![]() |
ابداع عبسي
الى أبناء عبس........
أقدم لكم هذا الابداع الذي تفنن بجماله أحد أبناء قبيلتنا..... انه نوع جديد من أرقى ما قرأت من الروايات.... أقدم لكم رواية (مذكرات مراهقين) كاملة... الرواية التي انتشرت في وقت قصير ونالت شهرة واسعة... والحقوق محفوظة لكاتب الرواية/يوسف سالم شلاح الرشيدي. مذكرات مراهقين مصيول،،،مروان،،،صياح،،، أبطال مسلسل مرعب كتب قصتة مرحلة طفولية مشاغبة وظروف بيئية منفلتة وأنظمة عرفية بائدة ومراهقة شبابية سائدة *** (1) في ليلة من ليال الربيع الهادئة كان القمر في يوم إكتمال وجهه المنير ساهرآ يسامر أصحاب الحركات البهلوانية والأفكار الشيطانية ويشهد على مواقفهم المزاجية المتضاربة وهم مجتمعين على شكل نصف دائرة حول نارهم المتسارجة من خشب أخذوه من مستودع أحد العمالة السائبة الذي يمارس مهنة النجارة بكل حرية وبدون كفالة بعيدآ عن أنظار رجال الأمن مما شجعهم على إستغلالة لدرجة إشهار إفلاسه الذي أوقعوه فيه بسبب سرقاتهم المتكرره له في ظل صمته المقهور والذي كأنه يقول لهم من خلاله إذهبوا بما أخذتم حلالآ عليكم وأتركوا ماتبقى لي رحمة منكم بحال غريب مغلوب على أمره. وبينما هم جلوس يتجاذبون أطراف الحديث في دكتهم المطلة على الحي في سفح تل عتيق كان في الماضي مرقب لحماية سكان القرية من خطر مباغتت الغزاة المعتدين على قريتهم وكانت دكتهم معروفة بوعورة طرقها المؤدية لمنازل الحي وإستراتيجية موقعها الذي يسمح لهم بمراقبة تحركات السكان دون أن يشعر بهم أحد، خطرت في بال أحدهم فكرة جهنمية لتغيير الروتين الممل الذي خيم عليهم وقال ملمحآ:آه...كم أنا مشتاق للمطاردة هذه الليلة؟ فقال الآخرون: نحن أكثر منك شوقآ ولكن كيف؟ فقال: بسيطه، نعفس الديرة على أهلها. فقالوا:يالله على يدك! فذهبوا جميعآ مسرعين نحو غرفة تجمع الهنود التي يشاهدون فيها أشرطة الفيديو كل ليلة وعندما إقتربوا من الغرفة فإذا بصوت أغنية الفيلم الهندي الصاخبة يبدد سكون الليل فحاولوا مشاهدة ولو شيء يسير من مقاطع هذه السهرة الغرامية التي لم يتخيلوا إن أحد من سكان قريتهم سيتجرى على إقتناء شريط مماثل لها لأنها بحسب قوانينهم العرفية خطوط حمراء لايجوز الأقتراب منها فكيف بتخطيها وهي تجلب الزنا والفواحش لقريتهم المحافظة، فوجدوا ثقب صغير بجانب مكيف الهنود الصحراوي صاحب الصوت المزعج لايسمح إلا لمشاهدة واحد فقط، فتفرج الأول ثم الثاني ثم الثالث بتوقيت زمني محدد لكل واحد منهم مما زاد فيهم الجنون الغرامي الذي دفعهم لإزاحة المكيف عن مكانه وإستمتاعهم بشكل جماعي، ومع كل هذه الفوضى المتعمده والمتوشحة بظاهر الإستهتار وعدم المبالاة فإن أبوهنود لايعلم بمايدور حوله من شدة إندماجه مع الفيلم ولم ينبهه بفقدان مكيفه الذي ينفخ هواه خارج أسوار الغرفة إلا تصبب العرق وإنخفاض برودة المكان، فنظروا إليه فوجدوا قرود تطل عليهم من فتحة المكيف والغرام واضح على وجوهها النحسه،(حسن الوجه وقبحة ليس شرطآ من شروط الغرام). فقام آل هنود غاضبين من هذه الحركة الهمجية في هذه الساعه الذهبية بالنسبه لهم، وهربت الشلة الزاحفة مسرورة بهذة الصدفة العفوية والتجربة البريئة لمشاهدة هذه الأفلام المحظورة بالنسبة لهم. شعار هؤلا المراهقين الذي ينطوون تحت لواءه هو:( نفذ مايخطر في بالك وإستمتع في معاناة الآخرين) ومن منطلق شعارهم هذا فقد خطرت في بال أحدهم فكرة الهجوم على سكن رشيد الهندي الذي كان متواجد لحظتها في غرفة الهنود السابقة وأخذ مايجدون في داخله، فدخلوا وكان أثمن شيء أمام أعينهم كرتون الطرطعان والذي تقدم إليه صياح بخطى واثقة وحمله فوق كتفه وأتجه به إلى الدكه أو بالأصح المزبن لياخذ قسطآ من الراحه بعد ركض مستمر لعدة كيلوات وضحك لاينقطع فألتفت إلى بقية الشلة وأبتسم إبتسامة هادئه ترسم على وجهه مؤشرات خبيثة وقال: الليله ليله من ليال العمر وأحلا ليال العمر بالمره(مساعد الرشيدي) فقالوا:على أيش ياحسره؟! فقال:وراي! فتبعوه وإتجه إلي بيت فهد الأخ غير الشقيق لأمير القرية وعندما وصل إلى الشباك الخارجي(الدريشة)تناول من كنانته كمية من الطراطيع المتصلة ببعضها والملفوفة بفتيل واحد وأشعل فيها النار ووضعها علي الدريشة وكملوا طريقهم، (ولك أن تتخيل المعاناة التي سيعانيها كل من في بيت فهد حيث إن الساعة الآن الثانية والنصف بعد منتصف الليل وعائلة فهد تصحى من نومها العميق على هذه الأصوات المفزعة والتي كأنها كلاشنكوف في وضع أوتوماتيك). هرع فهد مسرعآ وركب سيارته وأدار المحرك وأشعل الأنوار فأتجه يمينآ ويسارآ لعله يجد الفاعل ويطفي به نار غضبه ولكنه لم يلاحظ مايدل على إن أحد من أهل الحي صاحي في هذه الساعة المتأخرة فتعوذ بالله من شر كل طارق، ورجع فوجد البيت منقلب فوق تحت بين صياح نساء وصراخ أطفال وغضب رجال كأنه يتطاير من عيونها الشرر بسبب هذه الحركة المروعة والتي لايريدون من فعلوها من وراءها إلا مطاردة ليلية يتخللها الضحك الهستيري والمواقف التي لولاها ماقرأتم هذه الرواية. أكملوا طريقهم فأتى بهم القدر أمام بيت الأمير دهيم رحمه الله وكان شيخآ كبيرآ يفضل النوم بحوش الديوانية بعيدآ عن إزعاج المكيفات كحال كل الشيبان السعوديين وعندما رأوه في سابع نومه عرفوا إن أمامهم فرصة لاتعوض في الإنتقام من هذا الأمير الذي سجنهم قبل شهر لمدة أسبوع بسبب إزعاجهم للديرة فقام صياح متخصص المتفجرات وأخذ فتيلين من الطراطيع وتقدم بإتجاه الأمير ووضعها عند راسه بكل هدوء وأضرم فيها النار فهرب،قام الأمير غاضبآ من جرأة هؤلاء المراهقين الذين لايردعهم عقاب ولايعرفون إحترام وعرف إنهم ماغيرهم هم وأخذ على نفسه وعد إنه إن وجدهم لن تأخذه فيهم رحمة قلب ولاتنفعهم شفاعة شفيع، ذهب إلى غرفة الخادم وأمره أن يجهز السيارة وذهب إلى وجهاء الحي ليؤيقظهم ويأمرهم بالبحث الدقيق عن هؤلاء الفتيه المتمردين وهو لايعلم ماذا فعلوا بوجهاء الحي بعده؟ فقد رموا بكل حوش بيت مجموعة من الفتيل بسرعة لاتصدق،وبجميع البيوت التي لم يستثنون منها بيت وجيه ولاكبير ولاقريب ولابعيد ولاحتى بيوتهم هم أنفسهم والتي سيكون من ضحاياها أهلهم، وأتجهوا إلى المزبن ولكن خبير المزابن والتزبينات مروان أدرك إنهم في حالة خطر داهم وإن السكان سيكون أول بحثهم في المزبن هذا لأنه مكان شبهه ومظلم ومعروف لدى فئة قليلة من المقربين ولكن مروان لايضمن هذه الفئة فقد يكون فيهم دبوس أو دبابيس،لاأحد يعلم؟فالثقة معدومة! أمرهم مروان بالذهاب إلى السمراء فهي ملاذ آمن لاتصله السيارات مهما كان نوعها واللي يجيهم مشي لن يلحقهم فأنطلقوا من المزبن الذي يبعد عن السمراء حوالي كيلو واحد وبينه وبينها وادي كبير يعرف بوادي صفيط والذي تقع فيه مزارع كبار الشخصيات أمثال الأمير علي والشيخ سعيد ولكن رغم صعوبة التضاريس فإنهم وصلوا إلى قمة السمراء بأقل من خمس دقائق. (السمراء:جبل أسمر يقع شمال غرب صفيط القديم ولكن الآن فإن قرية صفيط تشكل نصف دائرة حول السمراء ويبلغ إرتفاعها حوالي 1500 قدم وتحيط بها من الغرب سلسلة من الجبال تسمى دشة الجرو نسبة لأحد البدو الرحل الذي سكن فيها لعدة سنوات وكان يلقب بالجرو). ساعدهم إرتفاع السمراء بمشاهدة أنواع البحث والتحري وجعلهم مطلعين على خطة إعلان الطؤاري أكثر من غيرهم وهم يضحكون بشكل هستيري تتخلله تعليقات ساخرة على أفعالهم التي لم يصدقون إلى الآن إنهم أقدموا عليها، أما فرق البحث فقد إستمرت في تفتيش المواقع حتى صلاة الفجر وعادوا السكان بعدها إلى بيوتهم بعد هدوء غضبهم وهم يضحكون من حركات هؤلاء الشياطين اللي نسموا برؤؤسهم تنسيم. |
ابداع عبسي
(2)
إنهالت علي رسائل لاتصدق ومواجهات ساخنة بعد الحلقة الأولى:فردود الفعل متباينة بين مشجع ومهدد وبين ناقد وحاقد ولكن الأهم وهو السبب الذي شجعني على مواصلة تجربتي الأولى في عالم الكتابة هو حصول الحلقة الأولى على نسبة 85%. (من قرأ آية الكرسي قبل النوم لايقربه شيطان حتى يصبح) مروان صاحب الشعر المتعرج والبشرة المائلة للسمره محب للضحك بصوت عالي لدرجة إن الكشرة أصبحت ملازمة له إذا رأيته لأول مره ستجد نفسك تقرأ آية الكرسي لاشعوريآ (يعني بدون صحو)،مصيول صاحب عينين سوداوتين(كعيون الحويط)وهذا مثل يضرب لوصف الإتساع الزائد عن حده إذا لاتعرفه جيدآ ستظن إنه مدمن مخدرات مع إنه صوفي(إيه قابلني) غير إنه يتمع بفراسة خيالية وحدس لايخون. صياح صاحب وجه حنطي له أسنان بارزه ليس له هواية محددة غير إنه متميز بالرسم شيء ما يساعده في ذلك تفكيره الحاد. عادوا الشلة الذين يشكلون أخطر ثلاثي في الديرة إلى بيوتهم قبل ظهور الشمس وناموا على أمل غروبها وبداية ليلة مليئة بالمشاغبة والمطاردة التي لايجدون متعتهم إلا بها. أسدل الليل ستاره وأجتمعوا الشلة في مزبنهم وهم يتذكرون ليلتهم الماضية بكل سرور بإنتظار ليلة أعظم منها، جلسوا يتسامرون حتى الساعة الحادية عشر تقريبآ لتغلق الدكاكين أبوابها ويعم الهدوء أرجاء القرية فأتجهوا إلي بقالة مسامح الفرج وجلسوا بجانبها ولفت إنتباههم الأكياس المليئة بالكراتين الفارغة التي تملأ المكان بأنتظار سيارة النظافة ولكن الشلة أرادوا التخلص منها بطريقتهم التي لاتخطر حتى على عقول الشياطين، مصيول الذي يجيد تسلق الجدران ببراعة متمكنة حتى ولو كانت عالية وملساء صعد على سطح بقالة مسامح وناوله صياح ومروان الأكياس كلها فوضعها على السطح وصعدوا إليه جميعآ وأخذوا يتربصون بالماره مع الطريق الذي تطل عليه البقالة المحتلة كإطلالة هضبة الجولان على الشام فكان أول من مر بهذا الطريق هو محمد صاحب الشخصية القوية الذي لايتجراء على ممازحته إنس ولاجن فرموا أحد الأكياس في صندوق سيارته فتوقف مذهولآ ونزل فوجد هذا الكيس في الصندوق فبحث عن الفاعل ولم يجد أحد كرر البحث حول المباني المجاورة فلم يجد أحد فتحرك وهو في قمة الغضب والحيرة فمن أين أتى هذا الكيس هل سقط من السماء؟ أم إنه رموه عليه الجن الذين لايراهم الإنسان في الظروف العادية؟ أكمل محمد طريقه وهم يضحكون بإنتظار الضحية القادمة، تقدمت إحدى السيارات التي إعتقدوا في البداية إن صاحبها هو الضحية المنتظرة ولم يعلموا إنهم سيصبحون هم ضحاياه،عندما مر أمامهم رموا كيسآ في صندوق سيارته فتوقف بكل هدوء ونزل من سيارته فعندما رأوه زلزلت أقدامهم عندما عرفوا إنه أبوسلطان الرجل الهادي الذي يفقد صوابه عند الغضب (إتقي غضب الحليم إذا غضب) إلتفت يمينآ وشمالآ ودار حول مبنى البقالة وعرف بفراسته التي ورثها من أبيه وأجداده شيوخ فخذ المهامزة من قبيلة (بني رشيد) القبيلة العبسية التي تقطن منذ الجاهلية في مكانها الشهير غرب الجزيرة العربية (مضارب عبس)، -مضارب عبس فيها عبس ماهي لعبة بيديك لو أنت مطالع جيرانها صاحوك ورعانك (عيد بن مربح الرشيدي) -أيقن أبوسلطان إن هذا من فعل المراهقين الذين أزعجوا القرية الليلة الماضية وعرف إنهم فوق السطح، وأيقنوا إنهم لن ينجوا من أبو سلطان فهم يعرفونه جيدآ ويعرفون حنكته، نادى عليهم أبو سلطان وأمرهم بالنزول لأنه لاملجاء ولامنجاء منه، قال مروان: ياعيال كلن يعتمد علي نفسه والطيب تظهره ساقه. تطامروا من فوق السطح عن يمينه وعن يساره كالقطاوه وركب سيارته ليحول بينهم وبين السمراء لأنه يعرف حركاتهم جيدآ فلحق بهم ونزل عليهم ولكن لم يستطيع أن يقبض إلا على واحد فقط وهو صياح فأمسكه بيده اليسرى مسكة قوي مقتدر وأخذ يضربه بعصاه المصنوعة من خشب الخيزران المشهور بألم ضرباته بكل ماأوتي من قوة وهو يكيل له الشتائم ويسأله عن أصحابه وعن فاعل جرائم الليلة الماضية وصياح يجاوبه بكل مايعرف،أما مروان فقد أنبطح بالوادي وأخذ يسحب نفسه إلى المزارع المجاورة بكل خفه ودخل مزرعة الأمير علي الرفادان وجلس بين الأشجار الكثيرة المتشابكة يحتمي بظلامها الساتر وأخذ يتفرج على الشلة بعد أن شعر بالأمان وهو يضحك بكل سرور،أما مصيول فقد أرتبك من هول مايراه وضيع طريق السمراء ودخل بين أزقة المنازل وهو بحيرة من أمره فصعد فوق أحد الجدران وعندما تهيأ ليقفز للجدار الآخر بطريقه إلى المزبن كان يتربص به شخص مجهول متلثم تحت جنح الظلام فلمحه مصيول وقبل أن يلتفت صوبه باشره هذا الملثم بضربة قوية سددها بإتجاه رقبته من خلف بين شعر الرأس والأكتاف أفقدته توازنه فسقط مكبآ على وجهه ولكنه تدارك نفسه ونهض قبل أن يمسك به الملثم المجهول وأطلق ساقه للريح بسرعة جنونية لم تمكن الملثم من اللحاق به ولكن مصيول لم يعلم إلا وهو أمام باب بيته الذي لو كان يريد الذهاب إليه لماعرف إليه طريقآ. أخذ أبو سلطان صياح معه وسلمه إلى يد أبيه بعدما أوسعه ضربآ وقد إنصدم أبو صياح عندما رأئ إبنه وعلم إنه ورى أحداث البارحة المروعة مع مجموعة من السرابيت فإستلمه من يد أبوسلطان وأستقبله بجلدات متتالية بعقاله الأسود المصنوع من أخشن أنواع الغزل وهو يهيل عليه سيل من الأسئلة الساخنة، فضحتني بجماعتي الله يفضحك،كيف تبيني أقابلهم عقب فعايلك الشينة؟أنا أبفهم أنت متى تعقل؟متى تسترني وتضف وجهك عن الديرة؟ خلاص ماعاد أبيك تدرس مأنت وجه دراسه! أنت فاشل! إسمع العلم اللي ياصلك ويتعداك! ماتطلع من هالبيت إلين آخذك لحائل وأطلع لك أثبات وتروح لأخوك فيصل بالرياض أبي أرتاح من وجهك اللي كله فضائح! خلاص إنقلع عني وتمرجل مثل العيال! ماعاد عندي صبر عليك! نزل صياح راسه ودموعه تفيض بكل حسرة وأنكسر أمام أبوه صاحب السمعة الطيبة الذي يقف شامخا شموخ جبال (العلم السعدي)أو(العلم العبسي) وقال:أمرك يبه! والله ماعاد أعصي لك أمر بعد هالساعة وأنا أستاهل ولكن أنت أرفق على حالك! -حس أبوصياح إن ولده هذه المره يتكلم من قلبه وشعر أنه آلم إبنه فلذة كبده ولكن خوفه على سمعته وعلى مستقبل إبنه جعل موقفه أكثر صرامة من ذي قبل. -أبوصياح:مايخالف ياوليدي صحيح إني قسيت عليك وأوجعتك بس والله إنه من خوفي عليك! ياوليدي أنا أبفتخر فيك في مجالس أهل الديره مأبيك تفضحني بالجماعة وأبيك تسنع نفسك مثل غيرك وتصير رجال. -صياح:أبشر يبه والله لتشوف اللي يبيض وجهك! بس عطني فرصه هالمره وسامحني على اللي فات وصدقني أنا ماني محتاج ألا دعائك بس. -الله يسامحك ياوليدي ويوفقك!والله إني أول مره أحس إنك صرت رجال! وهالحين قم أغسل وجهك وبدل ثيابك وروح ريح نفسك وأرقد وبكره يصير خير إن شاء الله. -قام صياح وقبل راس أبوه وهو كله ندم على اللي صار له وإتجه إلي غرفته وبدل ملابسه وتوضاء وصلى ركعتين ودعاء الله أن يوفقه لما يحب ويرضى وحط راسه ونام بعد أن وضع المنبه على صلاة الفجر لأول مره من تلقى نفسه. أما مصيول وجه النحس فقد أمن بطش الأمير دهيم معتمدآ بذلك على علاقته الجيده بسعود الحفيد المقرب لدهيم والذي يعامله جده معاملة الرجال العظماء رغم سنه الذي لايتجاوز آنذاك الخامسة عشرة لتوسمه ملامح الرجوله والكمال في وجه حفيده الصغير. دخل مصيول البيت وإتجه إلى غرفته وولع السيجارة ولكنه لاحظ عدم عودة أبيه إلى البيت فأبوه عادة يعود بعد السمر عند أحد الجماعة والذي ينتهي بعد تناول العشاء بساعتين تقريبآ يعني قبل الساعة الثانية عشر بالكثير. أما أبو مصيول فقد تأخر عند رجل الأعمال الشهير الشيخ جابر المبارك والذي كان إجتماع الربع هذه الليلة عنده وأخذوا يتحدثون بأمور التجارة وبعد قليل جاءه أبوسلطان وأخبره بماحصل من إبنه فقام أبو مصيول وكان قلبه طيب ولايستطيع أن يمد يده على إبنه المدلل ودخل البيت فوجد مصيول بالحوش فقال له تعال أبيك بموضوع فدخل مصيول وهو يعرف إن أبوه لن يضربه مهما كان وقال في نفسه: الله يعيني على المحاضرة هالحين يبي يقعد يتفلسف علي! (لأن أبو مصيول رجل عاقل يؤمن بالنصيحة ويعرف إن الضرب مامنه فائدة وهذا سبب تمرد مصيول عندما أمن العقاب). -إتجه أبومصيول إلى مخزن البيت وأخذ سلسلة طويلة وربطها بدريشة الصالة وهو يبتسم ومصيول واقف مايدري وش السالفة فمسك أبو مصيول يد ولده وقال أنت الإحترام ماينفع معك ولارايح يفيد فيك ألا السجن فربط يديه ورجليه مستخدمآ في ذلك قفلين وقال له:هالحين إرتاح والأسبوع القادم أشوف لك حل! (كان طول السلسلة تقريبآ عشرة أمتار تسمح له بالتجول داخل البيت فقط). -رضخ مصيول لأمر الواقع ومرت ثلاثة أيام وهو لايعرف شيئآ عن أصحابه. **أما مروان فقد عاد إلى البيت وهو معلنآ حالة التمرد والتحدي في وجه كل من يقابله ولكن إنقطاع أخبار مصيول آثار شيئآ من القلق في نفسه وأخذ يتلمس عنه الأخبار دون فائدة، ولكنه لم يتجراء على الذهاب إلى بيته خوفآ من أبو مصيول، ولكن تغير صياح الذي كان يتجنب حتى الحديث معه زاده قلقآ وجلس في الدكة ثلاث ليال متتالية لم ياتيه أحد أو يخبره فقط بما حصل بالضبط لرفاقه. |
ابداع عبسي
(3)
