الرحالة الغربيون في بلاد العرب
تحدث الأستاذ: حمد حميد الرشيدي عن بداية الإستشراق ، وماخلّفه لنا هؤلاء المستشرقون
من علم في مختلف العلوم الإنسانية ، وبعين الباحث المحايد، بيّن مافي آثارهم من إيجابيات
وسلبيات تبييناً يدل على سعة إطلاعه وعمق تفكيره .
وقد عقب الأستاذ: ناصر نوران على مقال الأستاذ: حمد ، مشيداً به ومنوهاً الى أن هؤلاء عندهم نزعة عدائية وسوء نيّة في تشويه صورة الإسلام ، وقديما قيل: ( من ألّف فقد استُهدف )
ورأي ناصر له مايبرره .*
ومن هنا تحسن الإشارة الى الأتي :
أولا - إن أيّاً من الرحالة الغربيين لم يأتِ لبلادنا
حبّاً للعرب ، أو شغفا بتراثهم الأدبي والفكري ، وإنمالكل واحد منهم مآرب ودوافع إمّا استخبارية استعمارية، وإمّا بحوث علمية في مختلف حقول المعرفة خدمة لمراكز البحوث التي ابتعثتهم .
ثانيا- قبل مجئهم قد ملئت أفكارهم بأوهام عن
غلاضة الإسلام وأهله تجاه من لايمت الى الإسلام
بصلة ، ولذلك نجدهم يتظاهرون بالإسلام وبأسماء مستعارة ، تجنبا لما علق في أذهانهم من أحكام جائرة وظالمة عن الإسلام وتعاليمه السمحة.
ثالثا - من الطبيعي أن تؤثر ماشحنت به أفكارهم عن غضاضة الإسلام على إظهار الحقيقة كماهى ، ومع هذا فمنهم من كتب بإنصاف عن فضائل الإسلام ومحاسن أخلاق أهله بتفصيلات دقيقة
وصادقة ، ومنهم القليل من ينضح جلده حقدا بغضا للعرب أمثال( سادلير) .
رابعا - إن يسئ أحدمنهم لقبيلة أو جماعة بعينها فمثل هذه الإساءة إن وجدت فليست من بنات أفكاره ، بل هي مماروى له أجلاف البدو نفاقاً في
أي طرف من أطراف مجتمعهم قال تعالى ( الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا) ، ولذلك ينبغي إرجاع الإساءة الى مصدرها .*
خامسا - أتفق مع الأستاذ: حمد بقولة : (ومهما كانت دوافع الإستشراق الأوربي ومهما تعددت جنسياته فهو ليس سيئاً على الإطلاق أي أنه كان في صالح العرب والمسلمين عموماً ...) فلنأخذ ماكتبوه عن قبيلة بني رشيد مثلا : برغم أنهم أطلقوا ألفاظا مسيئة لهم نقلا عن أجلاف الأعراب
إلّا أنهم قدموا لبني رشيد وجهاً مشرقا وتأريخا مفعماًبالأمجاد والإجلال ، بخلاف ماكتبه عنهم بعض أخوانناالعرب بلا علم ولا عقل وكأنه أتى من خارج التأريخ .
شكرًا للأخوين حمد حميد وناصر نوران.

كتبه الأستاذ : عطا الله بن ضيف الله المظيبري