قبيلة بني رشيد

قبيلة بني رشيد (http://ban3abs.com/aa/index.php)
-   منتدى البحوث التاريخيه (http://ban3abs.com/aa/forumdisplay.php?f=101)
-   -   مقتل الملك زهير العبسي (http://ban3abs.com/aa/showthread.php?t=90533)

سعد الرشيدي 20-10-2010 12:20 AM

مقتل الملك زهير العبسي
 



مقتل زهير بن جذيمة العبسي

قتله خالد بن جعفر بن كلاب
قال أبو عبيدة قال أبو حية النميري كان بين انصراف حديث شأس وحديث قتل خالد بن جعفر زهير بن جذيمة ما بين العشرين سنة إلى الثلاثين سنة
قال أبو عبيدة وهوازن بن منصور لا ترى زهير بن جذيمة إلا ربا
قال وهوازن يومئذ لا خير فيها ولم تكثر عامر بن صعصعة بعد فهم أذل من يد في رحم وإنما هم رعاء الشاء في الجبال
قال وكان زهير يعشرهم وكان إذا كان أيام عكاظ أتاها زهير ويأتيها الناس من كل وجه فتأتيه هوازن بالإتاوة التي كانت له في أعناقهم فيأتونه بالسمن والأقط والغنم وذلك بعد ما خلع ذلك من أبي الجناد أخي بني أسيد بن عمرو بن تميم
ثم إذا تفرق الناس عن عكاظ نزل زهير بالنفرات
قال أبو عبيدة عن عبد الحميد وأبي حية النميري قالا فأتته عجوز رهيش من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وقال أبو حية بل أتته
عجوز من هوازن بسمن في نحي واعتذرت إليه وشكت السنين التي تتابعن على الناس
فذاقه فلم يرض طعمه فدعها بقوس في يده عطل في صدرها فاستلقت لحلاوة القفا فبدت عورتها فغضبت من ذلك هوازن وحقدت عليه إلى ما كان في صدرها من الغيظ والدمن وأوحرها من الحسك
قال وقد أمرت عامر بن صعصعة يومئذ فآلى خالد بن جعفر فقال والله لأجعلن ذراعي وراء عنقه حتى أقتل أو يقتل
قال وفي ذلك يقول خالد بن جعفر بن كلاب
( أدِيروني إدارتَكم فإنِّي ... وحَذْفةَ كالشّجَا تحت الوَرِيدِ )
( مُقرَّبةٌ أُسَوِّيها بجَزْءٍ ... وأَلْحَفُها رِدائي في الجَلِيدِ )
( وأُوصِي الرّاعِيَيْن ليُؤْثِراها ... لها لَبَنُ الخَلِيّةِ والصَّعُودِ )
( تراها في الغزاةِ وهنّ شُعْثٌ ... كقُلْبِ العاجِ في الرُّسْغ الجديدِ )
( يَبِيتُ رِباطُها بالليل كَفِّي ... على عُود الحشيش وغير عود )
( لعل اللَّه يُمْكِنني عليها ... جِهاراً من زُهَيْرٍ أو أَسِيدِ )
( فإمّا تَثْقَفُونِي فاقتُلوني ... فَمنْ أَثْقَفْ فليس إلى خُلودِ )
( وقيس في المَعَارِك غادرتْه ... قَنَاتِي في فوارس كالأسود )
( ويرْبُوع بن غَيْظٍ يومَ ساقٍ ... تركناهم كجارية وبيد )
( تركتُ بها نساء بني عُصَيمٍ ... أراملَ ما تَحِنّ إلى وليد )
( يَلُذْنَ بحَارِثٍ جَزَعاً عليه ... يَقُلْنَ لحارثٍ لولا تسود )
( ومنِّي بالظُّوَيْلمِ قارعاتٌ ... تَبِيدُ المُخْزِياتُ ولا تَبِيد )
( وَحكّتْ بَرْكَها ببني جِحَاشٍ ... وقد أجْرَوْا إليها من بعيدِ )
( تركت ابَنيْ جَذِيمةَ في مَكَرٍّ ... ونَصْراً قد تركتُ لها شُهودي )
قتله خالد بن جعفر وما كان قبل قتله
قال أبو عبيدة وحدثني أبو سرار الغنوي قال كان زهير رجلا عدوسا فانتقل من قومه ببنيه وبني أخويه زنباع وأسيد بركبة يريغ الغيث في عشراوات له وشول
