قبيلة بني رشيد - نظارة الرشايدة- السودان

إقتباس:

اقتباس من مشاركة اريج (المشاركة 2159813)

التحية للاخوين محقق تاريخ ومحمد الحافظ، صورة السمهودي هي التي شجعتني ان اكتب جزء من مقالي عن الادارة الاهلية عند الرشايدة ، فاعتقد ان انسب مكان له هو كرد على صورة زعيم الرشايدة الذي قادهم غرباً الى السودان.
لم استطيع ان اكتب عنوانا لما سينزل ، لانه مقتطفات من مقال .
اليكم
بعد دخول القبيلة للسودان عبر مداخل مختلفة واستقرارهم في سواكن حدثت صراعات مع مجوعات مختلفة ، تم جمع القبيلة بواسطة الحكام واجتمعوا بقيادات القبيلة بقيادة قائدهم الراشد رشيد بن راشد (رشيد بن حلمة ) .كما تم الاختيار الشيخ عبد الله السمهودي ليكون المسئول عن القبيلة بعد ان وقع عليه الاختيار بالاجماع وقد عمل على استقرارهم في ضواحي عقيق ، وبعد عشرون عاما من التواجد في شرق السودان طلب الشيخ عبد الله السمهودي من الرشايدة الرحيل الى منطقة نهر عطبرة عندها وقع الخلاف بين القبيلة ،عندها رفض البراعصة الرحيل وطلبوا الفصل من زعامة السمهودي وتم فصلهم رسميا من جانب الحكومة المصرية بعد تكوين وفد من من عشرة مشايخ بقيادة ابن مريحيم .والسمهودي بعد وفاته خلفة ابنه مبارك الذي اصبح عمدة الزنيمات فيما بعد . ولذا نجد ان قبيلة الزنيمات توزعت بين نهر عطبرة وكسلا ، واصبحت ولاية نهر النيل مرتكزا لقبيلة الزنيمات وولاية كسلا مرتكزا لقبيلة البراعصة .(مقابلة مع العمدة حمدان محمد مبارك،قرية ابو دهان –كسلا ،فبراير 2010)
في سنة 1902 بدأت حكومة الحكم الثنائي تفكر في جمع الرشايدة تحت رئاسة واحدة حتى يسهل تحصيل الجزية منهم ولكن كل المحاولات باءت بالفشل . وفي تلك الفترة تم تعيين الشيخ عبد الله مبارك (من الزنيمات )( شيخاً لعموم الرشايدة ولكنه استقال سنة 1912م وعين خلفاً له ابنه مبارك ويبدو ان مسالة تعيين شيخ واحد للقبيلة لم تنجح.واستعاضت عنه بجمعه في منطقة قوز رجب .
بعد العشرينات وجمعهم في قوز رجب تم تنصيب الشيخ هذة المرة بطريقة الترشيح ، ورشح مدير كسلا الشيخ مبارك عبد الله وتم التعيين في يوم 28مارس 1928. ولكن تعيين مبارك خلق تذمر بن افراد القبيلة لانه كان هنالك معارضين من البراطيخ والبراعصة وادى هذا التذمر الى تاخير دفع الجزية كنوع من العصيان المدني (للمزيد ارجع كتاب السني بانقا صفحة 12).
وعندما اخل تماسك القبيلة فرأت السلطات ان تعيد القبيلة الى ما كانت عليه من قبل وبذا فشلت ادارة الرشايدة تحت الشيخ الواحد وتعود الاسباب في تلك الفترة لعدة اسباب منها ضعف شخصية الشيخ و، شدة المعارضة من القبائل الاخرى وايضا لان القبيلة ليست لديها قيادة تحت راية شيخ واحد ،وايضا لعدم جدية الحكومة لان هدفها كان فقط جمع الجزية .
بعد ان شعر الانجليز بخطورة هذة القبيلة قالوا لابد ان يتم تنظيم القبيلة وطلب المفتش الانجليزي الاجتماع بكل زعماء و اعيان القبيلة والمتمثلة في قبائل الزنيمات والبراطيخ والبراعصة وكان كان هيكل الادارة بعد تكوينه من ثلاثة عممد وهم العمدة مبارك عبد اللة السمهودي عمدة الزنيمات والعمدة مسلم مسعود عمدة قبائل البراعصة والعمدة سليم سعد عمدة البراطيخ . وقد تم ترشيح مبارك بن السمهودي ليكون ناظراً على راس القبيلة ولكن بركات اعترض على هذا الترشيح وصار الخلاف في وسط قبائل البراعصة وقد تم تعين العمدة بركات عمدة لقبائل البراعصة بعد الاطاحة بالعمدة سليم في اجتماع بحضور المفتش الانجليزي والعمد الثلاث.(مقابلة مع العمدة حمدان محمد مبارك،قرية ابو دهان –كسلا ،فبراير 2010)
ثم بعد عام تمت محلاولة اخرى من قبل مفتش البجة ولكنها باءت بالفشل ورجع نظام القبيلة الى الوضع السابق ، فالزنيمات اصبحت تحت رئاسة الشيخ مبارك عبد الله والبراعصة تحت رئاسة الشيخ بركات غوينم والبراطيخ تحت رئاسة الشيخ سليم .
واستمرت محاولات الحكومة في توحيد القبيلة حتى سنة 1947 عندما استقر مجلس مديرية كسلا على راي ان ينصب شيخ للرشايدة والمعارضين من الرشايدة ينضمون لقبائل الهدندوة او الشكرية ولكن ايضا هذة المحاولة لم تنجح لان فكرتها لم تكن منطقية وعدم علم الحكومة بقوة النظام القيلي فليس من الممكن ان ينضم عدد من الرشايدة الى قبائل اخريى.(السني بانقا :ص14)
