الفراغ الذي يعيشه شبابنا اليوم، وحتى نحافظ عليهم من هذا الوباء القاتل على كل المسؤولين عن هذا البلد ان يعملوا على ابعادهم من هذا الفراغ عن طريق اشراكهم في المشروعات الصغيرة و حثهم على اقامة مثل هذه المشروعات، وايضاً اقامة نوادي رياضية حتى نحافظ عليهم من اجل المستقبل. ونسبة لاهمية هذا الموضوع كان لابد من التطرق له وذلك لاهميته في صيانة المجتمع.
غياب القيم
نجد من الملاحظ ان التدخين اخذ ينتشر بصورة كبيرة بين الفتيات والطالبات مع العلم بان هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل ولقد ساعد على انتشارها غياب القيم و المبادئ الانسانية داخل المجتمع لذلك نجد ارتفاع معدلات التدخين يوما بعد يوم مما يسبب آثارا اجتماعية ضارة بالفرد اولاً ثم المجتمع نتيجة الادمان فالسجائر يقود الى تعاطي المخدرات والتي بدورها تؤدي الى تهديد اجيال المستقبل.
ومن الغرائب نجد ان جميع الدول سواء كانت متقدمة او متخلفة فانها تعمل على محاربة ا لتدخين ولكن هذه المحاربة شكلا فقط، مع العلم ان هذه الدول خاصة المتقدمة تقوم على صناعة السجائر بل هي المنشأ الرئيسي لهذه التجارة السامة بل وتقوم بتصديرها الى الدول الاخرى عن طريق شركات متخصصة وللاسف تعتبر الدول الاقل نموا هي اسواق مزدهرة لهذه التجارة وتنطوي مشكلة التدخين على ابعاد اجتماعية.. نفسية واقتصادية ولكن يظل البعد الاجتماعي هو العامل الاهم.
وللتدخين اسباب عديدة منها التفكك الاسري والفراغ و الضياع الذي يعاني منه الشباب ونلاحظ ان ذلك كله يرجع الى ان بعض الطلاب يعتقدون ان التدخين يمنحهم شعوراً بالرجولة واثباتاً للذات وذلك في ظل مجتمع اختفت فيه القدوة.
مثلاً نجد الأب يدخن أمام أولاده والمعلمين يحملون السجائر امام طلابهم وهم يقلدون البيئة التي ينشأوون فيها حتى وصل الامر الى ان الاطفال اصبحوا يدخنون السجائر خفية حتى يصبح بعد ذلك مدخنا لها لا يستطيع الاستغناء عنها لذلك لابد من عمل اجراءات رادعة لمحاربة التدخين من اجدل نبت صالح.
ممنوع ولكن
اخذ التدخين بنتشر داخل الجامعة بصورة غير عادية وذلك باتفاق جميع الطلبة على ذلك خاصة بين الفتيان والفتيات المراهقات وصل الامر الى تناول الشيشة والدخان علنا وفي الاماكن العامة والفنادق ومن هنا كان لناهذا الحوار مع العديد من الطلبة والطالبات حول التدخين واسبابه.
التقينا بالطالب خالد محمد ( كلية التجارة ويعتقد ان بعض الشباب يقوم بالتدخين محاولة منهم لاثبات الرجولة فقط فهو يرى الكبار يدخنون فيقوم بتقليدهم ليبدو اكبر من سنة ويعتقد ان الاصحاب لهم تأثير كبير في هذا فهو عندما يرى اصدقاءه يدخنون ولا احد يقوم بردعهم من الاسرة فانه يقول لماذا لا ادخن انا ايضاً حتى يثبت انه ليس اقل شأنا منهم.
اما أشرف عز الدين ( 22 سنة يدرس محاسبة) رأيته وهو يدخن وعندما سألته لماذا تقوم بالتدخين قال: ان البيئة التي يعيش فيها الانسان هي التي تساهم في التدخين او عدم التدخين خاصة في محيط الاسرة فاذا كان احد افراد الاسرة يدخن فهو حتما سيقوم بتقليدهم فهو يقول: هذا ما حدث له لانه يقلد والده واخاه الاكبر انا اعلم جيدا بان التدخين مضر وعادة شيئة ولكن افتقد العزيمة حتى امتنع عن التدخين وهو يرى بان الكتب والفراغ الذي يتعرض له الشباب حالياً هو السبب الرئيسي وراء انتشار التدخين وهو يعلم ان السجائر لا تعالج مشاكل ولكنها محاولة للتنفيس عن ما بداخله من مشاكل وكما يرى ان البطالة سببا وراء تفشي التدخين لأن الانسان يشعر بالاحباط ماذا يفعل غير تدخين السجارة.