قال وبنو عامر قريب منهم ولا يشعر بهم
قال عبد الحميد وأبو حية بل بنو عامر بدمخ وزهير بالنفرات وبينهم ليلتان أو ثلاث
قال فقال أبو سرار فأتى الحارث بني عامر والله ما تغير
طعم اللبن الذي زوده الحارث بن عمرو بن الشريد السلمي حتى أتى بني عامر فأخبرهم
قال أبو عبيدة أخبرني سليمان بن المزاحم المازني عن أبيه قال بل كانت بنو عامر بالجريثة وزهير بالنفرات وكانت تماضر بنت عمرو ابن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف السلمي امرأة زهير بن جذيمة وهي أم ولده
فمر بها أخوها الحارث بن عمرو
فقال زهير لبنيه إن هذا الحمار لطليعة عليكم فأوثقوه
فقالت أخته لبنيها أيزوركم خالكم فتوثقوه وتحرموه فخلوه
فقالت تماضر لأخيها الحارث إنه ليريبني اكبئنانك وقروبك فلا يأخذن فيك ما قال زهير فإنه رجل بيذارة غيذارة شنؤة
قال ثم حلبوا له وطبا وأخذوا منه يمينا ألا يخبر عنهم ولا ينذر بهم أحدا
قال أبو عبيدة وزعم أبو حية النميري أنه لما أتوه بقراهم أراهم أنه يشربه في الظلمة وجعل يهوي به إلى جيبه فيصبه بين سرباله وصدره أسفا وغظيا
قال وكان الذي حلب له الوطب وقراه الحارث بن زهير وبه سمي
قال فخرج يطير حتى أتى عامرا عند ناديهم فأتى حاذة أو شجرة غيرها فألقى الوطب تحتها والقوم ينظرون ثم قال أيتها الشجرة الذليلة اشربي من هذا اللبن فانظري ما طعمه
فقال أهل المجلس هذا رجل مأخوذ عليه عهد وهو يخبركم خبرا
فأتوه فإذا هو الحارث بن عمرو وذاقوا اللبن فإذا هو حلو لم يقرص بعد فقالوا إنه ليخبرنا أن طلبنا قريب
فركب معه ستة
فوارس لينظروا ما الخبر وهم خالد بن جعفر بن كلاب على حذفة وحندج بن البكاء ومعاوية بن عبادة بن عقيل فارس الهرار وهو الأخيل جد ليلى الأخيلية قال والأخيل هو معاوية قال وهو يومئذ غلام له ذؤابتان وكان أصغر من ركب وثلاثة فوارس من سائر بني عامر فاقتصوا أثر السير حتى إذا رأوا إبل بني جذيمة نزلوا عن الخيل
فقالت النساء إنا لنرى حرجة من عضاه أو غابة رماح بمكان لم نكن نرى به شيئا ثم راحت الرعاء فأخبروا بمثل ما للنساء
قال وأخبرت راعية أسيد بن جذيمة أسيدا بمثل ذلك فأتى أسيد أخاه زهيرا فأخبره بما أخبرته به الراعية وقال إنما رأت خيل بني عامر ورماحها
فقال زهير كل أزب نفور فذهبت مثلا وكان أسيد كثير الشعر خناسيا وأين بنو عامر أما بنو كلاب فكالحية إن تركتها تركتك وإن وطئتها عضتك
وأما بنو كعب يصيدون اللأي يريد الثور الوحشي
وأما بنو نمير فإنهم يرعون إبلهم في رؤوس الجبال
وأما بنو هلال فيبيعون العطر
قال فتحمل عامة بني رواحة وآلي زهير لا يبرح مكانه حتى يصبح
وتحمل من كان معه غير ابنيه ورقاء والحارث
قال وكان لزهير ربيئة من الجن فحدثه ببعض أمرهم حتى أصبح وكانت له مظلة دوح يربط فيها أفراسه لا تريمه حذرا من الحوادث
قال فلما أصبح صهلت فرس منها حين أحست بالخيل وهي القعساء
فقال زهير ما لها فقال ربيئته
( أحسّت الخيل فصهَلت إليهن ... فلم تُؤْذِنْهم بِهم إلا والخيلُ دَوَائسُ )
محاضير بالقوم غدية
فقال زهير وظن أنهم أهل اليمن يا أسيد ما هؤلاء فقال هؤلاء الذين تعمي حديثهم منذ الليلة
