قبيلة بني رشيد - أضرار (( صح لسانك ))

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

غالباً ما نجد في منتديات الشعر من يكتب ليلَ نهارَ ويسمي ما يكتبه شعراً وهو ليس من الشعر في شيءٍ ، ثم نجد من يردُّ عليه بهذه الجُمل : (( صح لسانك )) أو (( قصيدة جميلة )) أو (( قصيدة رائعة )) أو ما أشبه ذلك من الجُمل التي لا حصرَ لها .

أيها الإخوة

قد يكون الذي يردُّ على مثل هذه المواضيع بمثل هذه الجمل لا يفقهُ في الشعر شيئاً ، فهذا حينئذٍ معذورٌ لجهله ، وقد يكون مجاملاً لصاحب الموضوع ؛ فأنّى له العذر في هذه الحالة ؟

أيها الإخوة

يقول عمر رضي الله عنه : " رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي " .

فنقول لمن تغلبُ عليهم المجاملة في الردود : اعلموا أنكم لم ولن تفيدوا من تردون عليه شيئاً بقدر ما تضرونه ، فقد يكون صاحب الموضوع يريد النصيحة ويريد أن يكتشف نفسه من خلالكم هل هو شاعر أم لا ؟ ليستمر إن وجد تشجيعاً أو يكفَّ عن ذلك إن لم يجد ، ثم تأتون وتقولون : (( صح لسانك )) و (( لا تحرمنا من جديدك )) وما إلى ذلك ، فيستمر ذلك الشخص على الخطأ لما وجد منكم وأنتم السبب في ذلك .

وبعد أن يكتبَ ذلك الشخص العشرات من القصائد يجد من يسدي إليه نصحاً فتكون الصدمة الكبرى ، وقد لا يُعيرُ هذا الناصحَ اهتماماً ، فيستمر على ما شجعتموه عليه .

أيها الإخوة

إن كان الردُّ على مثل هذه المواضيع نُصحاً فبها ونِعْمَتْ ، والأفضل أن يكون النصحُ سرّاً متى وُجِدَ السبيلُ إلى ذلك ، كما يقول الشافعي رحمه الله تعالى :

تعمّدني بنصحك في انفرادٍ=وجنّبني النصيحة في الجماعة
فإن النصحَ بين الناس نوعٌ=من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري=فلا تجزعْ إذا لم تلقَ طاعة

وإن كان الردُّ مجاملةً فلستم مجبرين على ذلك ، والأولى أن تكفّوا عنه أيديَكم ، فإن رددتم مجاملين فقد غرّرتم بمن رددتم عليه ، وإن نصحتم فقد عملتم بتعاليم دينكم ، وإن كففتم فلا ضرر ولا ضرار .

وتقبلوا تحيتي وتقديري

أبو نوح