التميز مستمر والعروض بدأت فقد حصلت الحلقة الثانية على نسبة89% وقد تلقيت أيضآ عروضآ من مجلة قطوف للكتابة على موقعها الإلكتروني وعمودآ في جريدة الشرق الأوسط ولكن بشرط تعديل أسماء الشخصيات الحقيقية وأسم المواضع المعروفة ولكن مالفائدة؟ هل يريدون إغرائي بالشهرة؟ أنا أصلآ أشهر من نارآ على علم. ولن أعدل الأسماء لأنني لم أكتب هذه الرواية إلا وفاء لقريتي فقط. وصلني عدد هائل من الرسائل على بريدي الألكتروني فأغلبية القراء يتهمني بسرقة ملاحظة لم يحددها أحد منهم وتعديلها إلى مذكرات مراهقين وأنا أقول (إذا خاطبكم الجاهلون فقولوا سلاما). كما إنني إستمعت إلى ملاحظات الوالد العزيز الشيخ أبو صقر بالدمام في مجلس لويفي الأسبوع الماضي وبحضور كل من الأخ العزيز المستشار الخاص أبوجراح والأخ أبوغازي التي مرت على الجالسين بسلام فشكرآ لك أيها الوالد الغالي. والشكر موصولآ الى الأخ بكر (ونعم الرجل) على عدم إفشائه بإسمي لأنه لا أحد يعرف الكاتب الحقيقي غيره. فحسبكم من الإتهامات الطائشة التي لم يسلم منها أحد فلو نبشتوا القبور لن تعرفونني قبل الحلقة(30). -مرت الأيام ومروان في حيرة من أمره أما أصحابه فكل واحد حدد موقفه. -فصياح ذهب مع أبوه إلى حائل وأستخرج بطاقة شخصية من الأحوال المدنية وتغيرت حياته مائة بالمائة فأصبح مداوم على الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد وأخذ يفكر كيف يكون نفسه، تهيأ ذات يوم للسفر للرياض ليثبت لوالده إنه لم يعد صياح المنسم بل إنه صياح الجديد صياح الذي يبحث عن راحة والده قبل كل شيء صياح الذي كان يتمنى أبوه أن يكون كذلك دارت الأيام وسافر للعاصمة لعل أخيه فيصل يهديه لأمر له فيه الخير في حياته وبعد مماته وصل صياح إلى أخيه فيصل الذي لم يصدق إن صياح تغير، فرح فيصل بأخيه وأحتفى به وأكرمه وأتحفه بعدة نصائح لعله يرتاح ولو لواحدة منها ورأى إن صياح متحمس للتجارة فقال سأبحث لك عن مشروع صغير تبدأ به حياتك إن شاء الله وأتمنى لك التوفيق. -أما مصيول فقد بدأ من أول يوم سجن فيه بخطة مجنونة للتخلص من السجن فقد وجد منشار حديد على رف الصالة سبق وأن إستخدمه أبوه في قص أحد الأقفال الذي ضاع مفتاحه وبدأ بقص السلسلة ولكن قصها بالكامل يتطلب وقت ليس بقليل وفي اليوم الرابع تمكن من تخليص يديه ورجليه من السلسلة (فكان ينشرها بالليل عندما ينامون أهله أو في وقت خلو البيت من الأهل) في اليوم الرابع أصبح مصيول حرآ طليقآ فخرج من البيت بعد المغرب مباشرة وذهب منطلقآ إلى الدكة ولكن الدكة كانت خاوية على عروشها بعد ماغسل مروان يده من عودة الشلة، ذهب مصيول إلى بقالة مسامح فوجد عيسى وسأله عن مروان وصياح، -فقال له عيسى والله صياح منقطعة أخباره من كم يوم! ولالي فيه شوفه!ولا أدري عنه بالمره، أما مروان تو قام من عندي أكيد تلقاه ببيت أهله وألا يتسكع بالحواري اللي قدام بيتهم. -تطمن مصيول على مروان عن طريق عيسى وعرف إنه بخير وقال في نفسه:ولكن صياح وش صايرله؟ يعني أبوه رابطه بسلسلة مثلي؟ وألا سلمه أبوسلطان للأمارة وحجزه دهيم عنده؟ لعب الشيطان براس مصيول وكثرت عليه الهواجيس وهو في طريقه إلى بيت مروان وقال أكيد إن صياح في خطر وأكيد مروان الدلخ مافزع له ولاحرك ساكن(الله يقلعك يامروان متى تخلي طبعك الأقشر هذا؟يعني ماتهمك ألا نفسك يالمروح؟) ولكن بسيطة إذا أبو صياح حاجزه بسلسلة أروح وأفزع له بالمنشار حقي ويصرف نفسه! وإذا دهيم حاطه بالغرفة ماني رايح له يشوفني دهيم ويحطني عنده! ولكن مالي ألا أكلم خويي سعود وسعود يكلم جده وأكيد ماراح يرفض له طلب! وصل مصيول إلى بيت مروان وهو مجهز خطط الطؤاري للتنفيذ وقد وضع في راسه أسوا الأحتمالات لديه وكيفية التعامل معها بما يتطلبه الموقف! طرق الباب فخرج إليه مروان بكشرته المعهودة ورحب فيه وعانقه(بس ماعندهم شيء إسمه قلط تدرون ليش؟! لسببين: -إن ماهم فاضين لهالسوالف لأنها في نظرهم للكبار فقط وأشغالهم أهم من هالعلوم! -حذرهم الزائد لأنه لوصادهم أبو واحد منهم غسل شراعهم وطردهم أشر طرده وياويلهم لو يلحقهم كان تصير علوم!) -سأله مصيول عن صياح فأخبره مروان إنه (ماعندك أحد) وإن الولد ماهو قدها وإنه خواف ومن يوم إكشفه أبوه وهو مايطلع من البيت ألا نادرآ! لاومسوي يصلي مع الجماعة! فقال مصيول وهو مندهش: الله أكبر ياصياح أمس تسرق لنا الحطب والطراطيع وتقول إن هذا تخصصك واليوم تبي تضحك علينا وتوثقنا إنك تطوعت؟! ليش شايفنا مخفات مثل الشيبان نصدق على طول؟! بدري عليك! (فهم يرون كل شيء بالعكس كما ترون: _طاعة الوالد=مذلة للولد. _الصلاة=ريئآ للناس. _التوبة=خدعة للناس. _الشيبان=مخفات. _هم=ذيابة مايمشي عليهم شيء. لاحظتم كيف يقلبون الموازين؟!ويفسرون كل شيء على هواهم؟!). -مصيول يريد الذهاب إلى بيت صياح لتوبيخه وثنيه عن رايه الغريب!(حسب تفكيرهم) أما مروان فقال يارجال وش ترجي من وراءه هالخبل؟ ألا فكنا منه أصرف لنا! لاتضيع وقتنا معه! **في هذه اللحظات كان أبومصيول في طريقه لمنزل الشيخ فايد بن خضران الذي ستكون جمعة الربع(الشبة)عنده هذه الليلة وهو لم يعلم بأن ولده قد أطلق سراحه بنفسه، ذهب مصيول ومروان إلى دكتهم وجلسوا تقريبآ ساعة كاملة فشعروا بالملل وأتجهوا إلى جلسة الشلة الشهيرة بجانب بقالة مسامح وجلسوا بها وإنضموا إلى أعضائها الدائمين كأعضاء مؤقتين أو ضيوف شرف وربما يصبحون أعضاء دائمين ولكن مايمنعهم من إعلان ذلك هو سببين: -إنهم لم يئسوا من عودة صياح إلى الآن(لأنه إذا رجع سيكون لاحاجة لهم بهؤلاء الشلة المختلطة بين صاحي ومجنون) -إنهم يخافون من رفض الشلة لهم(لأنهم كانوا يرفضون كل من يريد الدخول معهم في دكتهم سابقآ أيام صياح الله يذكره بالخير). -أخذوا مكانهم بين الشلة وقاموا ياخذون ويعطون بالسوالف وتطرقوا للمشاكل الدائرة بالقرية بداية من هوشة(مضاربة) بين الطالب أحمد والطالب نايف أمام بوابة الثانوية اليوم بعد الطلعة(الهده) وسببها إن أحمد نظر إلى نايف نظرة بريئة عابرة لم يتقبلها نايف(العربجي) الذي يراء في نفسه إنه خليفة عنترة العبسي(عنترة:غني عن التعريف عاش في مضارب عبس ودفن فيها بين جبال العلم العبسي الشاهقة التي تقع شرق قرية صفيط بمسافة أربعين كيلومترتقريبآ وقبره باقي إلى الآن تحت حماية إدارة الآثار بمنطقة حائل). مرورآ بمعاناة أهل القرية من مشاغبات مصيول وشلته التي لم تنتهي. (في نظر هؤلاء الشلة المراهقين فإن هذه المشاكل هي مشاكل الأمه بأكملها ولم يعلموا إنها مجرد مشاغبات طفولية فقط ستصبح في المستقبل ذكريات جميلة). كل هالسوالف تدور في ظل تكتم مروان ومصيول على نيتهم للإنضمام لمنظمة شلة البقالة وتظاهرهم بإن هذه الزيارة الخاطفة تواضعآ منهم حتى يرؤن الوقت المناسب لذلك. كانوا شلة البقالة من صغار السن أيضآ وماهم مباعدين شلة مصيول ولكن مصيول يفضل تنفيذ مشاغباته بدون علم أحد إلا المقربين لديه أمثال مروان وصياح، في هذه الأثناء أغلقت الدكاكين أبوابها بالتزامن مع نهاية وقت الشبة التي كانت عند الشيخ فايد فخرج الرجال وإتجه كل منهم إلى بيته بمن فيهم أبو مصيول الذي مر إجتماع الشلة المقابل لمنزل الشيخ فايد ولم يلقي لهم بالآ،أكمل طريقه إلى البيت ودخل فلم يجد مصيول وأندهش من شدة دهاء هذا الولد وعاد أدراجه إلى مكان الشلة السابقة لعله يجد مصيول بينهم ويعيد سجنه إلى أجل غير مسمى، ولكن الشلة عندما رأوه هربوا وألتفوا حول مبنى البقالة فترجل من سيارته وتركها في وضع الإشتغال ولحق بهم على أقدامه،لكن الشلة خرجوا من الجهه الثانية للمبنى وركبوا سيارة أبو مصيول موزعين أنفسهم بين الصندوق والغمارة فلم يجد مصيول بدآ من الركوب مع الشلة الذين أخذوا السيارة وأتجهوا بها إلى هضبة معجب(هضبة معجب:هضبة صخرية تقع شمال قرية صفيط على بعد 4كيلومترات وتحمل إسم الفارس الشيخ معجب بن دحيدح) مبتعدين عن أنظار أهل الديرة،وتركوا أبو مصيول وحيدآ لايصدق مايدور أمامه(صدق أولا تصدق). إتجه أبو مصيول إلى منزل فايد القريب منه وأستنجد بمن بقي من الشباب عنده، الذين هبوا بدورهم لنجدته(إلى جانب الأمير دهيم رحمه الله) ولردع هذه العصابة المصرقعة التي أصبحت تزداد تمردآ بين حين وآخر. في هذه اللحظة دخلوا الشلة هضبة معجب والسيارات تطاردهم وهم في قمة السعادة لأنهم لأول مره يجربون المطاردة بواسطة السيارات ولكن براعتهم بالقيادة الصحراوية لم تكن بمستوى جيد نظرآ لصغر سنهم مما أجبرهم على النزول وترك السيارة على مدخل الهضبة الذي لايتسع إلا لسيارة واحدة فقط بعد ما أخذوا مفتاحها وأصبحوا بهذا العمل قد قطعوا الطريق على من يلاحقهم وصار الوقت كافي لتسلق الهضبة قبل لحاق السيارات بهم. (وهذه الخطة الطارئة محفوظة حقوقها لمروان أعلم مراهقين الديرة بطرقها، فصدق من قال:أهل مكة أدرى بشعابها). صعدوا إلى قمة الهضبة وصارت السيارات تحاصرهم من كل الإتجاهات وبقوا فوق الهضبة كالزنونة ولسان حالهم يقول: -يأمير ماحنا قبائل وعربان في ضلعنا يأمير مثل الزنونة يأميريامعطي طويلات الأرسان نبي السلامة منك وهي المعونة (من شعراء المضابرة) حاصروهم أهل الديرة إلى منتصف الليل فكانوا يريدون القبض عليهم مهما تكلف الأمر لكن الأمير دهيم أشار عليهم بالأنسحاب من الموقع وترك هؤلاء المراهقين يعودون مشيآ على الأقدام كنوع من العقاب، إنصاعوا أهل الديرة إلى رأي أميرهم المؤقر وتركوا مراهقينهم يقضون ليلتهم المشؤمة في هضبتهم، أما الشلة المرجوجة فقد إنحلوا من الهضبة وإتجهوا إلى القرية وهم في ضحك لاينقطع ووصلوا القرية قبيل أذان الفجر وإتجه كل منهم إلى بيته وكأن شيء لم يكن. |
ابداع عبسي
(4)
تفضل الأخ عبدالله شافي مشكورآ بفكرة جديدة وجيدة للتعريف بشعراء المنطقة ومشاركة قصائدهم بصياغة هذه القصة وقام بتزويدي بعدد من القصائد لعدد من الشعراء أمثال عبدالله باتل وفرحان بن منصور وباجد عبدالرحمن ويوسف سالم وعصيلان والتي سوف تقرأؤنها في أماكنها المناسبة إن شاءالله. كما أرجوا من الإخوة القراء تزويدي بمالديهم من قصائد سواء كانت لهم أو لغيرهم على بريدي الإلكتروني ولهم جزيل الشكر. -أستيقظ أهل القرية على صوت الشيخ فالح الرفادان رافعآ صوت الحق ومناديآ لصلاة الفجر في مسجد صفيط الجامعي،إتجه أهل القرية إلى المسجد في جوآ يعمه الهدوء والسكينة،أدوا فريضتهم ورجعوا إلى منازلهم وماهي إلا فترة بسيطة حتى أطلت الشمس تتباهى بشعاعها الذهبي المنعكس على هضاب القرية وتلالها وأوديتها لتعلن بذلك بداية يوم جديد مليء بالأمل بحياة سعيدة هادئة. كان مصيول نائمآ في غرفته الخاصة ومغلقآ بابها بإحكام خوفآ من بطش أبيه،لكن أبيه رأى أن العقاب يولد العناد في نفس مصيول كما يولد الثأر القهر،وأراد أن يجرب العفو هذه المرة لعله يجدي بمن لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب،صحى مصيول من غفوته مبكرآ وخرج ليلقي نظرة حذرة على آخر التطورات في فضاءه المحيط وإذا بوالده جالسآ في فية سور المنزل الشرقي وهو يتناول فطوره وقهوته الصباحية المتعارف عليها عند أهل القرية وماجاورها من القرى الحائلية أو القرى النجدية وعندما رءاه أبيه نادى عليه: مصيول غسل وجهك وتعال أفطر معي!! أسرع مصيول إلى المغسلة وهو يقول في نفسه: معقوله أبوي مازعل مني ولاهمه اللي صار؟ يالله خلنا نشوف النتيجة! إتجه مصيول إلى أبيه بخطى واثقه من براءتها ظاهريآ! وجاهزة لأي طاريء باطنيآ! جلس مصيول أمام أبيه بأدب وإحترام وعينيه ترمقان عينا والده الذي كان يتناول وجبته بصمت،أخذ مصيول يتناول فطوره أيضآ ولم يدور بخلده ماصار من مشاغبات إلا على سؤال أبوه الذي تظاهر بعدم توجيهه لأحد! _هالشلة الله يهديهم ماخلونا نمرح البارح!والمشكلة إنا مانعرفهم لاهالحين! _نظر إليه مصيول بدهشة وفرحته لاتصدق: _يبه أكيد إنهم عيال فلان وفلان!(يبعد الشكه عن نفسه)وهو يقول في نفسه:معقوله مادرى إني معهم؟ياوناسه! _لم يزد أبو مصيول على قول:الله يهديهم ويصلحهم! (وفي نفسه:الله يهديك بس). -خرج أبو مصيول من المنزل تاركآ مصيول يتمتع بحريته مشمولآ بالعفو! -أما مروان فأتجه من غرفة نومه إلى مخزن البيت ليقوم بإصلاح دراجته ذات العجلتين ليستقبل بها عطلة الصيف التي لم يتبقى عليها غير أسبوعي الإختبارات النهائية التي لم يضرب لها مروان حساب! -هذا ماكان من مصيول ومروان أما صياح فشد رحاله مبتعدآ عن قريته العزيزة على قلبه وهو يردد الأبيات الشهيرة التي يحفظها حتى أطفال القرية قبل السن الدراسي: ياصفيط أحبك زمان راح يوم إن جانبك صافن لي واليوم عفتك وسدي باح والبعد عن شوفك أحسن لي عامين أحاول حصاة رزاح عيت من الضلع تنحلي. (عايض بن باين<عصيلان>) وبدأ حياته التجارية الجديدة بمشروع صغير عبارة عن محل تموينات غدائية بالمدينة المنورة وبتمويلآ كاملآ من فيصل وقد نجح مشروعه نجاحآ باهرآ لم يتوقعه حتى هو نفسه،مما شجعه على فتح الفرع الثاني والثالث في مابعد وإنتقاله إلى مدينة الرياض العاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية وإستقراره بجوار أخيه فيصل وحالته المادية الآن جيدة جدآ وأتمنى صعودها إلى الممتازة قريبآ وله إحترامي وتقديري. -عندما جن الليل إجتمع مصيول ومروان بجلسة البقالة وروى مصيول لمروان قصة العفو الكريمة من الوالد الكريم ومروان بدوره روى لمصيول قصة إصلاح الدراجة (من طقطق إلى سلام عليكم) وهذا مثلآ لم أجد له تأويلآ ولاسببآ في جميع الكتب ذات الإختصاص! -أكتمل تعداد شلة البقالة وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث أقبل شخص يدعى شجاع: صاحب اللسان الصامت والخلق السامت والقدم الرامت _اللسان الصامت:قليل الكلام. _الخلق السامت:هاديء الطباع. _القدم الرامت:لايحب الهروب. يتمتع شجاع أيضآ بنظرات حارة لايتجراء على مجابهتها أحد وتفكير نافذ خطير ورد قاسي في أهداء سؤال مهما كانت طبيعته،كان شجاع قد أتى للتو من مجلس الشبة وهذا ماجعله يتمتع بثقة عمياء من والده وبقية رجال القرية فهو يجلس معهم حتى وقت إنتهاء الشبة فيذهب مع أبوه إلى المنزل وأمام أعين أهل الديرة وعندما يخلد الشايب إلى سباته العميق يخرج إلى الشلة،لذلك فمهما فعل من مصائب فهو بريء ولو شهد عليه كل شباب صفيط من أولهم إلى آخرهم لأنه يتمتع بحصانة قوية من مجلس الأمن القروي. -أخذ شجاع مكانه بين الشلة وكأن سكون الليل وهدؤه من ألد الخصام له،وجه لمصيول غمزة بعينه فسرها صاحبه اللبيب بأنها:(إتبعني أنت ومروان)،قام شجاع من الجلسة وتبعه مصيول ومروان بدون أن يشعر بهم أحد،وذهبوا غير بعيد عن أنظار الشلة حتى لايجلبون لأنفسهم الشكوك التي تحاصرهم اصلآ حتى وهم في منازلهم! _رأى شجاع إن مصيول وصاحبه صيدآ ثمينآ لايقدر بثمن لتنفيذ مغامراته البهلوانية دون تحمل آثار إنعكاساتها السلبية التي لايوجد بها أصلآ نسبة 1%إيجابية! _أما مصيول ومروان فكل واحد رأى في نفسة بتوقيت متزامن:إن هذا هو البديل المناسب لصياح وإنهم من اليوم فصاعدآ لن يحتاجوا لشلة البقالة ولالصياح الخائن ماداموا بجانب شجاع الغامض الذي يتمنى كل شاب أن يعرف من أسرار عمره الغامضة سر دقيقة واحدة فقط. -قال شجاع:ياشباب الشلة هذولاء ماعندهم سالفة!مطرفين أنفسهم لدهيم يأخذهم بكل سهوله خصوصآ إن مراقب الليل يوافي دهيم بكل صغيرة وكبيرة وبالذات عن هالجلسة! ولكن شوفوا لنا مكان آمن من هذا! (يتظاهر شجاع بعدم معرفته بمزبنهم السابق ليرى مدى صدقهم معه ولم يعلموا بأنه أعلم منهم به). -أجابه مصيول بسرعة البرق عن المزبن السري لهم ولصياح سابقآ وإرتاح شجاع لتجاوبهم معه فقاموا ليرأى شجاع المزبن وعندما رءآه بدأ على وجهه الإنشراح والسرور. -دخلوا شلة شجاع المزبن بعد هجرآ طويلآ له بسبب الصدمة التي لم يتوقعونها من أعز الناس صياح وكل منهم على يقين إن الزمن لن يمحوا سطور ذكراه الجميلة المنقوشة على السور الذي يسندون عليه ظهورهم وهي عبارة عن بيتين شعريين: (إذا طال الزمان ولم ترؤني فهذا خط يدي فتذكروني يبقى الخط تذكارآ لصاحبه وصاحب الخط تحت الأرض مدفوني). -وكانت الزاوية اليمنى ميدان لسرحان مروان الذي تظاهر سابقآ بعدم إهتمامه بغياب صياح وحس إن المكابر إنتهى وقته وكأنه يقول حزنآ وعتابآ: -إتركني أداوي جروحي بروحي يمكن مع الوقت أقدر أنساك وأرتاح قامت بروق غيوم هجرك تلوحي وسحابة الفرقاء علي رشها طاح ماتشوفك عيوني ولا لصوتك أوحي أصبحت شيء مر في عمري وراح صبرت لين الصمت ضاعف جروحي وأنا أتحرى للفرج منك مفتاح مافادني كثرت صياحي ونوحي ولايرجع اللي راح ونة ولا صياح وحتى لو أكابر و يكبر طموحي لا تحسبني عقب فرقاك مرتاح. (يوسف سالم الرشيدي) -أما الزاوية اليسرى فشهدت حالة السرحان التي قام بتنفيذها مصيول بحزن تتقطع له القلوب. في هذه اللحظات السرحانية كان شجاع قد أخذ نصيب الأسد من هذه السرحات ولكن ليس بجو من الحزن والعتاب بل بجو من الغيرة والحسد لهؤلاء الفتية على صفاء عشرتهم فدخل على خط المواجهه معدومة المبررات ونظر إلى مصيول فتذكر إن بينهم صلة قرابة قوية فصرف نظره إلى مروان وقال: هالحين أنت وكشرتك مسوي لي حزين؟ ليش؟يعني مصيول ماهو مالي عينك ووقفاته بجنبك بالحلوة والمره؟ أنا أصلآ مأقعد مع واحد مايقدر خويه! _وقعت كلمات شجاع على مسامع مصيول ومروان كوقع البرد على الظهر العاري في ليلة من ليال الشتاء الماطرة. _فلم يستطيع مروان تمالك أعصابه قبل أن يوجه لشجاع ضربة جامدة في مجامع أصابعة وقعت بين الخد الأيسر والأنف سقط على إثرها شجاع مغشيآ عليه. _أما مصيول الذي عز عليه سقوط قريبه أمامه فقد ضحى بكل مايربطه بمروان من صداقة وعشرة عمر وسدد له ضربة موجعة على الظهر إستدار بعدها مروان وإستقبل مصيول سحبآ باليد اليسرى ووجه له بركبتة ضربة على المعدة مخلة للتوازن ومخلة للوظائف الهضمية أيضآ جعلت مصيول في وضع إمتداد يتعصر ألمآ فنظر مروان إليهم وهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فقال: الله يلعن الصداقة اللي هذي خاتمتها!وإتجه إلى منزله مسرعآ يحث خطاه. -دخل مروان بيته في حالة ذهول مما رآءه وهو غير مصدقآ لهذا الكابوس الذي جثم على صدره. فهل يعقل إن مصيولآ غدر وضحى بي بهذه السهولة؟ هل هانت عليه عشرة العمر بهالبساطة؟ لم ولن يصدق! صحى شجاع المريض من صرعته ونظر إلى مصيول وهو يتلوى فهب لمساعدته فسانده للنهوض وذهبوا لمنازلهم وهم بين غضب وحسرة،فغضب على هزيمة مروان لهم جميعآ وهم اللي كل واحد مسوي عند الثاني مأحد يقواه،وحسرة من قبل مصيول فقط لأنه عرف إن شجاع منافق وكذاب أشر ولكن الآن لاتنفع الحسرة لأنه وقع الفاس بالراس وضاع منه مروان مثل ماضاع صياح. |