هيفاء عبد العزيز (علم نفس) تري ان البيت هو السبب الاساسي الذي يدفع الفتاة او الشباب الى التدخين مثلاً لان الاهل بصفة خاصة لا يعطونه حرية كافية ويمنعونه من فعل العديد من الامور التي قد يرغب فيها قد لا تكون خاطئة من وجهة نظر الشباب لذا هو يعبر عن هذا الكبت في الامور الممنوعة.. وهي ترى ان الاصدقاء لهم دور كبير في ذلك وهي تحكي عن نفسها فتقول: انها عرض عليها التدخين ولكنها رفضته بقوة فهي ترى ان ليس معني ان يكون اهلي قد اعطوني درجة عالية من الحرية، ان استخدمها بصورة خطأ او تؤذيني لذلك ارفض هذا الامر.
اخطار التدخين
أما رأي الاطباء في التدخين بانه يعد سبباً من اسباب انتشار السرطان وهو له اخطار كثيرة يعرفه معظم المدخنيين منها التأثيرات التي يسببها على الجهار التنفسي واصابته بالالتهابات المزمنة والتي تؤدي الى تضخم القلب وقد تتحول الى مرض عضال وخبيث.
وايضاً مادة القطران او النيكوتين المستخدمة في السجائر تعمل على تخديش الاغشية المخاطية بالفم وعملية امتصاص السجارة تؤدي الى احتقان الاوعية الدموية... الخ
لذلك ينصح الاطباء بالتوقف عن التدخين وعدم التعرض للتدخين السلبي لانه يعتبر من اهم عوامل تفادي الاصابة بالسرطان.
سلطان السجارة
حتى تقلع عن التدخين لابد من رغبة صادقة وعزيمة قوية من المدخن نفسه ويجب ان يعرف المدخن بان رحلة الاقلاع عن التدخين تستغرق وقتاً حتى تعتاد ويعتاد جسمك على عدم التدخين.
واول خطوات رحلة الاقلاع عن التدخين هي ان يتعهد المدخن امام الله ونفسه بان لا يدخن مرة أخرى ويتحدى نفسه وكل ذلك لكي يتحقق لابد ان يكون المدخن محارباً قوياً امام السجارة واحذر من ان يصيبك الفشل وتعود الى التدخين وتذكر دائماً مساوئ التدخين عليك وعلى من حولك واذا شعرت بالرغبة في التدخين قم بمضغ العلكة ( اللبان) او اكل الزبيب او قرنفل او النعناع لان نكهة هذه الاشياء تنسيك الرغبة في التدخين.
وفي ختام الموضوع ادعو كل المسؤولين الى النظر الى هذه القضية لانها قضية خطيرة وتعمل على تدمير وتخريب عقول شبابنا مستقبل هذا الوطن الذي يسعى بخطى حثيثة الى التنمية والتقدم وحتى نحقق ذلك لابد من اقامة مشاريع تعين الشباب في حياتهم وتحميهم من البطالة حتى لا يلجأ الشباب الى السجائر بالاضافة الى برامج توعية واشراك الشباب في اعمال مفيدة حتى لا يكون هنالك فراغ.
أما من جانب الاسرة بان لا تمارس على ابنائها الكبت واعطاء الشباب حرية كافية واحساسه بالمسؤولية حتى لا يتطرق الى الممنوع كما يقال ( كل ممنوع مرغوب) حتى نحافظ عليهم لأن حجم الدخان الناتج عن السجائر والذي يغطي مساحة كبيرة من المجتمع لا يضر بفرد واحد بل يصل حجم الضرر الى كل من حولنا لذلك فلنعمل معاً للانتصار على التدخين حتى نكتب نهاية مختلفة وبذلك نحصل على مجتمع معافى.
اتمني ان ينول الاعجاب