قال وركب أسيد فمضى ناجيا
قال ووثب زهير وكان شيخا نبيلا فتدثر القعساء فرسه وهو يومئذ شيخ قد بدن وهو يومئذ عقوق متهم واعرورى ورقاء والحارث ابناه فرسيهما ثم خالفوا جهة مالهم ليعموا على بني عامر مكان مالهم فلا يأخذوه
فهتف هاتف من بني عامر ياليحامر يريد يحامر وهو شعار لأهل اليمن لأن يعمي على الجذميين من القوم
فقال زهير هذه اليمن قد علمت أنها أهل اليمن وقال لابنه ورقاء انظر يا ورقاء ما ترى قال ورقاء أرى فارسا على شقراء يجهدها ويكدها بالسوط قد ألح عليها يعني خالدا
فقال زهير شيئا ما يريد السوط الى الشقراء فذهبت مثلا وقال في المرة الثانية شيئا ما يطلب السوط الى الشقراء وهي حذفة فرس خالد بن جعفر والفارس خالد بن جعفر
قال وكانت الشقراء من خيل غني
قال وتمردت القعساء بزهير وجعل خالد يقول لا نجوت إن نجا مجدع يعني زهيرا
فلما تمعطت القعساء بزهير ولم تتعلق بها حذفة قال خالد لمعاوية الأخيل بن عبادة وكان على الهرار حصان أعوج أدرك معاوي فأدرك معاوية زهيرا وجعل ابناه ورقاء والحارث يوطشان عنه أي عن أبيهما
قال فقال خالد اطعن يا معاوية
في نساها فطعن في أحدى رجليها فانخذلت القعساء بعض الانخذال وهي في ذلك تمعط
فقال زهير اطعن الأخرى يكيده بذلك لكي تستوي رجلاها فتحامل فناداه خالد يا معاوية أفذ طعنتك أي اطعن مكانا واحدا فشعشع الرمح في رجلها فانخذلت
قال ولحقه خالد على حذفة فجعل يده وراء عنق زهير فاستخف به عن الفرس حتى قلبه وخر خالد فوقع فوقه ورفع المغفر عن رأس زهير وقال يا لعامر اقتلونا معا فعرفوا أنهم بنو عامر
فقال ورقاء وا أنقطاع ظهراه إنها لبنو عامر سائر اليوم
وقال غيره فقال بعض بني جذيمة وا انقطاع ظهري
قال ولحق حندج بن البكاء وقد حسر خالد المغفر عن رأس زهير فقال نح رأسك يا أبا جزء لم يحن يومك
قال فنحى خالد رأسه وضرب حندج رأس زهير وضرب ورقاء بن زهير رأس خالد بالسيف وعليه درعان وكان أسجر العينين أزب أقمر مثل الفالج فلم يغن شيئا
قال وأجهض ابنا زهير القوم عن زهير فانتزعاه مرتثا
فقال خالد حين استنقذ زهيرا ابناه والهفتاه قد كنت أظن أن هذا المخرج سيسعكم ولام حندجا
فقال حندج وكان لجلالته غصة إذا تكلم
السيف حديد والساعد شديد وقد ضربته ورجلاي متمكنتان في الركابين وسمعت السيف قال قب حين وقع برأسه ورأيت على ظبته مثل ثمر المرار وذقته فكان حلوا
فقال خالد قتلته بأبي أنت
ونظر بنو زهير فإذا الضربة قد بلغت الدماغ
ونهي بنو زهير أن يسقوا أباهم الماء فاستسقاهم فمنعوه حتى
نهك عطشا
قال وذلك أن المأموم يخاف عليه الماء حتى بلغ منه العطش فجعل يهتف أميت أنا عطشا وينادي يا ورقاء قال أبو حية فجعل ينادي يا شأس فلما رأوا ذلك سقوه فمات لثالثة
فقال ورقاء بن زهير
شعر ورقاء بن زهير حين قتل والده
( رأيتُ زُهَيْراً تحت كَلْكَلِ خالدٍ ... فأقبلْتُ أسعَى كالعَجُولِ أُبادِرُ )
( إلى بَطَلَيْن يَنْهَضانِ كلاهما ... يُريغانِ نَصْلَ السَّيفِ والسيفُ نادرُ )
( فشَلَّتْ يميني إذ ضربتُ ابنَ جَعْفَرٍ ... وأَحرزه منِّي الحديدُ الْمُظاهَرُ )