ابداع عبسي
(5)
_تميز خاص بحصول الحلقة الرابعة على نسبة91%وعدد الأصوات المرشحة17صوت. _حفاظآ على تناسق الحلقات بشكل جيد فقد حددت كل حلقة في13 كيلو بايت. -من الصعوبة أن تطالب شخص ما بأن يفقه حديثك فيما أنت تتحدث أصلآ بلغة غير مفهومه. _أنت في هذه الحالة كمن يسأل أحدهم عن أطراف النزاع في دارفور فيما هو لايستطيع تحديد موقعها على الخريطة!. (صالح الشيحي<الوطن>) هل ينطبق هذا المقال على حالكم أيها القراء الأعزاء مع كاتبكم المجهول؟ فقد بلغني إن أحد كبار السن في قرية صفيط يقول: حسبي الله على من ظلمنا! (يعني من كتب عنا هذه الرواية) فهل ظلمتكم حقآ؟ هل هذا ظنكم بي؟ أطمئنوا فليس فيكم إلا مايرفع رؤوسكم ذكره وهذا ماأريد كتابته عنكم بإذن الله! وإن أخطأت فخذوا بيدي للصواب فكلنا خطاؤن وخير الخطاؤن التوابون. -إستيقظ مصيول ذات يوم فضاقت به الأرض بمارحبت فذهب لمروان في منزله وتعذر له ولكنه صدمه بإعراضه وعناده فمروان كان يريد من عناده العتاب ولكن مصيول كبرت في نفسه هذه الصدة من مروان ودخل الشيطان بينهما على الخط الساخن فقال مصيول: أوريك يامروان والله لأخليك تندم على كل ماسويت! فنظر إليه مروان وقال: اللي ماتسويه بيديك سوه برجليك! وأعلى مابخيلك أركبه! فرجع مصيول ليجمع شلته على مروان لكنه تذكر إن ماعنده خوي ألا مروان الذي أصبح عدوآ لدودآ وشجاع الذي دخل بحياتهم فأفسدها كما يفسد الخل العسل فقال مصيول:والله مروان ماني محرزله(لاأستطيع هزيمته) ولكن خلني أستشير شجاع يمكن يفزع معي! (كان شجاع يريد أن يكون مستشارآ عظيمآ لمصيول ومروان وإذا إنتهى من تنفيذ مخططاته يفرق بينهم لكن الغيرة والحسد أعمته وجعلته يستعجل بتفريقهم)! ذهب إليه مصيول وأبلغه إنه يريد أن يبيعها مع مروان هذا اللي شايف نفسه،وصارحه بأنه لايقدر عليه بدون فزعة من أحد،فأوما شجاع برأسه ومسح الشنبات اللي ماطلعت إلى الآن ولكن تقليدآ للشلة وقال: إسمع يامصيول والله وأنا أخوك إن كل الشلة يغارون مني ولويدرون عن الهوشة فزعوا مع مروان ضدنا وخسرنا الجولة ولكن مالنا ألا الذيب الأمعط(مستور)راعي العوشزي!نكلمه بكره بالمدرسة على شان يقول لأهله يوم الربوع(الأربعاء)يجون مسيرين ونواعد مروان بالشرات(طلح الوادي)ونباغته بمستور على شان مايجمع شلته وندق خشمه! _تلقى مصيول النصيحة وبدأ بتنفيذها فورآ. في صباح الغد الباكر إتجه مصيول إلى المدرسة مبكرآ على غير عادته وجلس ينتظر نقل العوشزي بفارغ الصبر. (العوشزي:قرية تقع شمال غرب قرية صفيط على بعد17 كيلومتر تقريبآ يربطهما طريقين صحراويين وعرين أحدهم طريق<ضال> والثاني طريق<المحضارة> وتقع قرية العوشزي على الطريق المؤدية <للمطاق> وعلى ضفة <وادي المخروق> الشرقية أول من إستلم إمارتها الأمير عالي بن عوض الرفادان وقد وافته المنيه إثر سكتة قلبية وإستلم إماراتها بعده أخيه شافي بن عوض الرفادان) _ضال:وادي قديم كانت تقطنه اليهود إلى أن طردهم منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يسمى قديمآ وادي ثال. _المحضارة:تلعة تخترق دشة الجرو من الشرق إلى الغرب وتقسمها نصفين جنوبي وشمالي وطولها3.8كيلومتر تقريبآ. _المطاق:مزارع للمهامزة من قبيلة بني رشيد تعتمد في ريئها على آبار إرتوازية وتقع على حافة الطرف الشرقي من حرة بني رشيد. _وادي المخروق:وادي يبدأ من حرة فدك ويمتد إلى أن يختلط بوادي الرمة وتقع على جوانبه قرى قبيلة بني رشيد. فدك:كانت تقطنها اليهود بالإضافة لخيبر إلى أن طردهم منها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتعرف الآن بالحائط والحويط وتشتهر بالعيون الجارية والواحات المكتظة بالنخيل وعيون الحويط مازالت حية إلى اليوم أما عيون الحائط فقد توقفت بسبب الآبار الأرتوازيه التي تسببت في نضوب مخزونها المائي وتعرف فدك بعاصمة عبس من قديم الزمان. -نعود إلى مصيول فماهي إلا فترة وجيزة حتى وصل النقل المدرسي بقيادة الكابتن متعب الشويلعي فتلقاهم مصيول بفرحة غامرة ونزل الطلاب الواحد تلو الآخر ومصيول يقلب عيونه بين هذا وذاك بحثآ عن الذئب الأمعط مستور فنزل مستور يفرك عيونه فسحبه مصيول إلى الجانب وحدثه بالسر العظيم فأشار عليه مستور بأن يكلموا مروان بوقت الفسحة ليواعدوه يوم الأربعاء العصر فهي فرصة مستور ليبين لمروان وعلى رؤوس الأشهاد إنه الأقوى بين الجميع ولكن مصيول أراد أن يجعلها سرآ حتى يباغتون مروان لوحده ويشفون به غليلهم. إنتهى اليوم الدراسي الممل ومصيول على أحر من الجمر بأنتظار يوم الأربعاء ونقل الخبر لشجاع ليضع عليه لمساته الأخيرة ويحسم الأمر فقال شجاع:إيه هذا العلم! فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدى أتى يوم الأربعاء لهم بخيره وشره وإنقضاء يومهم المدرسي وإتجه طلبة العوشزي وماجاورها من القرى لأهاليهم وعندما وصل مستور إلى البيت طار بحلق أبيه كالشيطان وتوسل إليه بأن يذهب بهم اليوم إلى صفيط مع جميع العائلة لزيارة أجداده فما كان أمام أبيه إلا أن يرضخ لأمره فأتجهوا إلى صفيط وقبل أن يتوقفوا عند البيت رأى الشلة جالسين أمام بيت جده بإنتظاره فزادت الشجاعة في قلب مستور وعندما ترجل من السيارة نسى أجداده وذهب مسرعآ مع الشلة إلى بيت مروان ليهددوا مروان بمستور الشجاع العظيم وكان مروان قد جاءه النذير وأخبره بمايحاك له من وراءه فجمع شلته إحتياطآ وعندما وصله مصيول وأعوانه قالوا له:إذا أنت رجال إطلع لنا بالوادي نبي نشوف فعلك! فأجابهم بهداوه:خلاص روحوا وألحقكم! فدب الرعب في قلب مصيول وأعوانه عندما رأو ثقة مروان بنفسه فذهبوا وماهي إلا دقائق حتى أقبل عليهم مروان محاطآ بشلة لم يتوقعوا فزعتهم معه ولكنهم تذكروا إن بينهم وبين هذه الشلة ثأر قديم إعتقدوا إنه زال منذ وقت طويل فشلت قواهم وكأن الأرض بلعت أرجلهم فألتفتوا إلى مستور فرأو علامات التحمس على وجهه فأستعادوا ثقتهم وتقدم إليهم مروان وقال:إسمعوا ياشباب أنتم غدرتوا بي قبل فترة وجاكم حققكم مني واليوم غدرتوا بي ثاني مرة ومعكم إلى الآن إتركوني وأترككم. فقالوا:ليش ذليت يوم شفت مستور؟ فزادت الشجاعة عند مستور عندما رأى إعتمادهم عليه،وقال مروان:ماهو أنا اللي يذل وإذا أنتم صادقين خلوا مستور ينزل لي لحاله وأنا لحالي! فأرتفع صوت الجماهير المروانية: ليسقط المصيوليون! ليسقط المصيوليون! فردت الجماهير المصيولية(ماغير إثنين ياحسرة): ليسقط المروانيون! ليسقط المروانيون! فنزل مروان ونزل مستور وكل منهم يستدرج الآخر ويتحين الفرصة المناسبة فكان مروان مشهورآ بضرباته البطنية القاتلة التي سدد لمستور إحداهما برجله اليمنى فوقعت على فم المعدة أسفل النتوء الخنجري بين ضلوع القفص الصدري الأمامية فر بعدها مستور باغقآ(يصيح بصوت متحشرج)تدور به الأرض وقد أخذ على نفسه عهدآ بعدم التعرض لمروان مهما فعل. خاب ظن مصيول وشجاع بفارسهم(اللي جايبينه طلبية) وإنتفض مروان فرحآ بالنصر وكبرياءآ أمام أعدائه المهزومين وألتفت إلى أعوانه فحيوه بقولهم: ليسقط المصيوليون! ليعيش المروانيون! إنتفخ راس مروان ومشى يتباهى بين أقرانه كالملك يوم إستلام العرش ولباس التاج. أما مصيول فصكت الدنيا أبوابها في وجهه وضاق الفضاء في عينه وأمسى حزينآ تحيط به أعدائه من كل جانب فقد أصبح وحيدآ بلا صاحب ولاحبيب وحس بتأنيب الضمير تجاه صديق عمره صياح الذي إنسحب من حياتهم بهدوء ولم يتسبب لهم بالمتاعب فمن أين جاءت هذه المتاعب والمصائب إلا منك يامصيول! ياوجه القشر! أخذ مصيول يفكر جديآ بإعادة علاقته بمروان فقد أيقن إيقانآ تامآ بإنه لاغنى له عن مروان مهما كان وهويعلم جيدآ إن مروان ماأخطاء بحقه بل العكس صحيح! أو لعله آمن بالمثل القائل: رأس ماتقواه صاحبه. ولكن كيف؟ومتى؟ ولايكون مروان حصل أصدقاء مناسبين من الشلة وطنشه؟ ففي ظل هذه التطورات كل شيء ممكن وجائز! ولكن الحزن المخيم على قلبه بسبب فراق صياح جعل تفكيره محدودا بمروان بعض الشيء مقارنة بصياح الذي عرف اليوم إنه صاحب وافي بعد ماكان يتهمه بالخيانة وينعته بها! وأخذ يتوجد عليه ولسان حاله يقول: ياوجودي كل مادقت الساعة عشر وجد صدام العراقي على حكم العراق ليلة مرت على حالته ليلة قشر ماكسب من بعدها ألا الخسائر والفراق يوم قتل عدي وقصي والثالث دشر والحبيبة ساجده لانشاز ولا طلاق مر جحر العنكبوته وشافه وإنحشر ماله ألامسقط الرأس يوم الشعب باق صارجحره وسط تكريت ماكنه بشر ديرة ماحاش تاريخها غير النفاق جاه طارق معتدي عقب ماكانوا خشر خربت النيات بدري وخرب الإتفاق قابله بالجحر واللي معه خمسة عشر شاف شكله وإعترف به وفيه الجحر ضاق طلعوه بصورة موحشه ماتنشر آكل له حفنة تراب ودموعه سباق السياسة فاشلة والكلام أصبح فشر والنتيجة كلها مايساوي له طراق كل ماقالوا له إفتح فمك صد وكشر حلقة اللحية وبان السواد من البهاق أسقطوا حكمه وراحت بلاده بع وإشر بين سرق ونهب ودموع جرحى وإختناق صار للعدوان تفاحتين بلا قشر باق حزبه والحبيبة بعيد من النطاق وضعنا أصبح كذا وأنت شاور وإستشر الحلاوة غالية والمرارة ماتذاق. (فرحان بن منصور) هذه حال مصيول بعد المعركة أما شجاع فكان يحضر لحياكة الخطة القادمة ليزيد بها الموقف تلهبآ فهو على الأقل حصل على شيء يلهي نفسه فيه و يقضي به الوقت الممل. |
ابداع عبسي
(6)
عزيزي القاريء إختصارآ للوقت والجهد وحرصآ على راحتكم فقد أصبحت حلقات مذكرات مراهقين في متناول اليد على منتديات<موون لايت>و<همس الغلاء> الإلكتروني. للمعلومية:-القصة واقعية وجميع شخصياتها بأسماء مستعارة وهم من أقرب وأعز الناس إلي. -الذئب الأمعط مازال مصرآ على الإحتفاظ بلقبه رغم الهزيمة النكراء التي مني بها ولو إنه أخذ على نفسه عهدآ بعدم التعرض لمروان. أما مروان الذي لم يأتي له الوقت على مايشتهي فكان عناد حظه له بالعكس تمامآ لنيته الصافية وقلبه الطيب وأخذ مروان نصيبه من الحزن على صياح عندما حس بالوحده ووقف حائرآ ونظراته التائهة تهمس: يارفيقي مابقاء بالحيل حيل من بعد ذاك الرفيق اللي رحل عودة الماضي تسمى مستحيل وماحصل ياصاحبي والله حصل أعلن الفرقاءوأنا أعلنت الرحيل وكل منا صار من ضيق بملل (محمد شعيب المنزل) وبعد أن عاد إلى البيت أخذت أمواج الفرح والحزن تتلاطم في نفسه،فرحآبالأنتصار العظيم الذي غير مجرى حياته وجعل الشلة تهابه وتحسب له ألف حساب،وحزنآ على وحدته الموحشة التي إستنتجها بعد عمر طويل من تجارب الصداقات الفاشلة التي هذا آخرها. أخذ شجاع ينسج سيناريو المعركة القادمة والتي رأى هذه المرة ضرورة المشاركة فيها ميدانيآ لعل الحظ يجعله قياديآ بارزآ في المعارك الشلية المستقبلية وذهب إلى مصيول وشاوره في معركة قوية تدخل ضمنها تحالفات خارجية يسترجعون فيها هيبتهم المسلوبة ويردون بها إعتبارهم،فكان التردد واضحآ جليآ على وجه مصيول لكن شجاع إستطاع إقناع مصيول وبعد كثرة الإلحاح حظي بالموافقة المصيولية التي لم تزيد عن هزة بالرأس تشير إلى الإيجاب قام بعدها شجاع بجولة سريعة لتحسين العلاقات المتوترة أو الفاترة منذ عهد مع بعض الشلة المحددة مسبقآ تجهزآ لتجميع القوة الكافئة لمجابهة القوات المروانية لوضع معركة حاسمة تفصل بينهم،وقد كسب من هذه الجولة تعاطف الكثير فمنهم من أكتفى بالتعاطف فقط ومنهم من أعلن تأييده ودعمه له ومنهم من أبدى إستعداده للمشاركة الميدانية مع قوات شجاع جنبآ إلى جنب مما عزز موقفه وأدخل السرور لنفسه. إكتمل تعداد قوات شجاع ومجموعها الكلي أربعه هم شجاع ومصيول وإثنين مستجدين(حديثي التسجيل أوالدخول)وهم إبراهيم وعبدالعزيز،فوظيفة شجاع بينهم هي القيادة الميدانية وإعطاء الأوامر ومصيول وإبراهيم المهام القتالية المباشرة بينما عبدالعزيز يكتفي بالمراقبة الخارجية وعندما يرأى دعمآ لقوات العدو يقوم بإبلاغ شجاع بالخطر المحيط بالإضافة إلى المهام الإسعافية حيث يحمل بين يديه جركل(Galon)مليئآ بالماء يقوم برشه على كل من تحدثه نفسه بالصرع أو الإغماء أثناء المعركة أما بعدها فكل واحد ينقذونه أهله عند إبلاغهم من قبل عبدالعزيز الذي يتحول عملة بعد المعركة فورآ إلى فرقة أو دورية نجدة تنحصر مهامها في إبلاغ أهل المصاب فقط وعدم المشاركة في إنقاذه. أما مروان فقد إلتف حولة عددآ لايستهان به من الجيوش الشلية المتفانية والمتمرسه في القتال يساعدها في ذلك الظروف المحيطة من الإختلاف في وجهات النظر داخل المدرسة بعدما تتطور إلى نقاش ثم جدال حاد يتحول من كلمات إلى لكمات عبارة عن هوشة تشارك فيها مجموعة من الطلاب ليست بقليلة،وكان عدد قوات مروان آنذاك سته وهم مروان القائد الأعلى للقوات المروانية وعبدالله متخصص الخدع الحربية والذي يرأى في نفسه إنه قادر على مقابلة الشلة مهما بلغ عددها مما جعل بقية الشلة الأربعة يقتصر عملهم على مراقبة التطورات كقوة إحتياطية تتدخل عند الضرورة فقط. بين صلاة العصر والمغرب إلتقى الجمعان في وادي صفيط وتحديدآ في منخفض الوادي الذي تتباعد فيه أطرافه وأسفل من مباني القرية ذات الطراز المعماري الثالث في العهد السعودي حيث:- _الأول:الطراز الطيني. _الثاني:الطراز الطابوقي. (الطابوق=مستطيل لاتوجد فيه تجويفات) _الثالث:الطراز البلكي. (البلك:مستطيل مقسم إلى إثنين أو ثلاثة تجويفات مكعبة) هل هذه المعلومات جديدة عليكم؟ هل إندهشتم؟ نعم أعلم بذلك! كما أعلم إنه لايفرق بين البلك والطابوق إلا القليل منكم! تواجهت القوات المروانية والقوات المصيولية وجهآ لوجه وبدأت المناوشات والمناورات والتراشقات وأختلط الحابل بالنابل فهذه حصاة طائشة تبحث عن رأس عاري لتستقر فيه! وهذا قوطيآ(علبة معدنية تستخدم عادة للتعليب الغذائي)طائرآ ينتظر سقوطه أرضآ لإدخال الرعب في قلوب القوم عند إحداثه لصوت الإصطدام بالأرض! إشتد وطيس المعركة وزاد لهيبها فأنقض مصيول وإبراهيم وأمسك كل منهم بإحدى يدي عبدالله الذي يكبرهم سنآ بقليل،فشد الأول وشد الثاني بكل ماؤوتوا من قوة،لكن حيلة عبدالله كانت لهم بالمرصاد تساعده خبرته القتاليه الطويلة فسحب مصيول بيده اليمنى وإبراهيم بيده اليسرى وجعلهم يصطدمون في بعض وجهآ لوجه،صدمة جعلت دمائهم تسيل! تخالطها دموعهم بحسرة وعويل! أما مروان فقد تشابك مع شجاع إشتباكآ حذرآ كانت آثاره مشخات(جروحآ بسيطه من الدرجة الثالثة لاتتعدى الجلد) بسيطة! إنتهى بسرعة وأطلق كل منهم صاحبه. إلتفت شجاع إلى قواته فرأى مصيول وإبراهيم مضرخين بدمائهم وعبدالله موليآ أمامه فتناول قوطيآ معفطآ ورمى به عبدالله فوقع على رأسه من خلف ففلقة وفر هاربآ أيضآ وقد بلغني إن مكان الفلقة باقيآ في رأسه إلى اليوم أما رفاقه الآخرين فهربوا إتباعآ لعبدالله لأنه مابعده جلسة وإتجه كل منهم لمنزله يضمد جراحه وإنتهت بذلك المعركة الثانية من معارك المصيوليون والمروانيون! -توترت العلاقات بين مصيول وصديق عمره سعود الذي يرأى إن مروان عدوآ لدودآ له بسبب هوشاتهم المعتادة دائمآ ولكن الحال تغير اليوم فأصبح الصديق عدوآ والعدو صديقآ ورأى سعود بتفكيره السياسي أن يستغل الظروف لصالحه فذهب إلى مروان وطلب منه الصلح لعله يصبح حلفآ في مابعد وقال إن مافات مات ويجب أن تعود المياة إلى مجاريها،لكن مروان لم يجبه بحرف واحد مكتفيآ بتوجيه نظرة حادة له تفيد بعد الإعراب بالإبتعاد ومن الأفضل ترك الأمور على ماهي عليه، فعاد سعود أدراجه إلى شلته ليستشيرهم في موضوع مصيول وهل يجب قتاله الآن أو بعد مراضاة مروان فأشاروا عليه بالإستعانه بمروان لأن مصيول الآن عدوآ مشتركآ لهم وعرضوا عليه وساطتهم فرضى بها وذهبوا فورآ إلى مروان وطلبوا منه الفزعة ومروان بدوره رحب بوساطتهم وأبدى سروره بها لكن في نفسه عزت عليه صداقة مصيول رغم المعارك الطاحنة التي خاضوها وما إن ولوا الأدبار حتى ذهب إلى مصيول وأخبره بمايجري وقال إنه سيتقدم في صف سعود وسيظهر له الولاء ويخفي له العداء ولن يكون له بالفعل ظهيرآ،فما كان من مصيول إلا أن قام وشكره على معلوماته الإستخباراتية الثمينة ورجع مروان بعد ذلك إلى منزله بإنتظار إقبال الشلة وبعد صلاة العصر جاءه سعود يقود شلته فذهبوا إلى موقع المعركة السابقة ليباغتوا مصيول ومن رماه نصيبه معه في تلك الساعة المشؤمة وعندما أقبلوا على بيت مصيول تفاجئوا به واقفآ بإنتظارهم على أكمل إستعداد وبجانبه عبدالعزيز وشجاع أما إبراهيم فقد إلتحق بصفوف القوات السعودية(نسبة لسعود وليس للدولة السعودية)تحت قيادة سعود وبإشراف مروان الذي أدلى بكل معلومة صغيرة و كبيرة لمصيول إنتقامآ من سعود الذي أتت به الأيام إليه وبدون أن يعلم سعود عن ذلك ولو إنه لم يصل إلى مرحلة الثقة النهائية بمروان! زلزلت أقدام سعود وأصحابه وقام شجاع وأمر مصيول وعبدالعزيز بالإشتباك مع القوم وأن يتركوا له مروان حيث إنه أراد أن يختبر صدقة من عدمه بالتفرغ له ومراقبته مراقبة دقيقة وكيف يتصرف أثناء المعركة،نفذ مصيول وعبدالعزيز ماأمرهم به شجاع وإشتبكوا مع سعود وأعوانه أما شجاع ومروان فتقابلوا وبما إن كل منهم لايريد إيذاء الآخر فقد أخذوا يتفرجون على مايدور بين أعوانهم ولم يحركوا ساكنآ بل إكتفوا بتبادل الإبتسامات والتحديق في أعوانهم الذين إنفضوا عن بعضهم وإنسحبت قوات سعود إلى ساتر جداري لتحتمي به فربما أدرك سعود خيانة مروان ورأى أن ينسحب ويقاتلهم من ورى جدار،عندما إحتمت قوات سعود بالجدار أطل أحد أعوانه المقاريد إطلالة إستكشافية وإحتفت بطلته الميمونة حصاة طائرة قذفتها يد مصيول بسرعة جنونية إستقرت بخده الأيمن تحت العين فر بعدها مسرعآ يصيح من شدة الألم وقد تبعته كل القوة هاربة وهي لاتعلم بالذي جرى لفردها الهارب! ألم تسألوا أنفسكم أين ذهب مروان؟ لقد تخلف عن مسيرة أصحابه وجلس يتحدث مع شجاع وشلته وكأن شيئآ لم يكن! ولوإن في نفوسهم شيئآ من الماضي المؤلم الذي جعلهم يتحدثون بحذر وعدم ثقة! -إستمرت العطلة الصيفية بملل وفتور شديد وسارت الأمور على مايرام وبدأ مروان ومصيول يجتمعون إجتماعات تقليدية تغلب عليها البرودة فقد تحولت عداوتهم إلى غيرة فقط فمن صداقة إلى عداوة ومن عداوة إلى غيرة ومن غيرة إلى ماذا؟ (ستعرفون ذلك في الوقت المناسب). |
ابداع عبسي
(7)
-أعزائي القراء أبارك لحائل وأهالي حائل الزيارة الميمونة لملك القلوب الملك عبدالله وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم والتي ستبقى تاج على رؤوسنا ووسام على صدورنا نفخر وتفخر بها حائل على مدى الأجيال القادمة ومما زادني فخرآ تشرفي بمقابلة خادم الحرمين الشريفين ضمن وفد عبس الذين تشرفوا بالسلام عليه وبهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا يشرفني أن أزف لكم الحلقة السابعة من قلب مضارب عبس من أرض حاتم الطائي وعنترة العبسي من أرض عروس الشمال الغالية وتحديدآ من قرية صفيط. -أقبلت إختبارات الدور الثاني وطرقت الأبواب وإستعد مروان الذي يحمل مادتين ومصيول الذي يحمل ست مواد لها،حيث إن مروان أخذ على نفسه عهد بأن ينجح هذه السنة وفي أحد الأيام إلتقوا الشلة ليلآ وتواعدوا للمذاكرة الجماعية غدآ،ذهب مصيول في اليوم التالي لبيت مروان وبدأوا في المذاكرة ولم يستمروا طويلآ حيث رأوا إن الخروج وتغيير الجو سيساعدهم على المذاكرة شيئآ ما،خرجوا من المنزل وأخذوا يتحدثون ولم يعلموا إلا وهم يتسلقون جبل السمراء التي جلسوا في منتصفها مستظلين بظلالها يتأملون قريتهم بمبانيها وشوارعها ومحلاتها التجارية ومدرستها التي يرفرف فوقها العلم السعودي حاملآ كلمة التوحيد والإخلاص(لاإلاه إلا الله محمدآ رسول الله) ومركز إمارتها البارز بلوحته الخضراء المزينة بكتابة بيضاء عبارة عن: (المملكة العربية السعودية وزارة الداخلية إمارة منطقة حائل مركز إمارة صفيط) كان مروان و مصيول يتذكرون صديق عمرهم العزيز صياح الذي كثيرآ ماجلس معهم في جبل السمراء في هذا المكان أو في قمتها أو في مكان آخر منها فتذكره مروان بحزن ويأس من رجوعه وهو ينشد هذه الأبيات: ضيعت هقواتي وضاع إعتباري يارب غفرانك ولطفك وحسناك يارب بين يديك بان إنكساري راجيك تغفرلي وترزقني رضاك يأغلى العرب مالك مع الناس طاري وأنا ثلاث سنين عايش برجواك تراك دمي بالشرايين جاري وش لون تتخيل حياتي بلياك ياهيه مأنت بحال راجيك داري يومه يقرب وأنت لاهي بدنياك آخر رسالة لك وهذا قراري راحت ثلاث سنين وأنا أترجاك رجيت مرجاعك وطال إنتظاري وأبقعد ليوم الرحيل أتحراك أما تعود وتنطفي فيك ناري ولا تروح وبجنة الخلد لقياك. (يوسف سالم الرشيدي) فأجابه مصيول: ليلة خميس وللزعل حان الإذان وغنت على صوت العصافير فرقاء عساه مايبخل على القلب نسيان يسقيه لين عروقه تصير غرقاء. (حامد زيدان) كان صياح يكبرهم بأربع سنوات وقد رحل وهو يرأى في نفسه إنهم حاقدين عليه ولكن كان كل شيء في حياة صياح يحس إنه يذكره بهم وخصوصآ عندما تعرف على أحد الموظفين في شركته يدعى خالد وكان خالد محبآ للعمل مجتهدآ فيه مما جعل صياح يزداد كل يوم إعجابآ فيه إلى أن جعله صديقآ مقربآ يصارحه في أدق أسراره وكل مارأى خالد تذكر أصدقائه الأعزاء شاديآ بحزن: عزاه يادمع على الخد همال بأسباب فرقاهم على الخد سايل دارت ليال بعد فرقاهم طوال وأقفوا ولاجت من طرفهم رسايل لامر طاريهم وأنا سائح البال هلت دموعي فوق خدي همايل واليوم صدوا صدة مالها فال يالله عساها ماتجيهم عوايل. (محمد بن شعيب المنزل) في هذه اللحظات كانت المذاكرة بالنسبة لمصيول أصعب من منال المحال لكن (لايستطيع أن يدفعك للقمة إلا شخص واحد هو خصمك) وهذا مادفع مصيول للتميز بالمذاكرة هذه المرة وعمل المستحيل فهو لايبحث عن مستقبل زاهر أو شهرة واسعة الأفاق بل غيرة من مروان الذي أقبل على الدراسة بشكل منقطع النظير! لم ينحل مصيول ورفيقة من السمراء إلا وقد أنهوا جزءآ لاباس به من مناهجهم الدراسية التي دخل عليها جوآ من الغيرة الإيجابية بغياب شجاع الذي لو كان موجودآ لجعلها غيرة سلبية عدائية،وقد ساعدتهم هذه الغيرة على إيجاد روح دراسية تنافسية شريفة تساعدهم على النجاح ونتمنى دوامها! بدأت إختبارات الدور الثاني ودخلوها بحماس وثقة بالنفس وإستطاعوا النجاح الميؤس منه طبعآ لتبدأ فرحة طال إنتظارها ويحتفلوا بنجاحهم على طريقتهم الخاصة حيث بحثوا أولآ عن من يشاركهم فرحتهم بالنجاح فلم يجدوا إلا بندر وعناد وعزموهم على الغداء غدآ في<الدميكا>. (الدميكا:هضبة صخرية حمراء تقع جنوب قرية صفيط على بعد 700 متر ويوجد بها <زحليقة>طبيعية منذ القدم ويقع مسجد العيد في سفحها الشمالي). ذهب الشلة لبيوتهم وأخذوا يعدون العدة لمناسبة نجاحهم وقال مصيول:أنا علي الدجاج والرز والبهارات وأنت عليك الطاسة<قدر الطبخ>والماء! إتفق الشلة وتواعدوا غدآ في بداية النهار،صحوا من نومهم قبل أن تغرد العصافير وأخذ كل منهم عزبته<متطلبات الكشتة>فوق سلة دراجته وإتجهوا لضيوف الشرف عناد وبندر،فلما وصلوا بيت بندر وجدوا عناد عنده يستعرض بالشارع الذي أمام بيته ولعدم وجود دراجة لبندر فقد حمله مصيول فوق السلة الخلفية معلقآ تحت سيقانه كيسآ توجد به دجاجتين من حسن حظهن إنهن ماتن قبل أن يعرفن فيروس إنفلونزا الطيور ولكن من سوء الطالع إن من يأكلهن مصيول ومروان! إتجهوا إلى هضبة الدميكاء غير مسرعين وبينما هم بالطريق لحق بهم شجاع صاحب أكبر دراجة على مستوى صفيط بحجم 24 وهذا مازاد كبرياءه كبرياءآ ولكن عقدته إن أرجله لاتصل الدعاسات إلا بالقوة وهو ماحطمه شيء ما! لحق بهم شجاع وعاتبهم على تجاهلهم له وعدم دعوته لكنهم إلتمسوا له عذرآ لم يتردد في قبوله لأنه يريد أي عذر،ذهبوا للهضبة جميعآ مسرعين ومروا أولآ بالزحليقة ولعبوا حتى إكتفوا ثم غيروا مكانهم وجمعوا حطبآ وأشعلوا نارهم وطبخوا وجبتهم وعندما أوشكت على النضوج وإذا بأبو بندر قد داهمهم فهربوا عند رؤيته وتركوا دراجاتهم تواسي قدرهم المنكوب فنزل أبوبندر من سيارته وقام بحمل جميع الدراجات في صندوق سيارته لنقلها إلى بيته وحجزها هناك وأخذ حصاة كبيرة الحجم وأنزلها على القدر فإنطبق غطائه على بقيتة لكن شجاع إقترب من السيارة وعندما تحرك أبو بندر بسيارته قفز شجاع في صندوقها ورمى جميع الدراجات أرضآ دون أن يعلم أبا بندر الذي وصل الغضب عنده إلى قمته ولكن حدوث الإنزال الشبيه لدرجة كبيرة بما نشاهده بأفلام الوثائق التاريخية عن الإنزال العسكري الجوي في حالة الحروب كانت له مضاعفات كثيرة منها إن أحد عجلات دراجة عناد عند إنزالها وإصطدامها بالأرض بنشرت، قفز شجاع من صندوق السيارة فجمع الدراجات وعاد بها لمكان القدر وعند وصوله لم يجد إلا مروان أما بقية الشلة فقد أكملوا فرارهم وإستمر أبو بندر بمطاردة فلولهم يساعدهم في التخفي عنه قصر نظره. جلس شجاع وجلس مروان بجانبه وهم ينظرون إلى دراجاتهم وقدرهم بحزن،قال شجاع:يارجال خلنا نتغداء وبعدين نمشي! نظر إليه مروان وإستجاب لأمره وقام بفتح غطاء القدر حيث لاقى بعض الصعوبة في فتحه،تناولوا وجبتهم اللذيذة بنهم وحذر خوفآ من عودة أبو بندر،إنتهى شجاع ومروان من غدائهم وأشار مروان على شجاع بإصلاح دراجة عناد في موقع الحدث لتسهل عليهم قيادتها لأنها بقيت بدون سائق فأمتثل شجاع لأمره وقاموا بفك العجلة ورقعها وتركيبها وأخذ مروان يقود دراجته بيده اليمنى ودراجة عناد بيساره وشجاع يقود دراجته بيمينه ودراجة مصيول بيسارة وإتجهوا للقرية ودخلوها فكان أول من صادفهم هو عناد فأخبروه بنبأ دراجته وخبر إصلاحها فأتهمهم بتعمد تعطيلها حتى تصبح غير سريعة! إنصدموا من التهمة الغير متوقعه ولكنهم لم يلقوا لها بالآ. إتجهوا بعد عناد إلى بيت مصيول وسلموه دراجته ورجع كل منهم لبيته معلنين بذلك نهاية كشتة حزينة لكنها ممتعة! **أصبح صياح يدير مجلس إدارة شركته المتواضعة وكان خالد من أعز أصدقائه المقربين وعلاقتهم تتطور كل يوم إلى الأفضل،إلى أن سلمه صياح أكثر المهام الإدارية وبعد فترة لاحظ صياح تغير خالد الذي ساءت نفسيته وقل إنتاجه العملي فطلبه صياح في مكتبه الخاص وسأله عن هذا التغير المفاجيء الذي طراء عليه وطلب منه أن يجاوبه بصراحة وبدون مجاملات،بداية تردد خالد ولكن إلحاح صياح أخذ يحاصره فأجابه خالد بصوت حزين وقال:أنا ياصياح لي قصة طويلة عشتها منذ الطفولة مع بنت عم لي تسمى ندى وكان بيتنا في جوار بيت أبيها وكنت أحلم بأن تكون زوجة المستقبل على سنة الله ورسوله وأحسست إنها تبادلني نفس الشعور ولكن مع الأيام توفت والدتها وتزوج أبوها بأخرى فتبدلت الحال وضاق المجال فقد كرهتني خالتها كرهآ شديدآ لا أعرف له سببآ وقد تطورت القصة إلى أن وصلت القضية إلى تحريض عمي علي وكان يحبها حبآ عظيمآ ولايستطيع أن يعصي لها أمرآ،كنت قبل ذلك أحظى بتقدير عمي الذي يميزني به بين أخواني وأبناء عمومتي أما الآن فإنه لايطيق رؤيتي، وأحترت في أمري وأنقطعت أخبار ندى عني فلا أعلم هل هي على ماعهدتها عليه؟أم إنه غيرها ماغير أبيها وأصبحت تكرهني! فالأمل عندي مفقود! وأرسلت لها رسائل لم تحظى بالردود! فياليت شعري هل ندى ستعود! -فإلتفت إليه صياح وقد أدرك حجم معاناة صديقه وقال له: إسمع ياخالد لاتشيل هم وأنا أخوك وإعتبرني ذراعك الأيمن واللي تبيه لازم يصير! إن بغيته بجاه رجال! وإن بغيته بخشم ريال! أهم شيء ريح بالك وأنا أخوك! -نظر إليه خالد الذي لم يتوقع إن ردة فعل صياح ستكون بهذه الأهمية وقال: ياصياح أنا مأبي أتعبك معي وأدخلك في مشاكلي العائلية! وأنا مالاحقني فيك شك وأنا أخوك! |
ابداع عبسي
(8)
أحدثت الرواية صدى قوي بعد نزول الحلقة السابعة في كل المناطق ولكن القصيم إحتلت المرتبة الأولى تليها حائل ثم الشرقية ثم الرياض! فتحياتي وتقديري لكل الجماهير! وتحية خاصة لأبناء القصيم! كما أشكر كل من قاموا بمراسلتي سواءآ على الإيميل أو على الجوال وأخص بالشكر أبو الوليد من الكلية الحربية! -حصول الحلقة السابعة على نسبة84%وعدد الأصوات المرشحة21صوت وهي بنظري نسبة لاباس بها. **نظر صياح إلى خالد قائلآ: إن مانفعتك الآن متى أبنفعك؟ ولكن أنت متأكد إن ندى موافقة عليك؟ومازالت إلى الآن؟ خالد:من ناحية الموافقة أكيد أما إلى الآن والله مدري ياصياح! صياح: إذا هي باقية على حبها لك ستتصل بك أو راح تصلك بأي طريقة! أما إذا هي متغيرة عليك مثل أبوها فلاتذكر من نساك وتقوم تطرد وراه! إقتنع خالد بنصيحة صياح ولو إنه بدأ عليه التفكير العميق والسرحان ولعله كان يفكر هل ندى تناسته أم لا؟ **بعد غروب الشمس زمانآ! وفي المزبن العتيق مكانآ! إجتمعت الشلة الزاحفة المكونة من شجاع وأعوانه(مروان، مصيول،عبدالعزيز)ذات يوم وهم يتذكرون كشتتهم المنكوبة بضحك هستيري وتعليق ساخر. -قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن أصناف الناس أربعة كالتالي: منهم من يدري ويدري إنه يدري فأستشيروه! ومنهم من يدري ولايدري إنه يدري فذكروه! ومنهم من لايدري ويدري إنه لايدري فوقروه! ومنهم من لايدري ولايدري إنه لايدري وهذا أشر الخلق فأجتنبوه! (فكل واحد من الشلة يمثل أحد الأصناف) كانت القرية في ذلك الزمان محرومة من نعمة الكهرباء العام أو الرسمي التي لاتغطي شبكته إلا المدن أو القرى القريبة منها،حالها كحال الكثير من القرى التي يعتمد سكانها على طريقة بدائية لجلب حاجتهم من الكهرباء،هي عبارة عن ماكينة تشغل يدويآ بواسطة(handel)تدفع به إحدى عجلاتها الإثنتين(اليمنى)وبعد ذلك يكون إشتغالها تلقائيآ بسبب قوة الدفع الناتجة عن إحتراق الوقود في غرفة الإحتراق،(عادة مايكون وقودها الديزل)وتقوم بعد إشتغالها بإدارة المولد الكهربائي(dynamo) الذي يربطه بها سير يصنع قديمآ من الخيوط القطنية أما الآن فإنه يصنع من المشتقات النفطية،وعند تحريك الداينمو فإنه يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية المتفاوت حجمها بالفولت من مولد إلى آخر حسب حجمة! قام شجاع بطرح فكرة رهيبة يقومون بتطبيقها اليوم عندما يشتد ظلام الليل وقد حظيت بموافقة الشلة وحازت على رضاهم،وقد أشار عليهم بمداهمة المكائن الكهربائية ليلآ وإطفائها على السكان الواحد تلو الآخر ليحظوا بمطاردة ليلية تطرد مللهم المزمن. جن الليل البهيم وتوشح الفضاء بسواده العتيم وإنطلقت الشلة المهووسة إلى إحدى المكائن الكهربائية صاحبت الصوت العظيم الذي يطغى على كل صوت! تقدم مصيول إلى الماكينة الكهربائية بأوامر شجاعية وبخطى مطيعة لأوامر قائدها الأعلى ميئة بالميئة وأسكت صوتها المجلجل الذي يشبه إلى حد كبير دقات القلب المنتظمة بتناغمها وتناسقها وكل مافعله هو تقديم الرجل اليسرى وتاخير الرجل اليمنى بمسافة غير بعيده والضغط بيده اليسرى على مفتاح الإطفاء حتى تم إسكاتها،في هذه اللحظات كانت بقية الشلة تراقب الأوضاع المحيطة بحذر شديد ونظر مديد ورآي عنيد وبأس من حديد، وكان كل مايقلقها هو الوقت الطويل شيء ما الذي إستغرقتة عملية مصيول، فنبهوا مستشارهم العظيم شجاع لهذه المشكلة لعله يجد لها حلآ مناسبآ وبأسرع وقت،فكان شجاع عند حسن ظنهم به وأعطاهم الحل مباشرة وقد وجد لهم حلآ يجعل العقول بحالة ذهولية لاتصدق مايحدث أمامها وأمرهم بحذف عصى تحول بين السير الذي يلف الداينمو وبين الداينمو ذاته ليقفز السير بدوره خارج مساره المحدد على الداينمو وتنفصل الدورة الكهربائية وتبقى الماكينة بوضع إشتغال، والسكان بأشد إنذهال. إنصاعت الشلة الشجاعية لأوامر قائدها وقاموا بتنفيذ طلباته فبدأوا بماكينة تعتمد على ماتنتجه من شحناتها الكهربائية محطة بترولية للتزود بالمحروقات ومركز متواضع للتموينات يعمل بها عاملين من الجنسية الأفغانية، أحدهم يقوم بخدمة التزود بالوقود والآخر يقوم بعملية البيع داخل التموينات بالإضافة إلى إشرافه الكامل على المركز التجاري بشكل عام يدعى محمد الأفغاني وهو شايب كبير طاعن بالسن له لحية بيضاء كثيفة وطويلة نسبيآ لم يسافر إلى أفغانستان منذ إندلاع الحروب الأفغانية التي بدأت بالغزو السوفيتي ومرت بالحرب الأهلية بين قوات تحالف الشمال الشيعية وقوات طالبان السنية وإنتهت بالحرب الأمريكية التي أسقطت نظام طالبان وعللتها بطلب الأمان، تقرأ في تقاسيم وجهه قصة الغربة المريرة التي يعيشها بفقدانه لإنس أهله وأمان وطنه،وترأى آثارها في إنحناء ظهره الذي يحمل مآسآة تتشقق من هولها الجبال وتسقط من عبئها الرجال قاتلة للآمال ومقربة للآجال. فعلوا من لاتعرف قلوبهم عطف ولاحنان مايحلوا لهم بمتعة مبهجة لاتقدر بأثمان، فأنطفت الأنوار وغضب الأفغاني وثآر وخرج عليهم وهو يردد كلماته التهديدية بلغته الأوردية التي لايفقهونها بقدر مايحفظونها (توبر بدردي نس خوندي). إنطلقوا الشلة هاربين من مكان الخطر وتركوا العامل بحرقة وقهر وهم بضحك مستمر وإتجهوا لضحايا العملية القادمة وكان مسرحها ماكينة تعتمد على ثروتها الكهربائية الثمينة ثلاثة بيوت متجاورة تشترك بماكينة واحدة ويربط بين أهلها صلة قرابة قوية وكانوا يغطون بنوم عميق، والوقت حينئذ قبيل منتصف الليل بقليل،فقاموا الشلة بحذف السير من الداينمو فأنطفأت المصابيح وهبت الأطفال من نومها تصيح مذعورين من الظلام الدامس الذي خيم عليهم فجأة وبدون سابق إنذار،وخرج صاحب البيت الأول ليجد جيرانه قد سبقوه إلى ماكينتهم الغالية، فإندهشوا عندما وجدوها في وضع إشتغال،فكان سقوط السير وإنفصاله عن الداينمو محل إستغرابهم لإن هذا الأمر يحدث لأول مرة! خصوصآ إنهم محافظين على نظافة السير من الديزل لأنهم يعلمون إنه يسبب سقوطه عند إشتغال الماكينة،أخذت تساورهم الشكوك غير إنهم قطعوا الشك باليقين وإتجه أبوعبدالله إلى سيارته وقام بتشغيلها فتقدم إلى مكان الماكينة المظلم مستعينآ بأنوار سيارته الأمامية فقام أبوفهد بعد ذلك بإطفاء الماكينة وإعادة السير إلى مكانه وتشغيلها من جديد بمساعدة أبوعبدالرحمن صاحب البيت الثالث،ليعيدوا بذلك فرحة التبريد والإنارة الكهربائية لبيوتهم ويرجعون بعدها لإكمال نومهم! أكمل الشلة طريقهم إلى بيت أبومحمد وقاموا بقطع التيار الكهربائي عنه،وكأنهم بذلك يقومون بمعاقبته لإرتكابه ذنب عظيم! فلو كان في نفوسهم حقدآ على الرجال! فماذنب النساء والأطفال؟ وماالفائدة المرجؤة من أفكارهم الشيطانية التي يقومون بتنفيذها بكامل الحرية؟ ألم أقل لكم إنها أفعال مراهقين ستصبح مع الأيام ذكريات جميلة؟ إنقطع التيار الكهربائي عن بيت أبو محمد وكان لحظتها صاحيآ فخرج من بيته ولمحهم فارين من مكان الحادث فركب سيارته وأسرع في طلبهم لكن قرب المنازل من بعضها مكنهم من اللجوء بين أسوارها والإختفاء عن نظر أبومحمد بسرعة كبيرة، عاد بعدها أبومحمد إلى منزله بعد أن أيئس من القبض عليهم وإتجه إلى ماكينته بكل هدوء وهو يبتسم من حركات هؤلاء المراهقين وهو يعلم إنهم لن يتخلوا عن مشاغباتهم حتى يشغلهم الله في أنفسهم ويصبحون أعداء! أطفى الماكينة وركب سيرها وأعاد تشغيلها ودخل منزله، وهو لايعلم إنه حطم آمال الشلة الشجاعية المغامرة بتركه لهم وعدم مطاردتهم، فهو بذلك لم يحقق ماكانوا يصبون إليه وهو حلمهم بمطاردة ليلية طال إنتظارها وإزداد شوقهم إليها! عادوا الشلة إلى مزبنهم السري الذي طال غيابهم عنه بعد توتر علاقاتهم الصداقية وحدوث المعارك التي دارت بينهم،لكن هاهم اليوم يعودون لسابق عهدهم أصدقاءآ مخلصين! فلاغرابة!بما إن إحدى الدراسات التي إجريت في إحدى الولايات الأمريكية قد أثبتت:إن الأطفال هم الوحيدين الذين يستطيعون تكوين العلاقات والصداقات والقيام بنقضها وإعادتها بأسرع وقت! -جلسوا الشلة يستمعون لإنتقادات شجاع وحلولها المقترحة وأوامره التي يريد منهم أن يتهيئوا لتنفيذها بالمغامرات القريبة المقبلة وكان من ضمن إنتقاداته سرعة هروب الشلة وتخفيهم عن أنظار أهل البيوت مما قلل فرص المطاردة وجعلها واحدة قصيرة فقط قام بها أبو محمد ولم تستمر طويلآ، ومن أهم ملاحظاته أيضآ إن إنزال السير وترك المكائن في وضع إشتغال لايلفت إنتباه السكان ولايجلب أنظارهم على الوجه المطلوب! فلا بد من إسكات أصوات المكائن المزعج بسرعة هائلة ليعم الهدوء أرجاء القرية وبذلك نكون قد لفتنا إنتباهم وسوف يقومون بالبحث عنا ومطاردتنا إلى الصباح وسنتمكن أيضآ من سماع أصواتهم بكل وضوح! إستمعت الشلة الشجاعية لأوامر قائدها وأعلنت له الطاعة وإتجه كل منهم إلى بيته قبل بزوغ الفجر. **في يوم من الأيام إتجه خالد إلى عمله في شركة صياح ودخل مكتبه مبكرآ كعادته اليومية،وقبل أن يجلس على كرسيه الدوار المغطى بأرقى وأفخم الأغطية القماشية الفاخرة ذات النعومة العالية،سمع نغمة الرسائل في جواله وقال: يالله صباح خير! إكيد إن هذا أحد الموظفين بيقول عنده ظرف ولاهو مداوم! أدخل يده في جيبة وأخرج الهاتف وفتح الرسالة فرأى الرقم بدون إسم فكانت المفاجأة!!!!! ودي معاكم لكن الحظ عيا ماهو علي كيفي ولا هو بطوعي عن عيني أبعد من نجوم الثريا ومن قلبي اقرب من محاني ضلوعي! (شعر:أبو ياتي) مر على الأبيات مرور الكرام لكنه صعق عندما رأى التوقيع(عزيزتك:ندى)!!! أعاد قرأة الرسالة مرة ثانية ومرة ثالثة سقط بعدها مغشيآ عليه من هول المفاجأة!!! |
ابداع عبسي
(9)
-أعزائي القراء الكرام ألتمس العذر من سيادتكم بلسان كله خجل على تأخير الحلقة التاسعة عن موعدها المفترض ولا أخفيكم علمآ بإن ذلك حفاظآ على حقوقي الأدبية والسبب هم أحد الجماهير هداهم الله الذين نسبوا الرواية لهم دون وجه حق فأردت فضح أمرهم وقد تحاشيت نشر أسمائهم تفاديآ لإثارة البلبلة! -أبرز الأخبار في المقدمة هو بروز شعراء جدد لم يعلم بهم أحد قبلي(يعني ضاحي أول من إكتشفهم!!!)ستقرأون أسماهم مدونة تحت قصائدهم قريبآ!! -ثلاث أفكار جديدة ومميزة فعلآ!!ستكون محل العناية! وسوف يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب وخصوصآ فكرة الشيخ:نواف الخزيم التي بعثها لي على الإيميل مشكورآ!! -إنتقادات لاذعة من الدكتور فهد السبيل حول سرعة إنجازات صياح المتتالية وأنا أقول لك يادكتور فهد إن الرواية نقلت لكم كما حدثت وإن نقدك أفضل وسام وصلني من القراء وسيظل محل فخري وإعتزازي ومرورك تشريف لي فشكرآ على تواضعك! **أفاق خالد على صوت صياح الذي دخل المكتب ووقع ناظره على خالد مستلقيآ كجثة هامدة في حال يرثى لها فهرع إليه مفزوعآ وهو ينادي:خالد...خالد....رد علي ياخالد....وش اللي صاير لك؟! -أفاق خالد من غيبوبته وقد بانت عليه آثار إنهيار نفسي ومعنوي!! فألتفت إلى صياح بنظرات قد كرهت الحياة وسئمت منها بسبب البيت الثاني من الرسالة: عن عيني أبعد من نجوم الثريا ومن قلبي اقرب من محاني ضلوعي! حيث فسر الشطر الأول بإن رؤية ندى ستكون مستحيلة وأبعد من نجوم الثريا عليه،والشطر الثاني يبين إن خالد قريب من قلبها ولن تنساه ومن ذلك إستنتج رفض أبيها القاطع له، فما كان منه إلا أن تناول هاتفه النقال الذي لايزال ساقطآ على الأرض! دخل إلى القائمة_الرسائل_رسالة جديدة_رسالة قصيرة_ وكتب مايتطلبه الموقف منه، وكأنه يكتب رسالته من دم شريانه المشبع بالأوكسجين لادم وريده المستهلك جزء من أوكسجينه،وهو يحمل رسالته بدورها مسؤولية إيصال ماتحدثه به نفسه من وصايا وأمنيات إلى من تعادل في نظره جميع من على المعمورة:- ودي بشوفك ولكن جارت ظروفي خانت زمان الغلا وإنباحت أسراره سيف الغلا ماقوت ظرباته سيوفي والبعد في وسط قلبي ولعت ناره قضيت مدة غيابك قاصرن شوفي عن حب غيرك عذلت القلب وأفكاره وجمر إنتظارك لهيبه شب في جوفي على أمل شوفت اللي غابت أخباره خايف يطول إنتظارك والبلاء خوفي إن الزمن يبعدك ويقل مقداره بوفي معك وأنت حاول بالوعد توفي يجوز حظي يقوم ويبدي أعذاره. (محمد بن شعيب) لم يلبث طويلآ بعد الرسالة الأولى في حياته الغرامية حتى أتبعها بالثانية:- من غيرك اللي دوم يطري على البال من غيرك اللي دايم في خيالي ياشمعة تضوي لي أحلام وآمال يا زهرة ترسم جروح الليالي أنتي وأنا من بينهم شي لازال مجهول واللي ماطرالك طرالي عشنا سنين بدون مايحصل جدال روحـــه وجيـــــــه والهوى مابدالي كل يبي الثاني على شبه موال ويقوول أنا لولاك وشلون حالي! (محمد بن شعيب) -صياح لايزال واقفآ في مكانه مشبكآ يديه وواضعها خلف ظهره،لايفهم مايدور أمامه! أخذ يتجول بنظره يمينآ وشمالآ لعله يجد لمايرأى تفسيرآ!ولكن الغموض كان سيدآ للموقف بظل صمت خالد! -صياح:خالد! أنت صاحي وألا مجنون؟! ممكن تفسر لي هالحلم المبهم اللي عجزت أفهمه؟ -خالد:ندى!!! ندى...ياصياح! -صياح:وش فيها ندى؟ -خالد:اليوم أرسلت لي رسالة فهمت منها إن الفراق الأبدي هو القدر المحتوم والحظ المقسوم والسبب عمي ياصياح. -صياح:يعني أفهم إن هالغيبوبة والحزن كلها بسبب رسالة؟! على العموم حصل خير! ومدام هي موافقة عليك ماعليك من أبوها! ولكن شد حيلك وقو قلبك لاتصير عاطفي أكثر من اللازم! هالحين روح للبيت وجهز نفسك على شان العصر نروح لعمك ونطق صفاته أما يوافق وألا تغسل يدك بالمرة وتعزى أحسن من هالعذاب اللي أنت عايش فيه! (نطق صفاته:مثل شعبي شهير بمعنى نشوف خاتمته). -خالد بدهشة:بس ياصياح....؟! -صياح:هاه وش جاك؟لاتكون بتنصرع بعد؟! -خالد:ياثقل دمك ياهالآدمي!!!أنت فاضي للإستهبال على طول؟!! ياخوي ترى الجد له وقت والمزح له وقت! -صياح:ليش؟شايفني أنكت أنت ووجهك يأبو صرعة؟! لا واللي صارعته رسالة!! أنا أتكلم بجد! -خالد:أنا أبعرف أنت متى تفهم؟! ياصياح عمي مايطيق مقابل وجهي! -صياح:اللي يسمعك يقول إن عمك بياكلك! يارجال بنروح ونشوف وش عنده؟ -خالد:ياصياح عمي أقشر ولسانه وسخ ولارايح أسكت له خاصة إذا غلط عليك! -صياح:يارجال تفآئل خير ولاعليك منه حتى لو غلط علي بتحمله بس عسانا نطلع بنتيجة. **إستيقظت خفافيش الظلام الشجاعية من نومها النهاري عند حلول الظلام و كان إجتماعهم اليوم أمام أسواق غالي التجارية! وهي عبارة عن مجمع تجاري يقدم العديد من الخدمات التجارية تعود ملكيته للشيخ غالي المبيريك أحد أعيان صفيط وصاحب الشخصية المتواضعة،لكن الشلة الشجاعية إستغلت تواضع هذا الرجل الطيب وعدم سؤاله لهم عن سبب إجتماعهم أمام أسواقه لأنه لايحب التدخل في شؤون الآخرين! وحتى وإن كانوا صغار سن فإن لهم خصوصياتهم،مالم يتسببوا بإحداث فوضى! فهل يعرف الشيخ غالي قوانين وأنظمة الأمم المتحدة أم إن القدرة الإلاهية جعلتها صفة من صفات خلقه الحميد دون أن يعلم إن فوق الأرض منظمة بهذا الإسم تنص قوانينها على: (إن الحرية التي يجب أن يتمتع بها كل شخص أو مجتمع تتوقف عند حدود الآخرين)! كان الشيخ غالي على عكس بقية رجال القرية الذين عادة مايطاردون أي شلة مجتمعة ويشدون عليهم الخناق بمجرد رؤيتهم مجتمعين خارج بيوتهم! وهذا السبب الذي دفعهم لجعل أسواق غالي نقطة الإنطلاق الجديدة حيث يتمكنون من تنفيذ أفكارهم والتخطيط لها بأمان تام بعيدآ عن أنظار كل حسيب ورقيب! -إستهل شجاع حديث الجلسة بكلماته المدوية: الليلة نبي نقلب الديرة فوق تحت!!! نبي نطفي المكائن ونخليها ظلام دامس!! شباب؟!! ماسمعتم آخر نكتة؟ (ترد الشلة الشجاعية على سؤال قائدها بالإجماع:لا!!) قبل يومين أسمع أبو عبدالله (أحد الشيبان)يقول بالشبة إنه يبي يخلينا نعقل! وإنه رايح يهجدنا! (ضحكة جماعية ساخرة:هاهاهاه!!) والله مابقى ألا هي!! ولكن أبو عبدالله يوم يتكلم أكيد مايعرفنا زين وألا والله مايقولها! -شجاع بكل عنجهية:الشايب هذا خلوا موضوعه علي!! خلونا نقوم هالحين ونبدأ ببيته ونطفي ماكينته! نخليه ماعاد يتهدد بعدين!! -إنطلقوا شلة المكابر والعناد مسرعين إلى حيث يسكن الشايب المنكوب،فتقدم مروان فارس هذه الليلة الصاخبة والممسك بزمام أمورها خلفآ للسلف مصيول قائد مداهمات الليلة الماضية إلى الماكينة الكهربائية وكأنه يقوم بإستعراض عضلاته فضغط على بلف الإطفاء حتى تم إسكات صوتها! هب أبو عبدالله من نومه فخرج عليهم وقد رآهم رأي العين وعرفهم بأسمائهم وقام بملاحقتهم على أقدامه وإستمرت المطاردة ثلاث ساعات تقريبآ وعندما أرهقهم طردآ ويئس من القبض عليهم عاد إلى منزله وقد بيت النية بتقديم أسمائهم غدآ للأمير دهيم(رحمه الله) والأمير يقوم بدوره بإحضار هؤلاء الشلة لمركز الإمارة عن طريق آبائهم وجلدهم على أيديهم إن رضخوا للأوامر أما إذا هربوا من بين يدي الأمير الجلاد بعد إعطائهم فرصة متعمدة فسيكون الجلد على الظهر من نصيبهم أثناء فرارهم مع تمنيات الأمير بعدم عودتهم لهذا المكان مرة أخرى ليرتاح من الصداع النصفي الذي يسببونه والإحراج الذي يقابله مع أبائهم (أصدقاء عمره)! رجع أبوعبدالله إلى منزله بإنتظار إنقضاء ليله الطويل وأكمل الشلة طريق عودتهم إلى أسواق غالي ليأخذوا قسطآ من الراحة بعد حصولهم على المنشود وتحقيق مطاردة ليلية طويلة وممتعة. في الصباح الباكر إتجه أبوعبدالله إلى مركز إمارة صفيط فدخل مجلس الضيافة ووجد أمامه الأمير دهيم والأمير علي والشيخ جابر المبارك والشيخ فهد بن علي والشيخ جامع بن علي(رئيس مركز صفيط حاليآ) وكبار شخصيات القرية وجمعآ من المواطنين يتناولون القهوة الصباحية في مركز الإمارة. دخل أبوعبدالله فقراء عليهم السلام وصافحهم وجلس بينهم ودار الكلام وكان عادة مايكون عن إحتياجات القرية ومتطلبات سكانها! تكلم أبو عبدالله موجهآ عينيه إلى الأمير القدير وروى قصة البارحة الكئيبة بكل تفاصيلها وعدد أسماء المشتبه بهم واحدآ واحدآ! -1شجاع -2مروان -3مصيول!! قام الأمير غاضبآ وأمر الخادم بتجهيز السيارة وإحضار المذكورين حالآ! إمتثل الخادم لأوامر أميره وإتجه إلى بيوتهم وماهي إلا دقائق حتى أحضرهم الخادم مخفورين وعندما دخلوا قام أحد الحضور الذي له كلمته بين الحاضرين فتناول الورقة التي دون عليها أسماء الشلة فشطب إسم شجاع منها وقال إن شجاع رجل! ولايمكن أن يقدم على مثل هذه الحركات! شجاع أعرفه زين! (لأنه يثق به ثقة عمياء فوق الخيال)!!! شعر مروان ومصيول بالقهر والغيرة والخذلان لكنهم لايريدوا لصاحبهم الإدانه لأن إدانته إدانة لهم! إستدار العافي صوب المعفي عنه وسأله عن مروان ومصيول وهل يتوقع منهم ذلك؟ فقال شجاع: ألا متأكد إنهم هم وشايفهم بعد!!! إندهش مروان ومصيول من شدة حماقة هذا الولد الذي لايابه بوضعهم المزري ولايهمه أمرهم حتى وإن إنضربوا!! قام الأمير من مكانه وضرب مروان كفآ جامدآ على خده الأيسر وأتبع مصيول بآخر وهو يكيل لهم الشتائم! |
ابداع عبسي
(10)
