|  | 
| 
 تفاوت الناس في تقبل المواعظ قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة ! فتدبرة السبب في ذلك فعرفته ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة و بعدها لسببين : أحدهما : أن المواعظ كالسياط و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت و قوعها و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا و أنصت بحضور قلبه فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر : فمنهم من يعزم بلا تردد و يمضي من غير التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة ! و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحيانا و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحيانا فهم كالسنبلة تميلها الرياح ! و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان صيد الخاطر [ جزء 1 - صفحة 14 ] | 
| 
 جـــزااااكـ الله خير  وجــــ ع ــــــلـــها بميزاااان حسناتكـ اختكـ ,,, جـرح الـ غ ــرااام | 
| الساعة الآن +4: 08:23 PM. | 
	Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
