قبيلة بني رشيد - العيد في القرية.. الحفاظ على تقاليد الأجداد وتراثهم وقيمهم

عمر العنزي ( إخبارية حائل ) حائل : يحتفل السعوديون بعيد الفطر المبارك بعد 30 يوما من الصيام والقيام وقراءة القرآن - تقبل الله منا ومنكم، وللسعوديين تقاليد وعادات في الاحتفال بالعيد، لكن وبحسب آراء مواطنين العيد في القرية له طعم مختلف، فهو من يحتفظ بتقاليد الأجداد وتراثهم، ويمنح الذات فرصة لتلتقط أنفاس الماضي بروح جميلة ومثقلة بقيم التواصل مع المكان، والاتصال الجمعي مع الآخر، وصلة الرحم مع القريب، حيث يتسابق الجميع في آخر ليلة أو ليلتين من شهر رمضان متوجهين إلى مسقط رأسهم في قريتهم الحالمة الوادعة، حتى يقضوا فيها أيام العيد بين الأهل والأقارب.

أول مراسم العيد تبدأ بعد أداء الصلاة في مصلى العيد في القرية بتناول وجبة العيد، حيث تمتد الموائد في كل حي، ويتنافس فيها كل بيت لإعداد وجبة شهية، مع الحرص على أن تكون من الأكلات الشعبية المتنوعة التي تجيد إعدادها كبيرات السن من الأمهات، ويجتهد كل رب أسرة على أن يحظى طعامه بأكبر عدد من المتذوقين، حتى يفتخر بكيل المديح الذي يجده من المتذوقين، خاصةً كبار السن.
أما الاستعدادات التي تسبق يوم العيد فتتمثّل في الحرص على الظهور بكامل الزينة، خاصةً النساء والفتيات، من خلال وضع الحناء في كفي اليدين وفي الشعر، مع تهيئة المنازل لزوار العيد من الأبناء والبنات والأحفاد.. ويحرص أبناء القرية على زيارة كبار السن، خاصةً المرضى منهم ومواساتهم، أما الصغار فهمهم الأول الحصول على الألعاب.

وفي ليلة ما قبل العيد يتسابق الصغار أفواجاً إلى منازل القرية وهم يرددون الأهازيج طلباً للعيدية، فتنهال العيديات على هؤلاء الصغار من حلويات وألعاب ونقود وغيرها، ما يجلب الفرحة في نفوسهم، ويستمرون في الدوران حتى آخر منازل القرية، ليعودوا بعدها والفرحة تغمرهم بما حصلوا عليه من عيديات مفرحة.
وفي مساء العيد يجتمع أهل القرية ليشاركوا في إحياء تلك الليالي بعدد من الفنون الشعبية، وتستمر ليالي السمر إلى ما بعد منتصف الليل، ولا تخلو تلك الليالي من تناول طعام العشاء الجماعي.