![]() |
عصر التكاثر / أ. د. عماد الدين خليل .
أعجبتني هذه المقالة التي تتحدث عن الإنسان والأشياء .فنقلتها لكم . التاريخ:08/04/1428 الموافق |القراء:150 | نسخة للطباعة المختصر/ الإسلام اليوم / قبل عشرين عاماً كتبت مقالاً اسميته ( عصر الاختزال ) نشر في كتاب ( رؤية اسلامية في قضايا معاصرة ) .. وأريد الآن أن أتحدث عن ( عصر التكاثر ) إذ ليس ثمة تناقض بينهما على الاطلاق .. انهما وجهان لعملة واحدة اسمها التعاسة. اختزال في الانسان وتكاثر في الأشياء .. اختزال في روح الانسان ، ووجدانه ، وإحساسه ، وإنسانيته ، وتكاثر في عالم الأشياء .. وتطاول في العمران ، وانفجار اسطوري في التقنيات .. ومع ذلك فالإنسان ليس سعيداً .. بل إنه أخذ يفقد سعادته شيئاً فشيئاً. إن الانسان يضيع .. ويوما بعد يوم يتسطح ، ويفقد عمقه الروحي ، وغناه الوجداني ، ويقترب من عالم الأشياء فيصير وإياها حالة واحدة ، تنمو وتتحرك وتتطاول ، ولكنها تفقد أيما بعد ديني وجودها المعنى والمغزى. تكاثر في الخدمات .. في المقتنيات .. في الحاجات الأساسية .. في اللعب .. في وسائل الترفيه .. في الدور والقصور .. في الأموال والممتلكات .. في السلاح ووسائل الدمار .. في العلوم والتقنيات .. ومع ذلك فالإنسان المعاصر ليس سعيداً وهو يحس أكثر فأكثر بتعاسته ، وفقدانه سرّ طلاوة الحياة الضائع .. يوماً بعد يوم تحاصره الأشياء .. تضيّق الخناق عليه ، وتعزله عن رفاقه وإخوانه. عن زوجته وأطفاله .. بل حتى عن نفسه ، لكي ما تلبث أن تبني بين الأطراف سدّاً مصمتاً يصعب اختراقه .. وتمدّ حزما من الأسلاك الشائكة التي يستحيل معها العبور إلى الآخر .. حتى الأصوات المتعالية هنا وهناك تنحبس في حناجرها فلا يكاد يسمعها أحد. الحصار الشيئي كالطوفان .. كقدر نازل من السماء .. يصعب على البشر الوقوف في وجهه ، ومقاومته .. إنه فوق الطاقة .. لقد وضع الانسان نفسه في معادلة صعبة .. حلقة مفرغة ليس إلى الخروج منها سبيل. اتذكّر إحدى مسرحيات الكاتب الطليعي الفرنسي ( يونسكو ) حيث يجد البطل نفسه محاصراً بالأشياء ، وحيث يزداد هذا الحصار ضراوة يوما بعد يوم ، فيعزل البطل عن كل ما حوله .. ينفيه من العالم .. حتى صراخه لا يكاد يستمع إليه أحد .. فالأشياء تملك القدرة ليس فقط على تغييب الانسان ، بل على تجريده من قدرته الصوتية كما يحدث في الأحلام والكوابيس .. اتذكّر أيضاً ( ليوبولد فايس ) في ( الطريق إلى مكة ) وهو يدين الحضارة الغربية في لهاثها المحموم وراء التكاثر بالأشياء ، وينعى على الانسان الغربي بؤسه وتعاسته ، وفقدانه سرّ طلاوة الحياة الضائع .. " كنت أرى وجوههم متغضنة بأكثر مما يجب ، وكنت المح جيداً نظراتهم الزائغة .. انهم ليسوا سعداء على الاطلاق .. وحينذاك رحت اتلو على زوجتي ( إلسا ) سورة التكاثر : ( الهاكم التكاثر . حتى زرتم المقابر . كلا سوف تعلمون . ثم كلا سوف تعلمون . كلا لو تعلمون علم اليقين . لترونّ الجحيم . ثم لترونّها عين اليقين . ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) .. كنا نرتجف معاً دهشة وتأثرا ، ونحن نوغل في مضامين هذه السورة وفي تعبيرها المدهش عن مأساة الانسان ". إن المشكلة في اساسها ن وقد اعلن الغرب حربه على الدين والغيب والروح والإيمان واليوم الآخر .. أنه رمى بثقله باتجاه الكم على حساب النوع .. مع الظاهر على حساب الباطن .. مع الدنيا على حساب الآخرة .. مع المصلحة والمنفعة على حساب القيم .. مع مطالب التكاثر بالأشياء على حساب خفقة الوجدان ورعشة الروح. اين هي سعادة الانسان في هذا الطوفان الشيئي ؟ وكيف يستعيد. الضائعون بعدهم الروحي المفقود ؟ لقد أصبح سطح الحياة مهندساً بشكل يثير الدهشة ، ولكن الأعماق خربة إلى حدّ يثير الرغبة في البكاء !! |
رد : عصر التكاثر / أ. د. عماد الدين خليل .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخي الكريم على النقل ;) |
رد : عصر التكاثر / أ. د. عماد الدين خليل .
[CENTER]
إقتباس:
للأسف اخوي حادي ان مانراه في الوقت الحاضر ماهي الا اشياء محزنه كثيراً...الغرب يدهمنا في افكاره السامه والهدامه.. ونحن...مازلنا نلها في تجارتنا واعمالنا و و و الى آخره...مع العلم اننا نعلم مايرمز له الفكر الغربي...ومايطمحون اليه...ننسى كل شيئ...ونبقى في اندماج عميق مع اعمالنا...نتوه في هذا العالم الغريب...ونهمش نهاية هذا العالم...وننسى ان هذه الحياة لابد ان يكون لها نهايه...وانك لن ولن تخرج منها الا.............بالعمل الصالح الذي بإذن الله سينجيك من عذارب الآخره...اي بمعنا انه لن ينفعك لا مالك ولا اعمالك... كل ما اود ان اقوله...اسأل الله عز وجل ان يحسن خاتمتنا واياكم...وان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال. بارك الله فيك اخوي على هذا النقل الرائع والاكثر من رائع... تقبل خالص تحياتي وتقديري.. اخـــــوك |
رد : عصر التكاثر / أ. د. عماد الدين خليل .
مشكور على النقل اخوي حادي الجبيل
وانا ايضا اعجبتني جديدك يهمنا دمتم كما تحبون |
رد : عصر التكاثر / أ. د. عماد الدين خليل .
الأخوة سعد بن عادي .
والعايضي . ومآجد أشكر تفضلكم بالمرور . |
رد : عصر التكاثر / أ. د. عماد الدين خليل .
لقد أصبح سطح الحياة مهندساً بشكل يثير الدهشة ، ولكن الأعماق خربة إلى حدّ يثير الرغبة في البكاء !!
مشكور اخي حادي - بارك الله فيك نقل موفق |
رد : عصر التكاثر / أ. د. عماد الدين خليل .
إقتباس:
وأنت أشكر مرورك وإضافتك . |
رد : عصر التكاثر / أ. د. عماد الدين خليل .
مشكور اخي الكريم على النقل
|
الساعة الآن +4: 11:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.