قبيلة بني رشيد - لنكون على خط واضح

المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة .. تحية طيبة وبعد:
لقد اطلعت كما اطلع الكثير على ما كتبته أنامل الاستاذ حمد بن عبد الله بن خنين في جريدتكم الموقرة في عددها 10782 بتاريخ 23/1/1423ه تحت عنوان «هذه حقيقة عنترة وما عداها خطأ».
بدء ذي بدء نشكر الاستاذ على سرعة انفعاله وغيرته على سيرة البطل عنترة بن شداد، وهذا ليس مستغربا من الاستاذ الفاضل وقد احببت ان اضيء طريق الاستاذ بشيء بسيط من معرفتي التي لا تضاهي معرفته الفذة وقد وضعت لردي محورين اساسين:
اولا: اذا كان الباحث غائبة عنه الحقيقة جهلا ولا اعتقد ذلك فنحن نعذره.
ثانيا: اذا كان الباحث يرغب بمعرفة الحقيقة فاننا سوف نوضحها له كاملة وحسب المراجع التي تثبت ما نقوله وليس لنا مقاصد اخرى، كما اننا في ردنا هذا نستبعد مناقشة رأي الاخ الفاضل: حسين البادي لكونه بعيدا عن الواقع والحقيقة.
اما الاستاذ حمد بن خنين فنقول له: انك مغالط للحقيقة عندما قلت ان مرجعنا ليس مع كلامنا لأن مخطوطة الاصمعي تاريخها واضح فهي منذ 850 سنة هجرية تقريبا.. وليس مؤرخو وباحثو زماننا هذا بأعلم بالتأكيد منه بتاريخ عنترة لقربه من فترة حياة عنترة ويكفي قوله «قد ارشدني امير المؤمنين هارون الرشيد العباسي الى تأليفها رغبة في سماع قولها ونثرها ونظمها وقد جمعت ما عندي من الاوراق مما سمعته عن سيرة عنترة بن شداد المشهورة في سائر الآفاق وأضفت اليه ما رأيته بعيني ورتبت القوافي على بعضها بحسن نظام من غير زيادة ولا نقصان وانتقيتها من زبدة الكلام وهذه السيرة قد رويتها بروايات قوية من الحمزة وعن ابي طالب وعن عمرو بن معد يكرب الزبيدي وعن حاتم طيء وعن امرىء القيس الكندي وعن هانىء بن مسعود وعن حازم المكي وعن عبيدة وعن عمرو بن ود العامري وعن دريد بن الصمة وعن عامر بن الطفيل فانه بعد عنترة تداولت افعاله على ألسن العرب فالذي رأيته وسمعته صرت اكتبه عندي بالاوراق من اشعار ومن افعال والذي ما رأيته ولا سمعته فهو ترتيب القوافي على بعضها والله أعلم بالصواب».
ونقول للاستاذ الفاضل اننا لا نخالفك بقولك حفاظا على التاريخ وبحثا عن الحقيقة فكلانا هذا هدفنا ومسعانا وكذلك لا نخالفك الرأي بأن المتلثم والحزن والصمان تقع في شرقي نجد ولا نخالفك حرب داحس والغبراء فكلامك صحيح ومعك بهذه الحقيقة ونشكرك على صدق امانتك ووضعك الحقائق في نصابها.
اما انا بمعرفتي البسيطة التي لا تضاهي علمك البارز فاني اخالفك الرأي بموته، فعنترة قد مات مقتولا بسهم مسموم من الاسد الرهيص النبهاني ثأرا من عنترة الذي افقده بصره وقد قال اثناء احتضاره قصيدة يكفيك منها هذا البيت:
يا رامي السهم الرقيق قتلتني
غدرا وسهمك لم يكن خوانا
فبالله عليك يا أستاذنا الفاضل كيف مات عطشا بسبب بحثه عن جمل؟
ومن أين اتيت بهذه المعلومة التي تخالف ما رواه الاصمعي وعمر ابو النصر.
اما قولك ان التحقيق الصحفي في مجلة اصداف مجرد اجتهاد فنعرف ان عنترة قد دفن في موقع آخر وقد أمر الملك قيس ان يحضر ليدفن في بلاد عبس وبعث ببضعة رجال لنبش قبره وقد نبش هؤلاء الرجال قبره ودفن بين قبر ابيه وصديقه مالك في ذروة العلم السعدي ويمكن الرجوع لهذه الحقيقة في كتاب «سيرة فارس فرسان الحجاز ابي الفوارس عنترة بن شداد» الجزء التاسع المجلد الثامن.
وقد سبق ونوهت بوجود مجموعة قبور قديمة على ذروة العلم السعدي ونضيف انه اذا كان قبر عنترة في الجواء او في العلم فكلاهما مواطن عبس كما انني اشد على يد الاستاذ الفاضل بقوله ان الكتابة امانة والكاتب يخطىء ويصيب والتاريخ اجتمعت فيه الحقائق والاكاذيب والخيالات وأقول له كم من حقيقة اصبحت خرافة وكم من خرافة اصبحت حقيقة.
اما قولك بأن كل ينشد على ليلاه ويطالب بأن يكون موطنه موطن عنترة عل ان يجد من جماعته من يكون اشبه بشجاعة وشهامة عنترة ولكن الحقيقة مرة لدى البعض. فنقول لك اي حقيقة مرة تعني.. ان حقائقنا كلها احلى من الشهد.. وان كنت تظن انه لا يوجد في زماننا هذا من يفوقون عنترة في الشهامة والشجاعة فأنت واهم، ففي هذا الزمن من يفوقون عنترة في شهامته وشجاعته ويكفي ان الاسلام هذَّب ارواحهم وعلَّمهم معنى الشهامة والشجاعة في الحق لا في حروب تستمر عشرات السنين.
وأقول لك انني وانت وسوانا من ابناء هذا البلد مدينون لمن هو اكثر شجاعة وشهامة من عنترة.. مدينون للملك عبد العزيز طيب الله ثراه وانني والله لا ابالغ بقولي هذا ولسنا بحاجة لأن نتشبه بشجاعة عنترة.. لأننا شجعان والتاريخ يشهد لنا بذلك كما اننا مثلك نعتذر من الجميع ولا نقصد الاساءة لأحد او التشكيك بنزاهة احد لكن التاريخ هو ارث لنا جميعا كأبناء امة واحدة وليس من حق احد ان يبعثر هذا الارث او أن يشوّه وجه التاريخ او يتلاعب بسطوره، واقول لك يا استاذي الفاضل لا احد مهما بلغ به العلم يستطيع ان يضع خطا احمر لنهاية حقيقة تاريخية عند الناس قناعاتهم الخاصة بها وعند الله علمها.. فلست وحدك من كتب التاريخ كما اني لم اكتب شيئا من عندي ولك ان تسأل الاصمعي فسيجيبك لا محالة!! فهو لا يزال حيا لأن العظماء لا يموتون.
كما انني اناشد اساتذتنا رجال الفكر والتاريخ بأن يدلوا بدلوهم لمعرفة وايضاح الحقيقة ونكون على خط واضح ينهي هذا التشابك.. وليسجل التاريخ.

عيد بن عوض الرشيدي

http://www.suhuf.net.sa/2002jaz/apr/17/rv10.htm