قال أبو عبيدة وسمعت أبا عمرو بن العلاء ينشد هذا البيت فيها
( وشَلّتْ يميني يوم أضربُ خالداً ... وشَلَّ بَنَاناها وشلّ الخَنَاصرُ )
قال أبو عبيدة وأنشدني أبو سرار أيضا فيها
( فياليتني من قبلِ أيّامِ خالدٍ ... ويومِ زُهَيْرٍ لم تَلِدنِي تُمَاضِرُ )
تماضر بنت عمرو بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف السلمي امرأة زهير بن جذيمة
قال أبو عبيدة أنشدني أبو سرار فيها
( لَعَمْرِي لقد بُشِّرت بي إذ وَلَدْتنِي ... فماذا الذي رَدّتْ عليكِ البشائرُ )
وقال خالد بن جعفر يمن على هوازن بقتله زهيرا ويصدق الحديث قال أبو عبيدة أنشدنيه مالك بن عامر بن عبد الله بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة
( بل كيف تكفُرني هوازنُ بعدما ... أعتقتُهم فَتَوَالَدُوا أحرارا )
( وقتلتُ ربَّهُم زهيراً بعد ما ... جدع الأُنوف وأكثر الأوتارا )
( وجعلتُ حَزْنَ بِلاَدِهم وجِبالهم ... أرضاً فضاءً سهلةً وعشارا )
( وجعلتُ مَهْرَ بناتهم ودمائهم ... عَقْلَ الملوكِ هجائناً أبكَارا )
قال أبو عبيدة ألا ترى أنه ذكر في شعره أن زهيرا كان ربهم وقد كان جدعهم وأنه قتله من أجلهم لا من أجل غني وأن غنيا ليسوا من ذلك في ذكر ولا لهم فيه معنى
قال وقال ورقاء بن زهير
( أمّا كِلاَبٌّ فإنّا لا نُسالِمُها ... حتى يُسالم ذِئبَ الثَّلةِ الرَّاعِي )
( بنو جَذِيمةَ حاموا حول سَيِّدهم ... إلاّ أَسِيداً نجا إذ ثَوَّب الداعي )
قال ثم نعى الفرزدق على بني عبس ضربة ورقاء خالدا واعتذر بها الى سليمان بن عبد الملك فقال
( إنْ يَكُ سيفٌ خانَ أو قَدَرٌ أبى ... لتأخير نَفْسٍ حَتْفُها غيرُ شاهدِ )
( فسيفُ بني عَبْسٍ وقد ضربوا به ... نَبَا بِيَدَيْ وَرْقاءَ عن رأس خالد )
( كذاك سيوفُ الهِنْدِ تنبو ظُبَاتُها ... وتقطَع أحياناً مناطَ القلائدِ )
( ولو شِئتُ قدَّ السيفُ ما بين عُنْقِه ... إلى عَلَقٍ تحت الشَّراسِيفِ جامدِ )
قال وكان ضلع بني عبس مع جرير فقال الفرزدق فيهم هذه الأبيات
هذه رواية أبي عبيدة
ماذا قال الاصمعي عن مقتل زهير وابنه
وأما الأصمعي فإنه ذكر فيما رواه الأثرم عنه قال حدثني غير واحد من الأعراب أن سبب مقتل زهير العبسي أن ابنه شأس بن زهير وفد إلى بعض الملوك فرجع ومعه حباء قد حبي به فمر بأبيات من بني عامر بن صعصعة وأبيات من بني غني على ماء لبني عامر أو غيرهم الشك من الأصمعي
قال فاغتسل فناداه الغنوي استتر فلم يحفل بما قال
فقال استتر ويحك البيوت بين يديك فلم يحفل
فرماه الغنوي رياح بن الأسك بسهم أو ضربه فقتله والحي خلوف فاتبعه أصحاب شأس وهم في عدة فركب الفلاة واتبعوه فرهقوه فقتل حصينا وأخاه حصينا ثم نجا على وجهه حتى أدركه العطش فلجأ إلى منزل عجوز من بني إنسان وبنو إنسان حي من بني جشم
فقالت له العجوز لا تبرح حتى يأتي بني فيأسروك
قال الأصمعي فأخبرني مخبران اختلفا فقال أحدهما إنه أخذ سكينا فقطع عصبتي يديها وقال الآخر أخذ حجرا فشدخ به رأسها ثم أنشأ يقول
( ولأنتَ أشْجَعُ من أسامةَ أو ... مِنَّي غداةَ وقفتُ للخَيْلِ )
