قبيلة بني رشيد - (((( قفــــوا إنــه الحـــب ..........

أشكر الأخ / الضرغام على مروره الطيب ،، وتعليقه وأنا أقدر رأيه ..

ورداً على سؤال الأخ / الضــرغــــام .. أقول :
الحب الصادق أعمى لأن فيه قدر من التسامح والتغاضي والتسامي بالمحبوب ، لأنه قد غرس في داخل وجدانه .
وأعطيك مثــال صادق حي على ذلك :
( الأم ) مثلاً .. ألا تلاحظون معي أن حبها لأبنائها يعتبر حب أعمى !.. فبقدر ما يخطئون أحياناً بحقها ، وربما أحياناً أخرى تجد العقوق منهم !.. ومع ذلك تحبهم حباً لا يوصف !.. حب أعمى .. تتغاضى عن أخطائهم ، بل وتنسى أنهم قد أخطئوا بحقها يوماً ما ... أتعرف لمـــــاذا ؟ ...
لأنها تملك قلب كبير مليء بالحب والتسامح والحنان والرغبة في الاحتواء .. ولا يمكن أن تجد الكره لديها مهما حصل !...
قس على ذلك حال ( المحب الصادق المخلص الوفي ) تجاه محبوبته .. فإنه يرتفع ويتسامى بها عن العالم الأرضي هناك حيث السماء الصافية ، وإن تلبدت الغيوم يوماً ما فإنها سرعان ما تعود إلى السماء إلى صفائها المعهود .. ومهما أخطأ المحبوب فإنه يتسامح ويتغاضى ، بل العكس أحياناً الخطأ من المحبوب يرفع رصيده عند المحب كما عبر حامد زيد في إحدى قصائده . إذاً عندما يوصف الحب بالأعمى فإنه لا يعني الانقياد وعدم البصيرة بقدر ما يعني القلب الكبير المتسامح مع المحب الذي يغفر لمحبوبه . ولا يوازي غلاه غلا أحد غيره .
ألم تقرأ أشعار المحبين في الأزمـــان الغابرة ، وهي من أصدق نماذج الحب وأرقها وأخلصها ،، وسأذكر منها بعضاً من الأبيات .

** إذا ما خليلي أساء مرة
وقد كان من قبل ذا مجملا ..
تحملت ما كان من فعله
فلم يفسد الآخر الأولا ..

** أحبك حباً لو تحبين مثله
أصابك من وجد علي جنون ..
لطيفاً مع الأحشاء أما نهاره
فدمع وأما ليله فأنين ..

** لعب الهوى بمعالمي ورسومي
ودفنت حياً تحت ردم همومي ..
وشكوت همي حين ضقت ومن شكا
هماً يضيق به فغير ملوم ..

** نبئت أنك معتل فقلت لهم
نفسي الفداء له من كل محذور ..
يا ليت علته بي ثم كان له
أجر العليل وأني غير مأجور .... ((( الله أكبر .. حب صادق )))

** مرض الحبيب فعدته
فمرضت من حذري عليه ..
وأتى إلي يعودني
فبرئت من نظري إليه ..

** قالت مرضت فعدتها فتبرمت
وهي الصحيحة والمريض العائد ..
والله لو قست القلوب كقلبها
ما رق للولد الضعيف الوالد ..

** تمارضت كي أشجى وما بك علة
تريدين قتلي قد ظفرت بذلك ..
وقولك للعواد كيف ترونه
فقالوا قتيلاً قلت أهون هالك ..
لئن ساءني أن نلتني بمساءة
لقد سرني أني خطرت ببالك ..

** أذلني الهوى فأنا الذليل
وليس إلى الذي أهوى سبيل ..

** وددت من الشوق المبرح أنني
أعـــار جناحي طائر فأطير ..
فما لنعيم لست فيه بشاشة
وما لسرور لست فيه سرور ..
وإن امرأ في بلدة نصف قلبه
ونصف بأخرى غيرها لصبور ..

** أزوركم لا أكافيكم بجفوتكم
إن المحب إذا ما لم يزر زارا ..

** أشكوا الذين أذاقوني مودتهم
حتى إذا أيقظوني بالهوى رقدوا ..

** مالت تودعني والدمع يغلبها
كما يميل نسيم الريح بالغصن ..
ثم استمرت وقالت وهي باكية
ياليت معرفتي إياك لم تكن ..

** أترحل عن حبيبك ثم تبكي
عليه ، فمن دعاك إلى الفراق ؟

** تمر الليالي لا أرى البين ينقضي
ولا الصبر من رق التشوق معتقي ..
سقى الله أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكل سكوب هاطل الوبل مغدق ..

** وكيف ، وفي سبيل هواك طوعاً
لقيت من المكاره ما لقيت ..

** أناجيك من قرب بكل عواطفي
وأبدى لك الشوق الذي في جوانبي ! ..

** لو كان يهدى على قدري وقدركم
لكنت أهدي لك الدنيا وما فيها ..

** الشوق فوق الذي أشكو إليك وهل
تخفى عليك صباباتي ، وأشوقي ؟! ..

** عرفت هواه قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلباً خالياً فتمكنا ...
وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا ..

** أحب الوعد منك وإن تمادى
وأقنع بالخيال إذا ألما ..
عسى الأيام تسمح لي بوصل
وتأخذ لي من الهجران سلما ..

** سألت أحبتي ما كان ذنبي
أجابوني وأحشائي تذوب ..
إذا كان المحب قليل حظ
فما حسناته إلا ذنوب ..

**

وغيرها الكثير والكثير من الأبيات التي احتفظ بها ،، ولو استرسلت .. لملأت صفحات المنتدى منها . أكتفي بهذا القدر .

(( الحب الصادق الوفي المخلص الروحي الذي يرتفع عن كل ما هو مادي سريع ما ينتهي ، هــو الحب الحقيقي )) .

رأيي الخــــاص .... لا غيـــــر .

وللجميع التحية والتقدير .