-حصول الحلقة التاسعة على نسبة 93% وعدد الأصوات المرشحة 46 صوت! وهذا مايعني زيادة عدد القراء بشكل مستمر والمحافظة على التميز. -وصلتني تحيات الشيخ سرحان بن فايد وتحيات الشيخ عايش بن شعبان! فقد أرسلوا لي سلامهم وتحياتهم تعبيرآ منهم عن إعجابهم بالرواية! وأنا أقول إن سلامكم وإعجابكم بلغني ببالغ السرور! ولايسعني في هذه المقدمة إلا أن أشكرهم جزيل الشكر على تشجيعهم الذي كان له في نفسي بالغ الأثر خصوصآ إنه جاء من وجهاء وأعيان قبيلة! جعلكم الله ذخرآ لنا وسدد بالتوفيق خطاكم. -كما أشكر كل من قاموا بمراسلتي سواء الذين أرسلوا قصائدهم أو الذين أرسلوا ملاحظاتهم حول الرواية أو الذين شاركوا في تقييم الحلقة! وأخص بالشكر الأخ صالح بن سعد الشمري من رفحاء على مشاعره الطيبة وأتمنى له التوفيق في حياته والنجاح في عمله الجديد. -كان الأمير يريدهم أن يهربوا من بين يديه لكنهم بقوا واقفين مكانهم،فتناول عصى كانت أمامه مصنوعة من أجود أنواع الخيزران تستخدم عادة لجلد الموقوفين المخالفين فضرب مروان ضربة ليست موجعة بقدر ماهي مرعبة وقد حصل مصيول على نصيبه بضربة أخرى فروا بعدها مولين الأدبار. خرج شجاع من المركز وهو يختال بالثقة الغالية من حضرة هذا الواثق الذي أجزم إنه قد سمع بالمثل القائل:(ياماتحت السواهي من الدواهي) بقدر ماأجزم إنه لايعلم إن هذا المثل لاينطبق على حامل الثقة شجاع وإنه قد وضع ثقته في غير محلها! عاد شجاع باحثآ عن أصحابه الذين صدمتهم خيانة شجاع أمام الملأ فسلك الطريق الذي يدخل مابين بيت الشيخ سحبان الرفادان وبين مركز الرعاية الصحية الأولية بقرية صفيط متجهآ إلى أسواق غالي التي كان أول بحثه أمام مواقفها ويمينها وشمالها فلم يجد أحد فإتجه إلى المدرسة لعله يجدهم في طريقهم إليها مع ثقته وقناعته التامة بعدم ذهابهم إليها ولكن لعله أراد قطع الشك باليقين ليطمئن قلبه ويغير إتجاه البحث لمكان آخر لكن الحظ لم يسعفه فقد وجد الطريق المؤدي للمدرسة خاليآ منهم! عند وصول شجاع للمدرسة وجد أمامها<ساري>صاحب الوجه الحنطي المائل للسمرة، والجسم النحيل،طويل القامة، مبحوح الصوت،الذي لاتفارق السيجارة يده،كان ساري صغيرآ بعمره الذي أخرجه للتو من المرحلة الأولى للمراهقة وأدخله المرحلة الثانية منها مما جعله يرأى إن التدخين رمز القوة والرجولة، كان ساري أكبر إخوانه الذين في سن الدراسة وهو سائقهم الذي يأتي بهم من أهلهم القاطنين بالقرب من قرية <المغار> وعندما ينزلهم في المدرسة يتجه إلى طابورها الصباحي مبكرآ ليس طمعآ في طلب العلم ولاسعيآ لبناء مستقبل علمي زاهر،بل خوفآ من تسجيل إسمه ضمن المتأخرين الذين يتم ضربهم على أيديهم أمام جمع الطلبة الغفير الذي يملأ الساحة المدرسية<طبعآ قبل قرار منع الضرب من وزارة المعارف عندما كانت هيبة المعلم في عيون طلابه كهيبة الملك> وبعد الإنتهاء من ضربهم يتم إيقافهم أمام غرفة المدير(كانت المدرسة آنذاك بإدارة الإستاذ القدير<ناصر بن حمود الواكد>وفقه الله وأطال في عمره) إلى نهاية الدوام الذي بنهايته توزع عليهم خطابات إستدعاء ولي الأمر وتهديدهم بعدم دخولهم المدرسة غدآ إن لم يحضروه! ويتم صرفهم بعد يومآ مظنيآ وعصيبآ!! (المغار:قرية تقع إلى الشرق من قرية صفيط على بعد 17 كيلومتر تقريبآ وعلى طريق حائل-المدينة المنورة العام، ويتزعم قرية المغار الشيخ:ثاري بن عيد بن فانود الرشيدي وتحمل الإسم المختصر<لمغار إبن رمال> نسبة لغارة شنها إبن رمال أحد شيوخ قبيلة شمر المعروفين والذي للأسف لم أعثر على إسمه الأول،وقد شن غارته على فخذ المهامزة من قبيلة بني رشيد بقيادة فارسها الشيخ خضران بن رفادان). كان شجاع يفكر وهو في طريقه بمجموعة من الأعذار والتصريفات التي يقابل بها الشلة المنكوبة والمفاضلة بينها لإختيار الأكثر قبولآ وإقناعآ منها! هل أقول إني كنت أمزح؟ لا..لا..لا!!! مالها داعي!! ماهو وقت مزح! وش أقول لهم؟؟ وش أقول لهم؟ بس! لقيتها!! قطعت تفاكير شجاع ووساوسة رؤيته لساري الذي إستأذن من إستاذه محمد الزامل الشمري المقرب إليه بسبب الصداقة القوية التي تربطه مع أبوساري الذي يدعوه دائمآ لزيارته في بيته ويبادله أبوساري الزيارة في منزله بمدينة حائل كلما ذهب إليها وعادة مايذهب ساري مع أبيه لزيارة إستاذه مما كسر الحواجز الرسمية بين الطالب ومعلمه فأصبح يخرج في حصة هذا المعلم ليدخن في سيارته المتوقفه في مواقف المدرسة الخاصة آمنآ العقاب ومعتمدآ على شفاعة معلمه إن تطلب أمره ذلك! قرأ شجاع السلام على ساري وصافحه بحرارة وسأله عن مروان ومصيول،فقال إنهم غائبين عن دوام اليوم ولم يشاهدهم قط! فقال شجاع:أدري يأخوي إنهم غائبين!ألا برى المدرسة ماشفتهم؟ فقال ساري:لاوالله. تناول شجاع سيجارة من يد ساري وأخذ يدخنها بحرقة وهو مثبت نظر عينيه على الحائط المدرسي وغارقآ بالتفكير! تنبه على ساري وهو يرمي سيجارته تحت قدمه ويفركها يمينآ وشمالآ فرفع رأسه ورأى أحد المعلمين واقفآ على بوابة المدرسة،إلتفت شجاع إلى ساري وقال: ياويلك لو تعلمه بإسمي! إتجه ساري إلى المعلم الذي أمامه فسأله عن سبب خروجه وأجابه إنه خرج بإذن من الإستاذ محمد،أما شجاع فقد شفط سيجارته بكل ما أوتي من قوة ونفث دخانها عاليآ ليرآه المعلم الذي أمامه بوضوح معلنآ بذلك التحدي والعناد والكبرياء وهو لايبالي بما فعل! تحرك شجاع بكل هدوء متجهآ داخل القرية في ظل صياح المعلم ومناداته التي لم يجد لها آذان صاغية،دخل المعلم مسرعآ إلى الصف الذي دخل إليه ساري فنادى ساري وسأله عن إسم صاحبه الذي كان واقفآ بجانبه فتذكر ساري تحذيرات شجاع وهو يعرفه جيدآ ويعرف إن بطشه شديد،وإن شلته لايجهلها كبيرآ ولاصغيرآ في المدرسة، وخصوصآ عندما تذكر إنه لاتوجد لديه شلة تقف في وجه شجاع وتفزع معه! فتلعثم في كلامه وتردد في إجابته لكنه لم يصمد أمام الصرخات المدوية لمعلمه الغاضب فإعترف سريعآ بإسم شجاع وكأن الأرض تجذبه إليها وهو ينطق إسمه من هول ماسمع عنه وعن شلته التي لايردعها عقاب ولايردها إحترام،أمره المعلم أن يدخل الفصل وإتجه إلى الإدارة لكن ساري مالبث أن لحق به وأمسك بيده اليسرى فنظر إليه المعلم مندهشآ! المعلم:خير وش فيك؟ ساري:تكفى يإستاذ لاتقول للمدير عن شجاع. المعلم:ليش؟ ساري:لأنه قال لي ياويلك إن قلت إسمي للإستاذ. المعلم:ماعليك منه يحسب إني أنا اللي عرفته! بس رح لفصلك يالله! -رجع ساري إلى فصله وهو غير مرتاح لتطمينات معلمه وقد أخذ منه الذعر كل ماخذ خوفآ من تهديدات شجاع إن هو علم إنه قد قال إسمه! -دخل المعلم إلى المدير وأخبره بنبأ شجاع وعناده فلم يكن أمام المدير إلا أن كتب إسم شجاع في ورقة خارجية ووضعها على الطاولة التي أمامه ولعله إرضاءآ للمعلم الغاضب. أكمل شجاع البحث عن أصدقائه وقد وجد لهم عذرآ مقنعآ لايستطيعون مناقشته، بحث عنهم أمام المحلات التجارية والشوارع التي في طريقه والأماكن التي يتوقع وجودهم فيه لكنه لم يقف لهم على أثر! ذهب إلى بيته ودخل فوجد أبيه غاضبآ فسأله: ليش مادرست اليوم؟ فقال:الأمير دهيم طلبني اليوم الصباح ورحت له بالمركز وتو خلصت الآن. أبوشجاع:ووش عندك بالمركز؟ الولد:أبوعبدالله حاط إسمي مع مصيول ومروان!يقول إنهم مزعجينه بالليل ولكن أنا طلعت براءة! أبوشجاع:وليش مابلغتني قبل تروح؟ الولد:مالحقت أول ماطلعت من البيت ألا الخادم قدام عيني وركبني بالقوة. أبوشجاع:أجل خذ دروسك وإلحقني بوديك المدرسة! صعق شجاع من طلب أبيه المفاجيء وقال:بس يبه الوقت فايت الآن! أبوشجاع:لا..باقي ثلاث حصص!إمش الآن وبدخل على المدير وأكلمه يدخلك. -ذهب شجاع مع أبيه ودخلوا المدرسة وإتجهوا لغرفة المدير فسلم عليه أبوشجاع وقال له إن شجاع اليوم متأخر وجيت معه أبيه يلحق على مابقاء من الدوام. سأله المدير عن سبب التأخر فقال له أبو شجاع الذي صار مع إبنه مفصلآ. روى المدير لأبوشجاع مافعله إبنه اليوم أمام بوابة المدرسة وأمام نظر أحد المعلمين الذي أخذ إسمه من أحد زملاء شجاع فقال أبوشجاع:ياطويل العمر شجاع من الصباح عند مركز الإمارة ولامر المدرسة!صح ياشجاع؟ فقال:نعم! -المدير:أنادي لك المعلم الآن حتى تتأكد بنفسك! |
ابداع عبسي
(11)
-أعزائي القراء لقد وصلني على الإيميل إقتراح تفضل به الأخ حسين بن شعيب وهو جمع الرواية بكتاب وطرحها بالأسواق وقد عرضت الرواية على عدد من دور النشر ولاقت ترحيبآ جيدآ من مكتبة العبيكان لكنها طالبتني بإكمال الرواية. وأتمنى تحقيق هذه الأمنية بعد إكتمال حلقات الرواية التي أهديها إلى أعز شخص...وأقرب إنسان...إلى من تعب على تعليمي...إلى من سهر لراحتي...إلى من ساندني حتى أصبحت رجلآ يعتمد على نفسه في كل شؤون حياته...إلى أخي الكبير الذي ستقرأون إسمه إلى جانب إسمي في الحلقة الأخيرة! -وصلني شكر الشيخ عيد بن ثاري بن عيد الفانود أحد أعيان القبيلة فله شكري وفائق إحترامي. كما بلغتني تحيات الأستاذ القدير مفرح بن عبدالرحمن الفانخ مدير إبتدائية ومتوسطة وثانوية صفيط ولعل مالفت إنتباهه هو الحلقة العاشرة التي دارت معظم أحداثها في مدرسته العامرة التي أنهيت فيها المرحلة الإبتدائية والمتوسطة فإلى الأمام يأبا عبدالرحمن وأتمنى لك التوفيق أيها الإستاذ الفريد. كما لايفوتني شكر صديقي العزيز منصور بن عبدالرحمن الذي أرسل لي إعجابه وهو لايعلم إنني من أعز أصحابه وأقربهم إليه ولايدري أيضآ إنه يرأى ضاحي كل يوم! -نادي المدير بإسم المعلم فأتى ورأى شجاع أمامه وقال للمدير:خير يأبوحمود؟ -المدير:اليوم قلت لي إن شجاع كان أمام المدرسة الصباح ويدخن؟ -المعلم:إيه صحيح! -المدير:ومن هو زميله اللي قال لك إسمه؟ -المعلم مرتبكآ:لا يأبو حمود الطالب ماقال إسمه بس أنا عرفته! -المدير بخجل:آسفين يأبو شجاع! الظاهر إن القصة تهمه بعد! -أبوشجاع ضاحكآ وقد وثق من براءة إبنه:ياكثر اللي يتهمونك ياشجاع! -كان شجاع يقول في نفسه: بالله عليك قايل إسمي ياساري؟ والله لأوريك يالملعون! مأكون أنا شجاع إن ماخليتك تمشي اليوم ووجهك مفقع!! أخذ شجاع كتبه وذهب لفصله ودخل وقد كانت هذه الحصة حصة المعلم الذي كان يخاصمه بالإدارة قبل قليل وقد دخل المعلم وراءه فأغلق الباب بشدة وبدأ بشرح الدرس المكتوب على السبورة مسبقآ وكأن شيئآ لم يكن،فقد خاف المعلم أن يحدث لساري مكروه على يد شجاع أو شلته إن هو أثار موضوعه مع شجاع الغاضب أيضآ! جلس شجاع ينتظر وقت الخروج بفارغ الصبر حتى يطفي نار غضبه بساري الدبوس اللعين!(في نظر شجاع) لكن إحساس المعلم المبكر بتدهور الأوضاع جعله يذهب لساري ويأخذه من فصله ويدخل به على المدير ويروي له القصة كاملة والمدير بدوره أذن لساري بالخروج المبكر من المدرسة مع جميع إخوانه! أعلنت الصافرة التي يحملها مدرس الرياضة نهاية اليوم الدراسي وخرج شجاع من فصله مسرعآ إلى سيارة ساري قبل أن يذهب لكنه تفأجى بعدم وجوده فعرف إنه مستأذن خوفآ منه فأبتسم وكأنه يحدث نفسه بهذا المقطع: يعني وين تروح مني.. تجيبك الدنيا عليه.... وشوف ساعتها شسوي.. من تصير أنت الضحية.... (صلاح البحر). إتجه شجاع إلى بيته وهو يفكر..... وين راحوا الشلة؟ لايكون ناوين لي بعمل إنتقامي؟ لو أدري وينهم رحت أقول لهم إن بكرة فيه مضاربة بيني وبين ساري! على طاري ساري والله لأوريك ياساري! اليوم نجيت مني! بس ياويلك بكرة من الشلة! -هذا ماكان من شجاع ومصائبه التي يقع فيها واحدة تلو الأخرى ويخرج منها كخروج الشعرة من العجين! أما الشلة الحزينة فقد ذهبوا فور خروجهم من المركز إلى البقالة وأخذوا فطورآ كافيآ وعلبة سيجاير كافية لإطفاء غضبهم وإطفاء قلوبهم أيضآ وإتجهوا بعد ذلك للسمراء وصعدوا في قمتها وتناولوا فطورهم وعندما إنتهوا أخذوا يدخنون في حالة من الغضب ويتذكرون ماجرى لهم اليوم من خيانة على يد صديقهم المقرب ويحللونها ليرأوا ماهي دوافعها؟ ومالمقصود منها على المستوى القريب والأمد البعيد أيضآ! ساعدهم إطلال السمراء على منازل القرية بشكل كبير على رؤية شجاع الذي يذهب من وإلى المدرسة مشيآ على الأقدام فبينوا أنفسهم له لعله يراهم فصادف ذلك إلتفاتة عابرة من شجاع إلى جبل السمراء فرأهم وحث خطاه مسرعآ إلى البيت وأنزل أغراضه المدرسية وغير ملابسه وخرج من المنزل وكان الوقت بعد الظهر تقريبآ فإتجه لهم وقد نزلوا من الجبل وتقابلوا في سفحه وكان الغضب بينآ على ملامح أوجه مروان وصاحبه فألقوا على شجاع نظرة الند لنده من عيون قد أحمرت وبنفوس قد إحترت ثم لكم مروان صاحبه بكوع يده اليسرى وأكملوا طريقهم دون أن يتنبوا ببنت شفة،فصاح بهم شجاع مناديآ وقال:مروان..مصيول..إسمعوا! أعطوني ثواني أبي أقول لكم وش اللي صار بالضبط! أنتم ماتدرون وش صار لي! أنا ضحية بعد مثلكم! لاقت كلمات شجاع إندهاشآ لابأس به لتمرير الأعذار التي إختلقها شجاع بكل شيطنة ودهاء فتوقفوا وإلتفتوا إلى بعضهم البعض وتشاوروا في الأمر وأتفقوا أن يعطوه فرصة يتيمة للتحدث وتوضيح الموقف الغامض الذي حدث أمامهم ولم يجدوا له تفسيرآ وقالوا له:هاه!وش عندك؟ فقال شجاع:ياشباب الرجل الذي وضع ثقته بي لم يضعها حبآ لي وإنما كرهآ لكم! فقد إشترط أن أشهد ضدكم مقابل إخراجي من التهمة فلم يكن أمامي إلا الموافقة! (كان شجاع ظالمآ لهذا الشخص الذي حسنت نيته ووضع ثقته فيه لكن شجاع على يقين إن شلته لن تسأل هذا الرجل مهما كان الأمر وإنهم سينسون أمره بمجرد قبولهم للعذر)! إندهشوا الشلة من كلام شجاع وأيقنوا إن كلامه هو الصحيح فإبتسموا في وجه صاحبهم كعلامة على رضاهم وحسن نيتهم،وأخذوا يدعون على هذا الرجل الذي عفى عن شجاع وظلمهم! صفى لشجاع جوه وأطلق للسانه التفوه وأخبرهم بنبأ ساري وكيف أفلت من عقابه الشديد فتحمست الشلة لخبر هذه الهوشة التي سوف تجمعهم لأول مرة تحت راية واحدة. في الصباح الباكر حضر الشلة لمدرستهم مبكرين ودخلوا الطابور الصباحي الذي دخله ساري أيضآ قبلهم بقليل فبدأ يومهم الدراسي بالتمارين الرياضية وتلتها الإذاعة الصباحية وأعلنت بعدها أسماء الغائبين ومن بينهم مروان ومصيول الذين خرجوا من صفوفهم وإلتحقوا بصف الموقوفين لذلك اليوم! أما ساري الذي رأى الشر في عيون الشلة فقد أيقن إن العقاب شر لابد منه وسلم أمره لله إلى أن أتى وقت الفسحة(الفسحة المدرسية:فترة زمنية يتناول فيها الطلاب فطورهم الصباحي وعادة مايكون وقتها بعد الحصة الثالثة ومدتها نصف ساعة ولا أخفيكم علمآ بإنني عندما أكمالت دراستي الثانوية كان أحد عوامل صدمة المدينة هو إن الفسحة في اليوم الواحد مرتين تكون الأولى بعد الحصة الثانية وتكون الثانية بعد الحصة الرابعة وهذا ماجعلني أعيش الأيام الأولى من دراستي بصدمة عظيمة بسبب التغيرات التي عايشتها والفروقات الكبيرة بين حياة القرية البسيطة وحياة المدينة!) وذهب ساري إلى أحد أصدقاءه الذين يتوقع بنسبة تقدير عالية فزعتهم معه وحدثه بأمر المؤامرة مجهولة العواقب،لكن صاحبه الذي بدأ عليه الحماس في باديء أمره غير رأيه بسرعة عندما علم إن من يطلب العون عليهم هم شلة شجاع وصارح ساري بإنه لابد له من أن يصفح عنهم وأعطاه محاضرة طويلة عن فضل العفو والتسامح قاطعها ساري بصرخة غاضبة في وجه صاحبه قائلآ:لعنبوا إبليسك اللي يبي الشر أنا وألا هم؟ أنت الظاهر إن الروعة خبطت فيك وخلتك ماتفرق بين الطالب والمطلوب! ياخوي أنا أبي الفكة منهم بس الظاهر إن مامن فكة! تركه ساري وذهب إلى شجرة في الفناء تقع بجوار زاوية المدرسة الشمال شرقية يستظل بها مجموعة من الطلاب(قبل أن يطالها منشار طلال بأمر من معلم التربية الفنية ويحرم الطلبة من نعيم ظلالها) فصادف غاثي الذي يقطن قرية أبو حميدة ويحتل مكانة عظيمة بين أبناء النقل المدرسي لقرى وادي المخروق وهم رهن إشارته تحت أي طاريء ممايجعل الطلبة تحسب له ألف حساب وكانت تربطه بغاثي علاقة أخوية لاباس بها وتذكر ساري لحظتها خلافآ قديمآ بين غاثي وشلة شجاع فرأى إن هذه فرصته التي لن تعوض فحدثه بمافي نفسه وطلب منه الفزعة فقال له غاثي:أبشر بسعدك ياساري لو تبينا نقبسها معهم الآن ماعندي مشكلة! والشلة إعتبرهم تحت أموارك! (أبوحميدة:قرية تقع على ضفاف وادي المخروق شمال قرية صفيط وتبعد عن صفيط حوالي 18 كيلومتر تقريبآ وإمارتها للشيخ/رزيق بن عوض الرفادان). طار قلب ساري من الفرحة وقد أمن بطش الشلة الشجاعية فقام مع غاثي وذهبوا إلى شجاع الذي كان جالسآ مع أصحابه في زاوية الفناء المدرسي الشمالية الغربية يتبادل معهم مأستطاعوا تهريبه إلى داخل المدرسة من سيجاير،وعندما وصلوا إليهم ألقوا عليهم التحية التي بقيت بلا رد حتى نظر إليهم شجاع بطرف عين تعاليآ وتكبرآ وقال: خير ياغاثي؟ لاتكون فازع للدبوس؟ -فرد عليه غاثي بغضب:من هو الدبوس؟ -شجاع:يعرف نفسه بدون مأقول إسمه! |
ابداع عبسي
(12)