( إذِ الحُصَيْنُ لدى الحُصَيْنِ كما ... عَدَلَ الرِّجازةُ جانبَ المَيْلِ )
( وإذا أُنَهْنِهُها لأِفتِلَها ... جاشتْ لِيَغْلِبَ قولُها قولي )
قال فضرب الزمان ضربانه فالتقى خالد بن جعفر بن كلاب وزهير بن جذيمة العبسي
فقال خالد لزهير أما آن لك أن تشتفي وتكف قال الأصمعي يعني مما قتل بشأس قال فأغلظ له زهير وحقره
قال الأصمعي وأخبرني طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب أن ذلك الكلام بينهما كان بعكاظ عند قريش
فلما حقره زهير وسبه قال خالد عسى إن كان يتهدده ثم قال اللهم أمكن يدي هذه الشقراء القصيرة من عنق زهير بن جذيمة ثم أعني عليه
فقال زهير اللهم أمكن يدي هذه البيضاء الطويلة من عنق خالد ثم خل بيننا
فقالت قريش هلكت والله يا زهير فقال إنكم والله الذين لا علم لكم
قال الأصمعي ثم نرجع إلى حديث العبسيين والعامريين وبعضه من حديث أبي عمرو بن العلاء
قال فجاء أخو امرأة زهير وكانت امرأته فاطمة بنت الشريد السلمية وهي أم قيس بن زهير وكان زهير قد أساء إليهم في شيء فجاء أخوها إلى بني عامر فقال هل لكم في زهير بن جذيمة ينتج إبله ليس معه أحد غير أخيه أسيد بن جذيمة وعبد راع لإبله وجئتكم من عنده وهذا لبن حلبوه لي
فذاقوه فإذا هو ليس بحازر فعلموا أنه قريب
فخرج حندج بن البكاء وخالد بن جعفر ومعاوية بن عبادة بن عقيل ليس على أحدهم درع غير خالد كانت عليه درع أعاره إياها عمرو بن يربوع الغنوي وكانت درع ابن الأجلح المرادي كان قتله فأخذها منه وكان يقال لها ذات الأزمة
وإنما سميت بذلك لأنها كانت لها عرى تعلق فضولها بها إذا أراد أن يشمرها
قال فطلعوا
فقال أسيد بن جذيمة قال الأصمعي وكان أسيد شيخا كبيرا وكان كثير شعر الوجه والجسد أتيت ورب الكعبة
فقال زهير
كل أزب نفور فذهبت مثلا
فلم يشعر بهم زهير إلا في سواد الليل فركب فرسه ثم وجهها فلحقه قوم أحدهم حندج أو العقيلي واختلفوا فيهما فطعن فخذ الفرس طعنة خفيفة ثم أراد أن يطعن الرجل الصحيحة فناداه خالد يا فلان لا تفعل فيستويا أقبل على السقيمة قال فطعنها فانخذلت الفرس فأدركوه
فلما أدركوه رمى بنفسه وعانقه خالد فقال اقتلوني ومجدعا
فجاء حندج وكان أعجم اللسان فقال لخالد وهو فوق زهير نح رأسك يا أبا جزء فنحى رأسه فضرب حندج زهيرا ضربة على دهش ثم ركبوا وتركوه
قال فقال خالد ويحك يا حندج ما صنعت فقال ساعدي شديد وسيفي حديد وضربته ضربة فقال السيف قب وخرج عليه مثل ثمرة المرار فطعمته فوجدته حلوا يعني دماغه
قال إن كنت صدقت فقد قتلته
قال فجاء قوم زهير فاحتملوه ومنعوه الماء كراهة أن يبتل دماغه فيموت
فقال يا آل غطفان أأموت عطشا فسقي فمات وذلك بعد أيام
ففي ذلك يقول ورقاء بن زهير وكان قد ضرب خالدا ضربة فلم يصنع شيئا فقال
( رأيتُ زهيراً تحت كَلْكَلِ خالدٍ ... فأقبلتُ أسعَى كالعَجُولِ أُبادِرُ )
( إلى بَطَلَيْنِ ينهَضان كِلاَهما ... يُريدان نَصْلَ السَّيْفِ والسيفُ نادرُ )
قال الأصمعي فضرب الدهر من ضربانه إلى أن التقى خالد بن جعفر والحارث بن ظالم