كانت كثير من الحكومات تستغل هذه الخلافات بين الرشايدة حتى لا يكون كيان قائم بذاته وكانت تلجا كثيرا لتقسيم فروع القبيلة تحت نظارات قبائل البجا الا أن الرشايدة بطبعهم كانوا رافضين لهذة السياسات فتمردوا وما كان لهذه الحكومات الااعادة هذا الكيان بتعيين عموديات وشيوخ خط لعموديات الفروع الثلاثة .
وحتى نهاية ثمانينات القرن الماضي كانت قبيلة الرشايدة تدار ادارياً تحت ثلاث قبائل رئيسية وكل قبيلة لها عمدة وهي قبيلة الزنيمات وكانت عموديتهم عند اسرة السمهودي وقبيلة البراعصة عموديتهم عند اسرة نافع 24بركات وعمودية البراطيخ عند اسرة سليم سعد وكان هذا التقسيم منذ زمن الانجليز الى ان حُلت الادارة الاهلية في عهد نميري وعندما عادت الادارة الاهلية بعد ثورة 1985م مع الاحزاب عندها كانت هنالك دماء جديدة ووجوه شابة ظهرت وسط قبيلة الرشايدة بدأوا في تنظيم انفسهم وقد اجمعوا على تكوين نظارة للرشايدة وذلك حفظاً لحقوق القبيلة. ولمواجهة المشاكل التي كانت تقابل القبيلة وكان على رأس قبيلة الزنيمات المرحوم احمد علي وكان اول نائب في البرلمان في الستينات ، والشيخ اويخ عبد الله الويخ وعلى راس البراطيخ مبروك مبارك سليم رغم حداثة سنه كان له دور ورأي سديد فهو من بيت شياخة ، وكان عضواً في الجمعية التأسيسية.، وعلى راس البراعصة الناظر الحالي احمد حميد بركي واسرة بركات عمدة القبيلة منذ الانجليز ومبارك مسلم مسعود و من البراعصة ايضاً العمدة حميد احمد وعمدة الشروق المرحوم سالم سليمان هذة المجموعة كانت قوية ولها تأثير عقدوا مؤتمر في نهاية 86 جمعوا فيه الرشايدة من البحر الاحمر والشمالية وسيتيت والبطانة وعُقد المؤتمر في قرية مستورة والمتحدثين كانوا متفقين ، مبروك ، الويخ ، احمد عبد اللة، وتم في هذا المؤتمر الاتفاق على ان تجمع قبيلة الرشايدة تحت نظارة واحدة وتم ايضاً ترشيح احمد حميد بركي-وهو من قبيلة البراعصة اكبر قبيلة في ولاية كسلا- للنظارة وتم ترشيحة علناً في المؤتمر بواسطة مبارك مسلم مسعود قال "انا لو سمحتولي عاوز ارشح احمد حميد للنظارة " وقام مبروك سليم وقال انا نيابة عن البراطيخ اثني الترشيح واحمد على عبد الله نيابة عن الزنيمات، ولكن كان هنالك اتفاق مسبق على شخص احمد حميد بركي فهو قد خلق شخصية وقيادة في وسط قبيلة الرشايدة . ولكن واجهت تكوين نظارة الرشايدة مشاكل كثيرة داخلية من داخل القبيلة واخرى من المجموعات الاخرى بشرق السودان والتي رفضت وما زالت رافضة لنظارة الرشايدة ، من داخل القبيلة الرفض لم يكن لمبدأ النظارة ولكن لشخص احمد حميد فقد رفضت اسرة بركات وهم من البراعصة نظارة احمد حميد باعتبار ان النظارة من حقهم لان العمودية عند اسرتهم .(مقابلة مع احمد حميد بركي ،قرية ابو طلحة –كسلا ،يناير 2011)
ولكن اسرة احمد حميد ترى ان النظارة من حقها لان اصلاً زعامة البراعصة عندهم فقد كانت مع جدهم مسعود رشيد ومن بعده ابنه مسلم الى ان اختلف مع الحاكم الانجليزي والذي نزع القيادة وسلمها لاسرة بركات ، فهي ترى ان القيادة التاريخية عندها ، ولكن الخلاف الداخلي كان من السهولة السيطرة عليه لان الرشايدة على خلافاتهم الكثيرة مع بعضهم ورفضهم للسيطرة من قبل الآخرين الا انهم دائماً متفقين حول مصالحهم الاستراتيجية واهمها كانت النظارة والاستقرار ففي سبيل الحصول على نظارة تجاوزوا مشكلة من سيكون الناظر.
ولكن بعد مضي عدة سنوات عاد عبد الله نافع الى الجلوس مع قيادات الرشايدة وتم عقد مجالس جودية وايضاً تدخل بعض رجالات الحكومة وتم التراضي واختيار عبد الله نافع وكيلا للناظر وتم تعيينه رئيسا لمحلية غرب كسلا والتي تم فصلها سابقا بطلب من ابناء الرشايدة من محلية ريفي كسلا التي كانت تضم الرشايدة والبني عامر وتعاقب على رئاستها ابناء الرشايدة الى ان جاء عبد الله نافع، والذي اصبح فيما بعد معتمدا لغرب كسلا بعد تحويل المحلية لمعتمدية .

يعطيك العافيه أخت اريج