قبيلة بني رشيد - عِبادةُ الهـوى |~ بـ قلمي

مَجهودي في إيضَاح مَعنى الآيه [ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ]
المرجع : قَلبي وَ شيئاً مِن الذاكِره لـِ مُحاضره سبقَ أن سمعتُها
إنْ أصبتُ فـ مِنْ ربي و إنْ أخطأتُ فـ مِن نَفسي وَ مِن الشَيطانْ

ولِدَ أبنُ آدم على الفِطره عَابِداً موحِداً لله وَحدهُ لا شريكَ له ,
وَ إن خَرجَ عنْ الفِطره فَإنَ ذلِك مِن أبواه إمَا يُهودانهُ أو يُمجسانُه
وَ ذلِك مَوضوعاً آخر وَ لهُ حِساباً عَسيراً
حديثي هنا عن المٌسلم الذي أتخْذ مِنْ دونَ الله إله ,
نحنُ المُسلمون خُلقنا على الفِطرةَ وَ علّمنا آباءنا وَ أجْدادُنا أنْ نعبُدَ الله
وَحدهُ لا شريكَ لهُ مُخلصينَ العِباده لهُ وحدهُ ,
نُقيمُ العِباداتْ نُصلي , نَصومْ , نُؤدي فَريضة الحَج , نُزكي
إذاً نحن هكذا مسلمون !!
بِ الطبعٌ لا تتمْ إلا بـِ الإخلاصْ التامْ لِعبادة الله

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
تفسير الآيه
جاء في تفسير القرطبي: وقال إبن عباس الهوى إله يعبد من دون الله
مفهوم عبادة الهوى :
يَكونَ الإنسان يَعبدُ الهوى مِن دونْ الله , وَ لـِ عِبادة الهَوى مراتِب :
الأولى : إما أن يحبُ الهوى وَ لا يحُب الله
الثانيه : إما أن يحبُ الهوى كَ مَحبة الله
الثالثه : إما أن يحبُ الهوى أكبرَ مِنْ حبهِ الله .
كونوا مَعي وَ الذي يَشعُر بِحب الله فإنهُ يَخشى الثانية وَ الثالِثة
وَ الذي لا يشعُر بِ محبة الله فَتهونَ عليهِ الباقياتْ وَ يقعُ بِها ,
نَجد أنَ عابِد الهَوى مَخْمورا لا يتبعَ وَ لا يرى سِوى هواه
أن أحبَ أحبْ لـِ هواه و إن كرهَ كرهْ لـِ هواه و أن منحَ منحْ لِـ هواه و
إن منعَ منعْ لِـ هواه ,
و يعبدُ الهوى يَركع وَ يسجدُ لها مِن دونَ الله
وَ أقصدُ بِذلك أنْ تركَعُ وُ تَسجدُ قُلوبِهٌم وَ لَيستْ جَوارِحهُم ’
و نسى الله

فـ ما هو الهوى الذي يعبده و يُحبه أكثر من الله ؟

أي شيء مادياً كان أم معنوياً ,
المادياً : مثل حُبَّ المال وَ غيْرِها الكَثيرْ
مَعنوياً : حُبَّ الرغْبات وَ الشَهواتْ كَ التعْلُق بِ شخصٍ ما أو أي شيءٍ معروفاً
و إنْ تعددت الأهواء لـِ مجموع أشياء كثيره ذلك خطراً كبيراً و هو شرك أكبر ,
مثلاً : هُناك شخص تعَلق قَلبهُ بـِ متاع الدُنيا كَ حُب المال وَ البحثُ عن الأُنس
وَ شخصٌ آخر تَعلق قَلبهُ بِمتع الجَنه وَ رؤية وجههِ الكريم
فَ الأول عابِداً لـِ هواه وَ الآخر عابِداً لله
وَ كِلاهُما يُريد الْمتاع وَ السَعادة وَ الإبتعاد عنْ الآلام
و هنا يتضح الفرق بين مجرد الإكتفاء بمتع الجنة في نفسْ الأول
وَ بين مَنْ هو يشعر بمتع الجنة في نفسْ الآخر
في الأول فقدَ لِذة المُتعه كَما جاء في حَديث الرسول :
تعِسَ عبد الدينار وَ الدرهم وَ القطيفة وَ الخميصه – أي المظاهر –
و الآخر أسْتشعر بـِ قوة اللذه وَ المُتعه

و لِـ عبادة الهوى صور :

و منها : يجدُ نفسهُ في الدنيا مِن أجلُ المَتاع وَ الأكل ذلِك يَضنه هَدفهُ
وَ غايتهُ في الوَجود يبحثٌ عنها وَ يخافُ عليها وَ كُل رجاؤه
في الحُصولِ عَليها وَ يَطوفُ عَليها خَشْية فُقدانِها
قالَ الله تًعالى في وصفه لهُم :
[أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا ]
وصفهُم الله انهُم كَ البهَائم في الحَياه
و أيضاً : عِبادةِ الرِزق، أي تَكون مَشاعر الإنسان وَ همومهِ
وتفكيره وأهدافة مُرتبطة بـِ الرزق على حِساب أن تكونَ مُتعلقة بـِ الآخرة قال الرسول الكريم :
[ لا تَستبطئوا الرِزق فإنهُ لمْ يكُن عبدٌ لـِ يموتْ حتى يَبلغه آخر رزق
هو لهُ فَ إتقوا الله وَ أجملوا في الطلب أخذ الحَلالِ وَ ترك الحَرام ]
و منها أيضاً : أنَ البَعض يَعيش في حياتهِ على رأيهُ
وَ فِكرهُ هو فقط وَ يَجعلهُ مَرجِعه لِكل شَيء و ما يَشتهَي و يُريد
وَ هو وَ ذلِك عابداً لـِ هواه

[ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالآنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ]

أنتهى

/
شُقوقِ الجُنون