البعيد الهادي 20-10-2010 12:31 AM

سلمت ودمت يابو محمد
على هذا الموضوع الرائع عن الملك زهير
دمت بحفظ الله

محقق تاريخي 20-10-2010 01:29 AM

شكرا أخي \ الباحث \ سعد على موضوعك الرائع .

ناصر الخياري 20-10-2010 06:46 AM

تسلم يابو محمد على ايراد فصه ملك من ملوك العرب..

محمود الرشيدى 20-10-2010 07:16 PM

مشكوور ابو محمد علي هذه القصه الرائعه عن الملك زهير

عويض بن شامان بن خلف 21-10-2010 12:04 PM

شكريابومحمدعلى موضوعك الرائع

ابومهندالعبسي 12-08-2011 12:55 AM

رد
 
سعد الرشيدي
كتبت خيرا واود ان اذكر لك كتاب قبيلة بني عبس في الجاهليه والاسلام المنشور في بيانات ومواضيع ابومهندالعبسي ادعوك قرائته فيه المزيد من الاخبار والموثق بالمصادر :
الرجل يسمى جرار عندما يراس الف وزهير بن جذيمه العبسي قاد غطفان كلها وممن اجتمعت عليه هوازن كلها .
لقد ارسل زهير امرأة على انها تاجرة لتتعرف خبر ابنه شاس بن زهير فاتصلت بنساء غني وعرفت بان زوجها هو قاتل شأس ابن زهير وقد عرفوا العرب الجاسوسيه وتذرعوا بالنساء لمعرفة ماخفي عليهم من امر .
فكان زهير أمير عبس واحد سادات العرب وكانت هوازن تهابه حتى تكاد تعبده وتحمل اليه الاتاوه في كل عام ---
تحياتي ابو مهند العبسي

فارس من الماضي 05-10-2011 04:17 PM

شكرًا ابو محمد على هذا المجهود فقد اهداني الشاعر عادل عوض نسخة من رواية ركبان الموت
التي حوت اخبار عبس في الجاهليه و اسباب حربها حقيقة رواية لاقت صدى واسع
رغم عمرها القصير فقد اثنا الكثير عليها


الساعة الآن +4: 07:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا المنتدى يعمل على نسخة في بي بلص