه «الطموحات»، وبلوغ المدى الذي نطمح إليه، والموقع الذي يليق بدولنا على خريطة العالم.

المــصــدر
</H3>http://www.alsabahpress.com/SPress/A...px?artid=71369