-أثمر تقييم الحلقة الحادية عشر عن نسبة لاباس بها حيث بلغت الأصوات المشاركة بالتقييم 52 صوت وبلغ حاصل نسبة التقييم 84 % ولعل السبب في تدني النسبة هو عدم إكتمال القصة بهذه الحلقة. -أشكر كل من قام بمراسلتي سواءآ على الإيميل أو على الجوال وكل من شاركني بتقييم الحلقة السابقة أو أرسل نقده وملاحظاته أو إستفساراته وأسئلته وكل من تعاون معي بجمع المعلومات الصحيحة للرواية وتحري دقتها. -بلغتني ببالغ الأسى والأسف إنتقادات الدكتور إبراهيم بن محمد الرشيدي الجارحة حيث قال:(إن هذا إكيد عنده إنفصام بالشخصية لأن من يكتبون كذا دائمآ يكونون مصابين بأمراض نفسية! فالمريض النفسي عنده إحساس بإنه فوق كل الناس وإنه أعلم منهم وإنه..وإنه..إلخ!) _دكتور إبراهيم؟ أريد أن أوجه لك هذه الأسئلة: ~هل تعي معنى ماقلت؟ ~هل أنت مدرك لأبعاد نقدك؟ ~هل قرأت الرواية أو قرأت ولو حلقة واحدة منها؟ أم إنك تنتقد من لاتعلم ماذا كتب فضلآ عن ماذا أراد من أهداف لهذه الرواية! ~إذا كنت واثقآ من كلامك فمعنى ذلك إن كل المثقفين والكتاب في السعودية والعالم جميعآ مصابون بأمراض نفسية وعلى راسهم شكسبير والأستاذ محمد الرطيان ولم يعلم بحالتهم المرضية إلا أنت! ~هل إستاذي ومثلي الأعلى الدكتور غازي القصيبي مصاب بإنفصام بالشخصية؟ ~إذا كنت أنا المصاب الوحيد ألم يكن الدكتور غازي أولى مني بذلك المرض؟ _دكتور إبراهيم؟ مكانتك محل تقديري وإحترامي لكن هذا ليس معناه إن كل ماتقوله صحيح فمهما بلغت من مكانة فإنك غير مفوض لقول ماتريد من تجريح وتهميش لغيرك فحريتك تتوقف عند حدود حرية الآخرين! _أرجوا منك أن تفقه ماتقول لأن لسانك حصانك! -تفضل الأستاذ القدير ناصر بن رشيد القلادي من الحليفة بسؤال وجيه وأساسي للرواية لكنني بصراحة لم أجد في بداية الرواية نص رسمي يفيدني بالتأكيد القاطع لذلك المعلومة فإنجبرت على إغفالها بالحلقات السابقة وتركها حتى أجد الدليل الكافي فإليكم سؤال الأستاذ ناصر وإجابته: س_ماسبب تسمية قرية صفيط بهذا الإسم؟ ج_من الواضح إن لتسمية قرية صفيط بهذا الإسم سبب بين ولم ياتي إسمه بالصدفة ولكني بحثت عن سبب التسمية في الكتب ذات الإختصاص ومنها كتاب معجم البلدان لعلامة الجزيرة الراحل الإستاذ حمد الجاسر ولم أجد للأسف ضالتي المنشودة وهذا ماجعلني أعتمد على الروايات الشخصية لكبار السن من سكان القرية والمهتمين في تاريخها وتاريخ القبيلة وقد قارنت بين الروايات وتحريت الأكثر مصداقية وواقعية وقد خرجت بخلاصة مختصرة وهي أقرب الروايات للحقيقة ومفادها:(إن إسم قرية صفيط مأخوذ من بئر قديمة في أسفل الوادي تسمى الهشالية وكان في قعر هذه البئر صفاة منعت من قاموا بحفرها من مواصلة الحفر إلى أسفل فإنعرجوا إلى أحد جوانبها قليلآ حيث لم يستطيعوا مواصلة الحفر إلا في هذا الإتجاه فأصبح قعر البئر يبدوا لمشاهديه كالصفط بسبب هذه الصفاة وسمي الوادي الذي تقع فيه البئر بهذا الإسم إلا أن تأسست القرية التي تحمل إسمه على يد مؤوسسها الأول الشيخ/خضران بن عتيق الرفادان شيخ فخذ المهامزة من قبيلة بني رشيد العبسية ولازالت القرية تحمل هذا الإسم إلى يومنا هذا،وقد وقفت على هذه البئر الأثرية ورأيتها عن قرب لكن معالمها لم تكن واضحة بما فيه الكفاية بسبب العوامل المحيطة ببيئتها وقلة الإهتمام الذي تحظى به). **-غاثي:والله إنك ماتستحي على وجهك! أبك أنت لو فيك خير مارحت تجمع سرابيتك على ساري وهو لوحده! -شجاع وهو ينهض من مكانه:السرابيت أنت وأشكالك! والخير مخليه لك! ولكن بالطلعة إنتظرونا عند السيارات! -ألقى عليه غاثي نظرة تحدي وإنصرف هو وصاحبه. لكن شجاع ألحقه بهذه الكلمات الإستفزازية بإستهزاء: إنتبهوا لاتستاذنون! فرد عليه غاثي:الميدان ياحميدان! _<أبك>:كلمة عامية تفيد الزجر وتؤدي معنى لاأبالك بالفصحى. _<السرابيت>:جمع سربوت وهو الشخص الذي وصلت عنده الدشارة والضياع أقصى حد. _<الميدان ياحميدان>:مثل شعبي يستخدم للتوعد والتحدي. ذهب غاثي إلى شلته وأخبرهم بالأمر وأمرهم بأن يجمتعوا عند المواقف بعد الطلعة وأن لايتدخلوا إلا إذا رأوا شجاع قد أتى بناس آخرين لأنه رأى إنه قادر هو وساري على مقابلة شجاع وشلته. إتجه جميع الطلبة إلى داخل المدرسة قادمين من فنائها ودخلوا فصولهم وكان جميع الأعضاء الذين أعتمدت أسمائهم كمصرح لهم بخوض الهوشة من كلا الطرفين جالسين على أحر من الجمر بإنتظار إطلاق الصافرة لصوتها المحبوب الذي عشقته الطلاب الصفيطية(لأنه عادة مايعلن عن نهاية حصة دراسية ثقيلة على نفوسهم أو بداية حصة رياضية ممتعة أو إنتهاء اليوم الدراسي الممل وخروجهم من المدرسة التي كنت أتمنى لها في أيام طفولتي الدمار لشدة كرهي لها،لكن ذلك عندما كنت أسمع<حكمة اليوم>من خلال الإذاعة المدرسية والتي يكون نصها في أكثر الأحيان بسيطآ بكلماتة عظيم بمعانية مثل هذا البيت الشعري الذي تمنيت أن أكتبه بماءآ من الذهب إحترامآ له ولكاتبه: <العلم يرفع بيوت لاعماد لها والجهل يهدم بيوت العز و الشرف> كثيرآ ماتردد هذا البيت على مسامعي دون أن أومن بمضمونه،وجاهلآ بأهمية العلم كارهآ له،لكنني أيقنت في مابعد إنه ألذ من الشهد وأشرف وأعلى وسام يمكن للمرء تقليده على صدره وأصبحت اليوم أتمنى لمدرستي الأولى الغالية على نفسي العمار والإزدهار تحت إدارة الأستاذ القدير والأخ العزيز أبوعبدالرحمن). جلسوا الشلة كما أسلفت بإنتظار صافرة الخروج وعندما حان وقته إتجه الطلاب إلى بوابة المدرسة وإتجهت الشلة إلى المواقف المدرسية وبرزت الجمهرة الطلابية حيث لم تغادر من سيارات الطلبة ولو سيارة واحدة لأنهم آثروا إستمتاعهم بمشاهدة هذه الهوشة على إنصرافهم لبيوتهم وطرد التعب بالراحة، فوقف غاثي إلى جانب ساري وقام أعوانهم بتغطيتهم من خلف تحسبآ لمباغتات شجاع وأعوانه الغادرة وقام غاثي بتوزيع المهام على أصحابه ورتبهم وهو ينظر إلى شجاع الذي يملي على أصحابه مايريده منهم وعينه تراقب مايفعله غاثي وأعوانه برهبة وحذر وهو مذهلولآ من كثرتهم! تقدم غاثي إلى شجاع وأصحابه وقال لهم: -هاه وش براسك ياشجاع؟ -شجاع:براسي حب(ن)ماطحن يافزعة الدبابيس! -غاثي:أبشرك إن الله جاب لك من يطحنه! -شجاع بكبرياءآ مغلفة بالذكاء:تبطي ماطحنته لأنت ولا أشكالك! ولكن المثل يقول الكثرة تغلب الشجاعة! -غاثي بثقة وإستهتار:أنا أبي أنزل لك أنا وساري بس ياحضرة الزعيم! -شجاع:والبقية اللي أنت جامعهم قدامي وش عندهم؟ -غاثي بإستهزاء:يتفرجون! إلتفت غاثي إلى الخلف وغمز لساري بعينه ليتقدم، لكن يد شجاع كانت له بالمرصاد حيث باغته بضربة مؤجعة مدفوعة من قلب مقهور من هذه الفزعة التي لم تكن بالحسبان وكانت الضربة الشجاعية في أعلى الرقبة أسفل منابت الشعر،لكن ساري أقبل منقضآ إنقضاض الليث على فريسته فضرب شجاع بمجامع أصابع يده اليمنى ضربة حدد موقعها أسفل الأذن اليمنى جعلت شجاع دايخآ لايدرك مايدور حوله،أما غاثي فقد رأى صاحبه متوليآ أمر شجاع ومسيطرآ عليه،فتصدى لمروان ومصيول بقوة يدفعها طلب الثأر والإنتقام،فأستقبل مروان بقبضة شديدة على مقدمة ثوبه العلوية ولفها بيده اليمنى حتى ضاق مجرى تنفسه وجعله الإختناق عبدآ مطيعآ لغاثي،أما مروان فهجم على غاثي لينقذ صديقه مصيول من قبضته وقد أراد أن يصرع غاثي بضربته الشهيرة على فم المعدة فضربه بقدمه اليمنى لكن غاثي تصدى لقدم مروان بيده اليسرى وأصبحت أيضآ في قبضته التي لاترحم وقام يسحبه يمينآ ويسارآ وسط صياح الطلاب وتصفيقهم الحار،أما ساري فقد شفاء غليله بضربات يده المتتالية التي إنهالت على شجاع دون أن تجد في طريقها أدنى مقاومة تصدها أو تخفف من سرعتها التي ينتج عنها ألم فضيع وشجاع مذهولآ لايصدق ما يدور أمامه،فقد سيطر غاثي وساري على الموقف سيطرة تامة وأمسكوا بزمام الأمر مما كسر شوكة الشلة الشجاعية وأطاح بهيبتهم! دخل على خط المواجهه شخص لم يروق له مايحدث أمامه ولم تكن المضاربة لصالحه! لم يكن هذا الشخص إلا مستور راعي العوشزي وأحد أفراد النقل المدرسي الذي تربطه بغاثي أحد أطراف المضاربة علاقة صداقة قوية، لكن علاقته مع الطرف الثاني أقوى وأوثق فشجاع ومصيول تربطه بهم صلة قرابة قوية وقد شارك في معاركهم السالفة ضد مروان عندما كان مناهضآ لهم،إتجه مستور إلى غاثي فقال له إن شلة شجاع قد جاهم ماكفاهم وأمره أن يطلق مصيول ومروان من قبضة يديه فألتفت إليه غاثي بنظرة شجاعة وواثقة ودفع بهم عنه بعيدآ وبقي واقفآ في مكانه متحديآ،إتجه مستور بعد ذلك إلى ساري ليطلق شجاع من يده لكن طاقم التدريس كان أسرع منه فتقدم أحد المعلمين وباغت ساري بضربة موجعة بعقاله على ظهره وصرخة مرعبة في إذنه أصبح بعدها شجاع حرآ طليقآ،وإنتهت المضاربة بتسجيل أسمائهم من قبل أحد المدرسين وتقديمها للمدير الذي هددهم بالعقاب الصارم غدآ،وإنفضت بعد ذلك الطلاب عن بعضها وإتجه كل منهم إلى منزله. |
ا
(13)
-أشكر كل من ساندني ووقف بصفي وأخص بالشكر الشيخ سرحان بن فايد على دعمه النفسي والمعنوي قبل دعمه المادي الغير محدود الذي كان له في مواصلة مسيرتي بالغ الأثر فله شكري وعظيم إمتناني! كما أشكر الملازم أول أحمد بن محمد الرشيدي من حائل على مناقشاته الهادفة وآرائه المتميزة حول الرواية وإهتمامه الواضح بشؤون القبيلة وأبنائها! والشكر موصولآ إلى ساعدي الأيمن ومستشاري الخاص الأخ محمد بن فندي الذي أستشيرة في كل صغيرة وكبيرة! **نغمة عاصفة لجوال خالد تعلن وصول رسالة جديدة بعد إرسالة للرسالتين السابقتين، يخفق قلب خالد قبل أن يستجمع شجاعته ويضغط على فتح الرسالة التي لم يكن مضمونها إلا: -يامن ثلاث سنين وأنا أطلب رضاه: عود على نفس(ن) رضاها هجرها! ويامن جريحك هده الصبر وأضناه: عيني من فراقك لزمها سهرها! ويامن فقيدك جاره البعد وأحفاه: رجلي ورى دروبك طويل سفرها! ويامن وحيدك صرت همه بدنياه: نفسي بدونك ماتفارق كدرها! ويامن غيابك صارت الونة دواه: إليا متى ونفسي تكافح خطرها؟ ويامن صدودك كرس الدمع والآه: إليا متى ونفسي بحكمة قهرها؟ ويامن رفيقك طالت سنين رجواه: متى السنين الغبر يظهر قمرها؟ أنا بدونك عزوة(ن) مالها جاه!!! وشجرة حياتي أنت يانع ثمرها! وأنا الغريق اللي على يديك مرساه! لين الشواطي تنفصل عن بحرها! ياويل حالي منك ياهيه ويلاه! ياويل حالي من عزيز(ن) هجرها! هذي ثلاث سنين والنفس مشقاه! أزرع بك آمالي ودمعي مطرها! عطني جوابك سرعة أبي أتحراه!! عجل قبل روحي يجيها قدرها.....! (يوسف سالم الشلاح). رجفت يدي خالد قبل قلبه ونظر إلى صياح الذي كان يبتسم وكأن الأمر لايعني له شيئآ وخرج إلى منزله وعند وصوله إلى هناك أخذت تلعب به الأشواق يمينآ وشمالآ، فدخل على والدته التي كانت تصلي ركعتي الضحى في غرفتها وسلم عليها وقبل رأسها،إلتفتت إليه إمه الحنون وقالت:خير ياوليدي! وش عندك راجع اليوم بدري؟ وخالد بدوره حكى لأمه القصة بأكملها وإتجه إلى غرفته وعندما غير ملابسه رمى بنفسه على السرير وكتب هذه الرسالة: [-تايه بالحياة شوي... ضايع بظلمى.. أبحث عن حياة الضيء.. وحيد بدنيتي.. فاقد شيء.. وأدور في حياتي شيء.. فقدته وضاع بين أشياء... عجزت أحدده وش هو؟ لكنه شيء! شيء ما!! هواء؟ أو ماء؟ لا..لا... أهم شوي!!! هذا كل ما أعرفه.. لأعرف إسمه ولا أعرفه... لكنه شيء! شيء ما!! أهم من الهواء والماء!!! أعرف إني فقدته يوم.. وهقيته بدنيتي معدوم... وهذا كل مأعرفه! أعرف إني فقدته... وأظني اليوم وجدته!!!!!!! وعتابي صار له محتوم! ياحبي وين هالغيبه؟ ذبحني الهجر وتعذيبه! وإخيرآ لقيتك؟ لقيتك في حياتي شيء.. أفاخر حتى في عيبه! لقيتك في حياتي ضيء.. ينور دربي المظلم.. لقيت بك التغلي عذب.. لوإنه حتى مايهضم.. لقيتك بعد هالغيبة.. ومات الهجر بتعذيبه!.] (يوسف الشلاح). وعندما تم إرسال الرسالة أخذت تتلاعب في رأسه الأفكار! ليش ماأتصل الآن بندى؟ صحيح ندى بنت عمي وبمكانة أختي وقصدي من المكالمة شريف وإذا كلمتها مافيه شيء! أدخل الرقم الذي كان مصدرآ للرسائل وضغط مفتاح الإتصال لكن ماسمعه خالد كان مخيبآ لما كان يأمله فقد كان الهاتف المطلوب لايمكن الإتصال به الآن! عاود الإتصال مرة ثانية وثالثة قارن بين الرقم المطلوب والرقم المرسل لكنه لم يجد مايعيد له الأمل فرجع إلى القائمة وبدأ بكتابة هذه الرسالة: -يامطول الغيبة عليك الوله طال أسرفت بدموعي وسميت حالي شكيت لك من صدتك ضيقة البال وأنا برجى فرحة نهار الوصالي تشهد على جرح له سنين مازال نزف القصايد بالبيوت الجزالي وتشهد لي الونة ودمعي لياسال وليل على شانك سهرته لحالي بين الملأ أفخر فيك ياهيه وأختال صورتك بعيوني وذكرك ببالي عليك عقلي صايبه خف وهبال مثل السفيه اللي من العقل خالي ماأبغاء عقب فرقاك عم ولاخال لأجلك كرهت أقرب قريب موالي أنت الأخو وأنت الأبو وأنت الآمال وأنت الحياة ومابقى من الليالي! (يوسف الشلاح). لم يلبث خالد طويلآ حتى أعلنت نغمت الرسائل وصول رسالة جديدة: -عليك مني كل مامر طاريك ونة ودمع(ن)مخلص بإنسكابه وعليك مني كل ماسولفو فيك وجدي وشوقي يامطول غيابه إن جيت وألا رحت ماني بناسيك لو أضعف الآمال صكيت بابه ياحاجب الأفراح عن نفس راجيك متى بكرم نفسك تخفف عذابه عيني تحراك وخفوقي يناديك وفكري سراب البعد ماه وزهابه فيك أرسم الأحلام وأحطها فيك يارشد عقلي! ياهداه! وصوابه! يامنتهى الآمال!وش لون مابيك؟ وأنت أثمن أحلامي وتاج المهابه! (يوسف الشلاح). وكان أسفل الرسالة التوقيع الخاص: (عزيزتك:ندى)!!! عاود خالد الإتصال في الرقم المرسل،لكن لاجديد! فالهاتف المطلوب لايمكن الإتصال به الآن! زادت حيرة خالد وكثرت تساؤلاته وأخذ يتمنى معرفة السر الغامض لهذا الهاتف! هل الرقم محول؟ هل خوفها من أبوها ورى عدم ردها أو إتصالها؟ لم يجد خالد أمامه إلا الرسائل فهي الوسيلة اليتيمة التي تربطه بحبيبته وأمنيته الوحيدة في حياته! -تصرف ترى مافي يدي حل للموضوع تعبت وذهبت وذبت من قلة الحيلة ترى بيننا كل الحيل خطها مقطوع وأنا ذاب جهدي وأمرنا صعب تاجيله! (باجد بن عبدالرحمن). تقلب خالد على سريره يمينآ ويسارآ لكن الراحة كانت بعيدة عنه كل البعد في ظل ظروفه الراهنة وقبل أن يتحقق مراده المنشود! قام من مكانه ولبس ملابسه وركب سيارته وإتصل بصديقه صياح ودار بينهم هذا الحديث: -خالد:ألو؟ -صياح:هلا خالد! -خالد:هلا صياح...وينك؟ -صياح:يعني وين..إكيد بالدوام...ليش؟ -خالد:أنا جايك بالطريق. -صياح:حياك.. وصل خالد مقر الشركة ودخل على صياح في مكتبه فوجده مبتسمآ وسلم عليه وأخبره عن الرسائل التي تبادلها مع ندى فأنفجر صياح بضحك غير طبيعي مما جعله محل إستغراب ودهشة خالد وزاد حيرته حيرة! -صياح:خالد....ريح بالك وإجلس يأبن الحلال وموضوعك مثل ماوعدك إعتبره منتهي! -يجلس خالد وعينيه لاتبرح عيون صياح:خل موضوعي على جنب! الآن أبعرف ليش تضحك؟ -صياح:يضحكني إنجرافك ورى الرسائل! يأخوي إثقل شوي! -خالد مبتسم:لاتلومني ياصياح! والله لو إنك مكاني لتسوي المصائب! -صياح:والله ماني لايمك! لكن وش يدريك لو اللي يراسلك واحد غيرها؟ -خالد:مثل من؟ -صياح:خالتها!! وألا أبوها بعد!!! -خالد وقد بانت عليه الصدمة: والله المصيبة! -صياح:آسف ياخالد! أنا مقدر شعورك! لكن الأمور هذي لازم تحسب لها ألف حساب! -خالد:والله إنك صادق! والآن وش السواة؟ -صياح:طنش الرقم! وخلك كأنك ماتفهم شيء!! -خالد:مأقدر ياصياح...مأقدر! -صياح:على راحتك. -يلتفت صياح إلى كمبيوتره ويقوم بتصفحه والبسمة واضحة على وجهه،ويغرق خالد بتفكير عميق ويسود مكانهم الصمت والهدوء. -أخذ خالد توقعات صديقة على محمل الجد وقام بتحليلها كلمة كلمة،وفتح الرسائل وأعاد قراءة الرسائل المرسلة والواردة بتمعن،وهو يقول لكل حرف يقراءة(والله ماجيت ألا من ندى)! أغلق الرسائل وضغط على المكالمات الصادرة وإتصل برقم ندى لكن الوضع لم يتغير! بينما خالد يقلب جواله وصياح يقلب جهازه إرتفع صوت الحق ليعلن دخول وقت صلاة الظهر ويقوم صياح إلى دورة المياة ليتهياء للصلاة ويتعوذ خالد من الشيطان ويتجه إلى مصلى الشركة،إنتهت الصلاة وخرج الإثنان من مقر العمل بعد أن تواعدوا مساءآ في إستراحتهم الخاصة ليتوصلوا إلى عملآ حاسمآ لأمر خالد. -هل إشتقتم لشلة شجاع؟ **لقد إتجه كل فرد من شلة شجاع إلى بيته بعد الهزيمة النكراء التي منوا بها على يد غاثي وساري وقلوبهم تفوح قهرآ وحقدآ على غاثي الذي يرأون إنه تدخل بينهم وبين ساري وهو لاناقة له ولاجمل مما جعلهم يعطونه جل إهتمامهم وتفكيرهم بطريقة الإنتقام منه ومن تسول له نفسه بالنزول إلى جانبه أوحتى التعاطف معه أيضآ! -شكر ساري صديقه الجديد غاثي ودعاه لزيارته في بيته،وغاثي الذي لم تكن لديه سيارة إعتذر من ساري وحاول إقناعه معللآ ذلك بعدم وجود سيارة لديه،لكن ساري أصر عليه وقال أنا أجيك بسيارتي وأرجعك للبيت فلم يجد غاثي أمامه إلا الموافقة! بعد صلاة العصر مباشرة وصل ساري إلى قرية أبو حميدة وأركب صديقه غاثي معه وإتجه به إلى قريته <المغار>! |
ابداع عبسي
(14)
-وصلت نسبة التقييم للحلقة الثالثة عشر 96% وعدد الأصوات المرشحة 36 صوت! وأنا أهدي هذا التميز والنسبة العالية لجماهيري الأكارم الذي لولا الله ثم لولاهم ماحصلت على هذا التميز والدعم الذي يحلم به كل كاتب،ولا واصلت مسيريتي الأولى في عالم الكتابة! أكتب لهم وأواصل بهم فلهم تقديري وفائق إحترامي! -طرح طرق إنتشار الرواية بين القراء لتحديد أكثر الطرق إنتشارآ وأرجوا منكم الإجابة بشكل صريح بإرسال رقم الطريقة: -1عن طريق أحد المواقع الإلكترونية على الإنترنت. -2عن طريق إرسالها من قبل صديق. -3عن طريق إستقبالها من بلوتوث مجهول. -سبق وأن وعدتكم بشعراء لأول مرة تسمعون بهم لكن عند لقائي بهم رفض بعضهم ذكر إسمه وأبدى إعتراضه على الفكرة لكني عند وعدي فسوف تقرأون أسمائهم في الوقت المناسب. -أراد ساري أن يقطع جو الرسمية الذي خيم عليهم ومد يده إلى مسجل السيارة وفتحه فصدح المسجل بأحد الأغاني المفضلة لدى فئة الشباب في ذلك الزمن وبصوت فنانهم المحبوب الذي يعرفون صوته بين مئات الأصوات دون أن يعرفون إسمه: سلام من يسمع الكسرات يأهل الطرب لاعدمناكم! لم يكن فنانهم المجهول إلا الفنان خالد عكش الذي إستشهد في أفغانستان بعد توبته وإلتحاقه بصفوف المجاهدين العرب هناك ضد الإتحاد السوفيتي رحمه الله رحمة واسعة! وصل ساري إلى بيته الواقع بأطراف قرية المغار مصطحبآ صديقه غاثي إلى منزله وعند وصولهم كان الوقت قبل المغرب بقليل فقام ساري و<شب> ناره في <ربعة> بيت الشعر المخصصة للضيافة،حيث كان منزلهم يتكون من <بيت شعر> واحد وعدد من <الخيام> ومكان الضيافة المتعارف عليه عند البادية في الجزء الشرقي من بيت الشعر،وأوقد على النار كثيرآ من الحطب وقرب <المعاميل> وجهز قهوته العربية لضيفه الكريم وصبها له وقام بعد ذلك فذبح <الذبيحة> وجهزها للطبخ ورجع لربعة البيت بصحنآ مليئآ ب<الشوايا> أو الشواء بالفصحى ووضعها على جمر ناره المتسارجة حتى نضجت وقدمها لغاثي وأخذوا يتبادلون السوالف ويشربون حليب الخلفات حتى جهز العشاء فتعشوا وعادوا أدراجهم إلى قرية أبو حميدة بعد أن إستمتعوا بهذه الجلسة البرية الممتعة. _شب:أوقد. _الربعة:المكان المخصص للضيافة ويختلف مكانة بالبيت من قبيلة إلى أخرى حسب المتعارف عليه والسائد بين أفرادها وقبيلة الرشايدة تعرف عندهم الجهة الشرقية من بيت الشعر بالربعة وإتجاه بيوتهم ثابت لايتغير فطرف إلى الغرب والطرف الثاني إلى الشرق. _بيت الشعر:قطعة منسوجة من الغزل بطريقة متناهية الدقة تقام فوق أعمدة وتثبت بحبال وأوتاد أرضية يستخدمها أهل البادية منذ الجاهلية إلى اليوم وذلك لخفتها وإمكانية نقلها من مكان لآخر أثناء تنقلهم المستمر ولونها أسود تتخلله خطوط بيضاء ولها شكل جمالي وجذاب. _الخيام:قطعة منسوجة من القطن الأبيض الخالص وتنصب على عمود بالمنتصف يسمى الواسط أو عمودين حسب حجمها وتثبت بحبال جانبية وأوتاد. _المعاميل:أدوات صنع القهوة وتتكون من المحماس الذي تحمس به حبات القهوة حتى تنضج والنجر الذي تطحن به القهوة بعد حمسها والدلال الذي تقدم بها،بالإضافة إلى الفناجين وملحقات القهوة. _الذبيحة:هي الشاة التي يتم ذبحها لتقدم وليمة للضيوف. _الشوايا:هو جزء من لحم الذبيحة يتم شويه على جمر النار حتى ينضج وتسمى عملية الشوي بالفصحى <الشواء>. -غبار تثيره إطارات السيارات ويتطاير من الخطوط الصحراوية المؤدية لقرية صفيط ويسكن بلاحراك وسط سكون الهواء ونسمات الجوء العليلة الباردة،خلال هذه الدقائق الضبابية التي أضفت عليها إشعة الشمس الذهبية الحنونة صورة جمالية نسجها الخيال وألقى بها على أرض الواقع،وفي ذلك اليوم الخريفي الجميل إتجه ساري مبكرآ إلى مدرسته وإنظم إلى طوابير السيارات التي تملأ الساحة المدرسية المخصصة لوقوف سيارات الطلاب وترجل من سيارته وأخذ يدخن بشراهة بإنتظار سيارة النقل المدرسي لقرى وادي المخروق التي تقل صديقه غاثي بجانب أبناء القرى سابقة الذكر،دقائق قليلة بعدها وصل النقل المدرسي وكان غاثي من أوائل الطلبة النازلين حيث إتجه إلى ساري وصافحه لكن صافرة المدرسة لم تمهلهم طويلآ حيث أعلنت بصوتها بداية دخول الطلاب إلى الفناء المدرسي وإصطفافهم بالطوابير الصباحية،إلتحق ساري وغاثي بطوابير صفوفهم وبدأت الإذاعة الصباحية وأعلنت بنهايتها أسماء الغائبين عن اليوم الدراسي السابق بالإضافة إلى أطراف المضاربة الذين سجلت أسمائهم فخرج ساري وصاحبه أما شجاع وأصحابه فكانوا غائبين أيضآ! عندما وقف ساري وغاثي أمام الطابور خرج عليهم المدير من داخل المدرسة حاملآ بيده اليمنى عصاه المعروفة بألم ضرباتها فتولى جلد غاثي وساري أمام الطلاب أما الطلاب الغائبين فقد ترك أمرهم لمعلم التربية البدنية الذي أخذ يسأل كل طالب عن سبب غيابه ومن لايجيد الأعذار المقنعة ويتعذر بأعذار واهية ومتكررة فلا نجاة له من عصى هذا المعلم حتى وإن كان صادقآ! أخذ ساري وصاحبه عقابهم على يد مديرهم الذي لايضرب الطلاب إلا في الحالات المستعصية والكبيرة على مستوى المدرسة مثل الهوشات،أما شجاع وأصحابه فقد نجوا من عقاب هذا اليوم بسبب غيابهم المتكرر والغير مستغرب! كان شجاع في ذلك اليوم قد أجتمع مع شلته وإتفقوا على سرقة سيارة أبو مصيول، وكان يساعدهم في ذلك سفره إلى مدينة جده،وعلمهم المسبق بغيابه لمدة يومين، إتجه مصيول إلى بيته ودخل الصالة وراقب حركة الأهل وتصرفاتهم وعينيه ترمق طاولة التلفزيون التي توجد فوقها مفاتيح السيارة وعندما جاءت الفرصة السانحة مد يده إلى الطاولة بخفة وحذر وأحكم قبضته على المفاتيح وأطلق لساقه الريح متجهآ إلى مكان تجمع الشلة الذين ينتظرونه على أحر من الجمر، وصل مصيول إلى شلته وأخبرهم بحصوله على المفاتيح وتشاور معهم بالجهة التي ينوون الذهاب لها فأشار عليهم مروان بالذهاب <للحويط> المدينة التاريخية المشهورة والمعروفة بآثارها،لكن شجاع لم يعجبه هذا الرأي فأشار عليهم بالذهاب <للحليفة> وقد أعجبهم فعلآ رأيه ووافقوا عليه فذهبوا لسيارة أبو مصيول وقفزوا إلى السيارة فأشغلوا محركها وأداروا إطار قيادتها وقد تولى قيادتها شجاع لما كانت له من دراية لاباس بها بالقيادة وإتجهوا إلى الحليفة سالكين الطريق المؤدي للمغار وهم غير مصدقين إنهم تطوروا من طور الدراجات وسالف عهدها إلى طور السيارات وشعورهم لأول مرة بإنهم أصبحوا رجالآ قادرين على قيادة السيارات والذهاب بها لوحدهم دون مرافق أو بالأصح مراقب! وصلت الرحلة السعيدة لمدينة الحليفة بحفظ الله ورعايته وكانت أول محطة من محطات توقفها المحددة مسبقآ هي تسجيلات فن الخليج بالحليفة التي إشتروا منها عدة أشرطة كاسيت منوعة منها جلسات خاصة لفنانين مشهورين محليآ أو إقليميآ أو أشرطة كسرات لفنانين شبان مشهورين نسبيآ،تحركت رحلة شجاع السعيدة من التسجيلات إلى أحد المطاعم الشهيرة على طريق حائل-المدينة المنورة لكن فرحتهم لم تكتمل حيث إعترضت طريقهم إحدى دوريات أمن الطرق التي لاحظت صغر سنهم الذي لايؤهلهم للقيادة فأشارت لهم بالوقوف لكن الشلة كانوا يعرفون مصيرهم إذا توقفوا ويعلمون إنه سوف ينفضح أمرهم أمام أهليهم إذا إنحجزوا لعدم وجود أي أوراق ثبوتية،وقد كان مكانهم حينئذ على الطريق العام وإتجاههم إلى المدينة المنورة فقام شجاع بتهدئة السرعة وقام بمشاورة أصحابه بالأمر فأشاروا عليه بالهروب والنزول مع الخطوط الصحراوية حيث إنهم يعلمون إن الدورية لن تلاحقهم إلا أن تطلب أمر من المرجع الرئيسي(إدارة أمن الطرق بحائل) فلم يكن أمام شجاع إلا الإمتثال لرأي أصحابه والنزول من الطريق الأسفلتي إلى الطريق الصحراوي مما أذهل قائد الدورية لعدم توقعه لهذا الفعل من صغار سن كهؤلاء وقد قام سائق الدورية بالفعل بطلب أمر بالمطاردة من مرجعة ولكن الأمر كالعادة لم يأتي إلا بعد فوات الأوان ووصول الشلة إلى صفيط مزبنهم الآمن الذي يثقون إن الدوريات لن تصل إليه مهما كان الأمر، فقام الشلة بإيقاف السيارة في مكانها دون أن يشعر بهم أحد أو يفتقدها وقد أخذوا كل الإحتياطات ومحو آثار الجريمة وضمنوا عدم كشفها مستقبلآ،ذهبوا بعد الإنتهاء من طمس معالم الجريمة إلى بقالة محمد الأفغاني وقاموا بشراء مسجلات صغيرة الحجم ومزودة بسماعات إذنية بالإضافة إلى سماعات جانبية وغيروا مكان جلستهم حيث أصبحت جلستهم بجوار محلات عواض العنيزان عندما كانت آنذاك لبيع مواد البناء الذي لاتوجد له محلات تبيعه على مستوى صفيط وماجاورها من القرى إلا هذه المحلات وقد تحولت هذه المحلات الآن لبيع المواد الغذائية وتعود ملكيتها لقدوة التواضع والتسامح ورجل الدين القويم الشيخ/عواض بن عنيزان وفقه الله. |
ابداع عبسي
(15)
-قرار مفاجيء وغير متوقع في هذا الوقت ولكن هذا ماكنت أريد ففي هذه الحلقة سيتم إعلان الإسم الحقيقي لكاتب رواية مذكرات مراهقين! -جلسوا شلة شجاع في مكانهم الجديد بجوار محلات عواض كما أسلفت وأخذوا يستمعون لما جلبوه من أغان في أشرطتهم المنوعة كل على حسب ذوقه،مرت الأيام وعاد أبو مصيول من سفره وهو لايعرف عن ماحدث شيء وذات صباح مشرق عزم أبو مصيول على الذهاب لمدينة حائل لإنهاء بعض المعاملات في مراجع الدوائر الحكومية بالمنطقة وبينما هو في طريقه مر بنقطة تفتيش في مدينة الحليفة فأستوقفته وطلب منه العسكري إثباتاته الشخصية وطلب منه التوقف جانبآ فتوقف وترجل من سيارته فسأل العسكري عن سبب إيقافه فقال له العسكري إن عليه تعميم بسبب هروبه عن الأمن ونزوله عن الطريق الأسفلتي واللجوء إلى الطريق الصحراوي وأبلغه العسكري إنه عند إعترافه سيتم حجزه لمدة يومين فقط أما عند إنكاره لذلك فإن التحقيق فقط سيأخذ أكثر من إسبوع لمعرفة أسباب الهروب وتداعياته! إندهش أبو مصيول مما يسمعه وأبدأ إعتراضة على التهمة جملة وتفصيلآ في ظل تأكيد العسكر لكلام زميلهم والشهادة معه ضد أبو مصيول لكن أبومصيول تذكر مايدل على براءته وذلك إن من حسن حظه إنه قابل في مدينة جدة نقطة تفتيش ولم تكن لديه رخصة قيادة في تلك اللحظة فأعطي قسيمة<عدم حمل رخصة قيادة> مما جعل أبو مصيول يعتمد عليها كإثبات حيث تزامن وقتها مع وقت الهروب المزعوم الذي أتهم فيه أبو مصيول،قال لهم أبو مصيول إن لديه مايثبت براءته وذكر لهم الدليل القاطع وأخرج لهم النسخة الصفراء التي تعطى لمن أعطي قسيمة مخالفة مرورية ليسهل على حاملها تسديدها من أقرب فرع للمرور وذلك قبل أن يظهر نظام السداد الإلكتروني عن طريق مكائن الصرف الآلي،عندما رأى رجال الأمن ماقدمه أبو مصيول ورأوا تاريخها ووقت تحريرها إقتنعوا ببراءته وأرادوا إطلاق سراحه لكنه إعترض عليهم وطالبهم بإحضار العسكري الذي قام بالمطاردة والتبليغ فقالوا له إن ذلك يستلزم إحالته إلى القسم وتقديمه لطلب خطي يقدم لمدير القسم،لكن أبو مصيول كان عازمآ على رأيه فذهب إلى القسم وعمل ماطلب منه وقد تم طلبه وقابل العسكري وطرح عليه مايدور في باله من أسئلة وأجابه العسكري إجابة صريحة وقال إنه شاهد هذه السيارة بكامل مواصفاتها وبرقم لوحتها المدون بالتعميم وكان من يقوم بقيادتها من صغار السن وعددهم ثلاثه وذكر أوصافهم لأبو مصيول الذي أيقن إن الجناة هم شلة العناد والنكاد الذين لاتحمل الجريمة سوى بصماتهم! أمضى أبو مصيول جل نهاره في هذه القضية المدوية ورأى إنه ليس لديه متسع من الوقت لإكمال طريقه وإنجاز أعماله في حائل،فعاد أدراجه إلى قريته وعند وصوله لها كان الوقت قبيل الظهر بقليل، لم يحتمل أبو مصيول نار إنتظاره لنهاية اليوم الدراسي فإتجه إلى المدرسة ودخل على مديرها وطلب منه إخراج مصيول من فصله بكامل كتبه لكن المدير فاجأ أبومصيول بنبأ غياب إبنه وإنقطاعه عن الدراسة منذ الإسبوع الماضي بالإضافة إلى شجاع ومروان! ثارت أعصاب أبومصيول وخرج من المدرسة غاضبآ وإتجه إلى البيت وعند وصوله وجد مصيول أمام الباب الخارجي وقد هم بولوج المنزل وهو حاملآ لكتبه الدراسية كاملة ومربوطة بحزام بلاستيكي يسمى بالعامية<سبته>تلف حول الكتب وتربط بطريقة التشابك التلقائي بمجرد وضع الجزء البلاستيكي الخشن فوق الجزء البلاستيكي الناعم،وقد كان مصيول يأخذ كتبه بأكملها كل صباح ويضعها في أحد المنازل المهجورة التي في طريقة ويذهب مع شجاع ومروان إلى أي مكان حول القرية ويقضون به وقتآ ممتعآ بين أكل وشرب ولهو وتدخين،وعندما يحين وقت نهاية الدوام يأخذها ويعود إلى منزله دون أن يعلم به أحد أو يشك في غيابه وقد أستمر على هذه الحال لمدة طويلة ولم يكشف أمره إلا في ذلك اليوم المشؤوم! دخل مصيول بكل ثقة وهدوء ولحق به أبيه الذي أيقن إن من أمن العقاب تمادى بتمرده وقد أخذ منه الغضب كل مأخذ وبادره بهذا السؤال:من وين جاي؟ _مصيول بكل برود:من المدرسة! _صفعة مدوية من كف أبو مصيول تقع على خد فلذة كبدة المدلل وتزعزع ثقته بنفسه خصوصآ إنه لأول مرة يتعرض للضرب من يد أبيه الحانية! يدلي بعد ذلك بإجابة صريحة لسؤال أبيه الذي طرحه عليه ويقف مذهولآ من هول ماحدث! إستغل أبومصيول الموقف وأدلى بكل مايريد من أسئلة على إبنه الذي مازال واقفآ في مكانه يرجف خوفآ ورهبة من أبيه،فسأله عن سرقة السيارة والذهاب بها للحليفة والهروب عن دورية الأمن؟ ومن الذي كان يشاركه في جريمته النكراء؟ وعن سبب إنقطاعه المستمر عن الدراسة؟ وأين يذهب في وقت غيابه عن المدرسة بعد خروجه المبكر من المنزل؟ صعق مصيول من معلومات أبيه الدقيقة التي لم يجد أمامه طريقآ للهروب منها بعد ما أيقن إن العقاب شرآ لابد منه وإن المدرسة بعد يومه هذا ستكون سجنه الذي سيقضي به وقته الممل الطويل! عرف أبو مصيول ما أراد أن يعرفه وسحب مصيول إلى إحدى الغرف الجانبية وأخذ يضربه بعقاله بلا هوادة ودون أن تأخذه به رحمة أو شفقة! قضى مصيول بقية نهاره وطويل ليله في هذه الغرفة مغلوبآ على أمره ومحجوزآ لاتملك يديه ضرآ ولانفعآ ولايملك لنفسه حولآ ولاقوة، مر به أبيه بعد منتصف الليل فوجده غارقآ بنومه وقد ألقى بنفسه كالجثة الهامدة،ألقى عليه نظرة صاحب القلب الرقيق الذي ينظر إلى جزء من أعضاء جسمه وقد نهشها الذئب بأنيابه اللعينة التي لايسلطها على من يرحم،وقد فاضت عينيه وحن قلبه لمنظر فلذة كبده وأغلى ملكه بهذه الحالة التي لم يتمنى أن يرآه بها في يوم من الأيام! فكر أبو مصيول قليلآ ورأى إن موقفه لايقبل التراخي وإن عليه أن يتشدد مستقبلآ أمام إبنه حتى تكن له هيبته ورهبته،ويجب أن تستمر هذه الشدة حتى يرأى إن إبنه قد إعتدل عن طريقه الخاطيء وسلك طريق الصواب،لأن الوضع الآن بات على مفترق الطرق والقرار مازال في يد أبو مصيول،فإما غلظة يعقبها إعتدال وإما تساهل يعقبه ضياع وندم لاينفع بعد فوات أوانه! طلت شمس الصباح المشرقة وإستيقظ عليها مصيول وهو لايعلم عن مصيره لهذا اليوم شيئآ،فقام ودفع باب الغرفة فوجده مفتوحآ أمامه وخرج إلى الصالة المنزلية ووجد الهدوء سائدآ لها ولماحولها، غسل وجهه وخرج من باب الصالة إلى الفناء المنزلي فرأى أبيه جالسآ كعادته في ظل جدار المنزل الصباحي <الفية>وهو يتناول قهوته العربية وفطوره الصباحي وحوله أبناءه الصغار،تردد مصيول بين الذهاب إليه أو الرجوع إلى مكانه والتظاهر بالنوم! لكن أبيه قطع تردده بالتوصيت عليه وأمره بالمجيء إليه وتناول الفطور ليجهز نفسه بعدها ويذهب به إلى المدرسة! رضخ مصيول لأمر الواقع ونفذ أوامر أبيه بصمت تام، وإتجه بعد ذلك مع أبيه إلى المدرسة ودخلوا مكتب المدير الذي لم يحضر تلك اللحظات وبقوا بإنتظاره وعندما دخل المدير سلم عليهم وصافحهم وقابل مصيول بإبتسامة،طلب أبو مصيول من مدير المدرسة العفو عن ماسبق وأن بدر من مصيول وأبلغه بتعهد إبنه الشفهي بعدم تكرار ذلك مرة أخرى،فقبل المدير إعتذار أبو مصيول عن إبنه وأبلغ مصيول بأنه قد عفى أيضآ عن شجاع ومروان إذا كان خوفهم من العقاب هو سبب غيابهم بشرط أن يبدأوا بالدوام من اليوم أو غدآ كأقصى مهلة وأن لا يتكرر منهم ذلك وحمل أبو مصيول مهمة إبلاغهم بذلك وأبو مصيول أناب إبنه بتنفيذها نظرآ لأنه زميلهم ويثقون به أكثر من غيره. دخل مصيول إلى فصله وجلس في مكانه حيث إنه كان وقت الطابور الصباحي في الإدارة مع أبيه وبدأ يومه الدراسي بالتفكير حول أصحابه وأين ذهبوا؟وهل هم ينتظرونه؟وهل أستغربوا غيابه عنهم لهذا اليوم؟ غرق مصيول بأفكاره وعينيه لاتفارقان السبورة ومعلمه واقفآ أمامه يشرح درس اليوم بوسط دهشته من تركيز مصيول الغريب والذي أتى متأخرآ ولكن لعل تركيزه وإنتباهه يصلح ما أفسدته <الدلاخة> لسنين عدة مضت! _الدلاخة:أعلى مراتب التبلد والغباء. هذا ماكان من أمر مصيول الحزين أما أصحابه فقد أذهلهم غياب صاحبهم الغريب ولفترة لاتحتمل التكهنات والتوقعات فلابد من سبب عظيم وراء غيابه الطويل لأمس العصر واليوم أيضآ! أطلق كل منهم العنان لجماح التوقعات التي كان أخطرها وأرهبها في قلوبهم وأقربها في نظرهم للحقيقة إنه محتجز في غرفة التوقيف في مركز الإمارة لكن الأمل الوحيد الذي يفند مايتوهمونه جهلهم بالسبب الذي يقف ورى عقابه فلو كان صحيحآ ماتوقعوه لسمعوا من الناس بهذا الأمر! **-تشرف بكتابة الرواية يوسف بن سالم بن شلاح المهيمزي الرشيدي الرياض~وزارة الصحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ *-ساعد على نشر الرواية وكتابتها وجمع معلوماتها وتدقيقها اللغوي والنقدي وتصحيحها الإملائي كلآ من:- -الأستاذ/عوض بن سماح الرشيدي~بكالوريوس لغة عربية~وزارة التربية والتعليم. -الأستاذ/ظافر الشهري~ ماجستير نقد~جريدة اليوم. -الدكتور/فهد السبيل~إستاذ النقد بجامعة الملك سعود. -عدد كثير من الأصدقاء والأصحاب الذين أبدأوا تعاونآ جيدآ جنينا ثمرته ولله الحمد فلهم وفير شكري وفائق إحترامي. -أما عن ماتبقى من حلقات فستقرأونها في كتاب مذكرات مراهقين الذي سيكون في الأسواق قبل عيد الأضحى إن شاء الله وستكون طباعة الكتاب وتوزيعه تحت إشراف مكتبة العبيكان! -تسرني ملاحظاتكم وإستفساراتكم على البريد الألكتروني: dhahy1@hotmai.Com |
ماااااااااااااااااااااااااافيه ملاحظات على الرواية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟
وين الردود ياحلوين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
تبونها حلقة حلقة.
|
مشكور على المجهود
والف شكر لك الاساتذه الذين قامو بنشر الروايه بإنتظار الكتاب ملاحظه / من وجهة نظري لو انزلتها حلقه حلقه (مسلسل) يكون افضل والتنسيق له دور مهم في انسجام القارئ بالقراءه |
وين ردود باقي الأعضاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|
موجدين
يا سيف عبس 1000 شكر 1000 شكر 1000 شكر ونستنا المزيد |
الساعة الآن +4: 08:20 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.